د. الزواج المتسرب:
وهو الزواج المبنى على أساس أن لرجل واحد زوجتين احدهما في بلدة ويبقى معها وأخرى في بلدها بعيدة وغالباً ما تكون أرملة حيث يعرج عليها كلما مر بقريبتها أو مدينتها بسبب مشاغله وأعماله فيجلب لها معه بعض الهدايا وينفق عليها وتكون بعيدة عن ضرتها فلا ترى أحداهما الأخرى فيبقى الزواج بعيداً عن مشاكل الصدام التي تقع غالباً بين الضرائر في حال كونها في بيت واحد أو قرية واحدة، ويعتمد هذا النوع من الزواج على الاتفاق المتبادل قبل عقد القرآن فإذا ما تم يقولون ( جبل ع جبل ما بيلتقين أما بني آدم على بنى آدم بيلتقوا) وهو اقل أنواع الزواج بل أندرها.
هـ. الزواج العادي
ويقوم على اختيار كل من الزوجين أو ذويهما في الغالب شريك حياته بالطرق المتعارف عليها في المجتمع وهو أكثر الأنواع السالفة الذكر انتشاراً.
سن الزواج والزواج المبكر وأسبابه:
قد يكون الزواج مبكراً أو متأخراً في كل نوع من الأنواع السالفة الذكر. وقد ساد الزواج المبكر في الغالب المجتمع الفلسطيني آنذاك، وهو يقوم على أساس تزويج الفتاة من الفتى في سن مبكرة قد لا تتجاوز السادسة عشرة للفتى والرابعة عشر للفتاة ولهذا الزواج أسبابه ودوافعه ونتائجه التي منها:
الجانب الاجتماعي: حيث يفاخر الناس بكثرة المواليد الذكور خاصة (كثرة العزوة) لأن البنات مصيرهن الزواج والخروج من البيت أما الأبناء فيهبون للدفاع عن شرف العشيرة ضد المعتدين ويصور المثل أم البنين وأم البنات وكل واحده منهما قد انشغلت بهدف معين يناسب وضعها مع مواليدها في قوله ( أم البنين تمشي وتنين وين الحبس يا مظلومين؟ وأم البنات تمشي وتبات وين الصايغ يا بنات؟). هذا إلى جانب كون المجتمع الفلسطيني من المجتمعات المحافظة بقدر ما للشرف من قدسية فلذلك يسارع الأب إلى زواج ابنته ليسترها ويبعدها عن الانحراف أو البوار (سترة البنت جيزتها)، أما الشاب فأن عطف والديه ومحبتهم له يدفعهم إلى زواجه المبكر ليفرحوا بزواجه حيث يقولون ( خلينا نفرح فيه خلينا نزم له ولد قبل ما نموت).