عاش بعضُ أزواج اليوم .. في ظروف حياتية قاسية في صغره .. فكم شاب رأى أمام عينيه .. تصرفات وسلوكات كان يمارسها أبوه على أمّه ... فربما سمع تهاوي الشتائم والسباب على أمّه .. وربما شاهد وقع السياط أو الجزم على ظهر أمّه .. وربما كان حاضراً عندما طرد والُده أمَّه من بيتها .. ربما هرب إلى زاوية أو اختفى خلف باب خوفاً وهلعاً مما رأى .. وربما ناله نصيب من الاصابة ... ليبقى ذلك كله بصمة مؤلمة في مسيرته .. أو جُرحاً غائراً ممتلئاً قيحاً .. ينتظر مناسبة مماثلة لينفجر ................
هنا أضعُ يدي الباردة على صدرك .. وأمسح بحنان على رأسك .... وأخاطب بحبٍ قلبك ... وأدعوك لتحكيم عقلك ..........
إنّ الماضي القاسي الذي عشتَه ... لا يرضيك ولا تحبه ... ولهذا فررت منه صغيراً ... فإني أدعوك هنا وقد أصبحت زوجاً .. في مثل مقام والدك سابقاً .. أن ترفض الآن ما كنت ترفضه صغيراً .. فلا تكرره .. ولا تكون رهناً له .. وتذكّر حال أطفالك الآن كما كنت مثلهم .. فلا تذقهم المرارة التي ذقتها ولا يشربوا من الكأس الذي شربت .....
حبيبي : إن الحياة حلوة خضرة .. فعشها كما ينبغي سعادة وحباً ورحمة ..........
دمت بسعادةٍ دائماً ...