سوف اطرح لكم قصة تتكون من حلقات متعددةوان شاء الله بالالتزام بمواصلة الحلقات الى حلقة19 وبعده راح انتظر كاتبها متى يرسل لنا بقيتها .... ولكن اتمنى منكم الردود على فعائل هالرجل دون سخريةولكم مني خالص الودوالاحترام
تابعوا الحلقة الأولى ......
....(الحلقة الأولى)....
قال الراوي:
تزوجت قبل عشرين عاما....
فتاة جامعية بيضاء البشرة ذات ملامح جذابة....
وكان اختيارها عن طريق الوالدة التي تنقلت بين بيوت عدة.....
حتى وقع الاختيار على تلك الفتاة....
فتاة جميلة متعلمة متدينة خلوقة من أسرة طيبة....
ولا غرو في ذلك الاختيار ولا غضاضة...
فالوالدة يرحمها الله كانت على شرط الإمام البخاري في الاختيار....
لن أطيل....تمت الخطبة وعقد النكاح وتجهيز بيت الزوجية والدخول خلال أربعة أشهر....
والتحقت برابطة المتزوجين....
وصرت أنظر نظرة غريبة إلى بقايا العزاب من أصدقائي...
نظرة تغلب عليها الشفقة وأحياناً الاعتزاز بالنفس أكثر مما يجب...
ولا أقول العجب أو الخيلاء....
كنت حينها في أوائل العشرين....
قد أنهيت دراستي الجامعية والتحقت بركب المعلمين....
وكذلك صنعت زوجتي المصون فقد عملت في حقل التعليم هي الأخرى...
بدأت حياتنا الزوجية سعيدة فريدة تختال بين المنتزهات والرحلات....
وتميس بين الولائم والدعوات....
أيام خلت وأيام رحلت.......
ما أعذب تلك الأيام....
ألا ليتها تعود يوماً....
حين كانت همومي هماً....
واليوم فقد تشعبت بي الهموم....
وهجمت عليَّ المهمات من كل طريق....
قابلت صديقا يوماً وقد تزوج قبلي بعدة سنوات....
ولم يمض على زواجي سوى عدة أشهر....
فقال لي: هيه.....ألا تفكر في الزواج؟؟...
قلت:أنسيت أنني ما زلت عروساً(عريساً)....
قال:وماذا يعني هذا؟؟؟...وزيادة الخير خيران(خيرين)....
زيادة الخير خيرين....هذه الجملة غدت ناموس كثير من المعددين ومنهاج طوائف من المتزوجين.....
كما رأيت بعد وسمعت......
تركته بعد أن تبادلنا الأخبار السريعة....
وعدت وأنا والله أفكر في كلام الرجل....
هل من المعقول أن يتزوج هذا الرجل على امرأته....
وهل هو سعيد معها....
وهل يمكن وأنا أتقلب في مراتب السعادة ومجالس الهناء مع زوجتي أن أتزوج عليها؟؟؟؟....
لقد نظرت إليه نظرة اشمئزاز ونكير!!!!....
وأنه متسرع بل متهور....لا يراعي مشاعر النساء...ولا يقيم وزناً لبنات حواء!!!!....
أما صديقي فقد تزوج بالفعل بامرأة أخرى...
وقامت بينه وبين زوجته الأولى معارك وخصومات....
طال أمدها....واستعرَّ لهيبها....
أما أنا فقد عدت إلى زوجتي الحبيبة أضمها وأقبلها....
وكأني أحاول التكفير عن لقائي بذلك الصديق الذي لم يقدر لزوجته قدرها....ولم يعرف لها حقها.....
مرت سنتان....ونحن على أحسن حال....تفاهم وتودد....آآآآآآآه......ما أجمل تودد النساء...وما أطيبه....
لم يكن يعكر صفو ذلك العيش سوى تحرشات الحماة بين الفينة والأخرى....
ولكن كانت زوجتي بحكمتها ودرايتها بأمها تبطل مفعول تلك التحرشات....
فإذا بها تتحول مع الأيام إلى باقة من الطرائف والنكات!!!
جاء الحمل الأول لزوجتي بعد هاتين السنتين الحلوتين العذبتين.......
وبدأ الحلم الجميل الذي كنت أعيشه يختفي قليلا قليلا....
لقد كدت أطير في السماء فرحا ومرحا بهذا الحمل....
ولم أعلم أن هذا الحمل سوف يكون حِملاً جاثما فوق راحتي وسعادتي!!!!!....
بدأت تظهر علامات الحمل وأعراض الوحم....
دوران وضعف وذهول.....قيء وإضراب عن الطعام والشراب....
مطالبات غريبة بجلب بعض أنواع التربة والطين لتلتهمها الزوجة....
صارت تعشق الكبريت(أعواد الثقاب) وتستنشقه!!!
تقلب في المزاج....
وتحول كبير مفاجئ حتى صار مزاجها حادا وتحولت إلى عصبية ثائرة....
وكانت تهدأ أحيانا وتعتذر وتبكي وأنا أمسح دمعتها وأدخل الطمئنينة إلى قلبها....
وأحاول أن أعيد السكون إلى نفسها....
طبعا...
كنت شابا أكاد أنفجر حيوية وقوة ونشاطاً.....
وقد حفظني ربي منذ كنت صغيرا....
فنشأت عفيفا شريفا....لا أمد عيني....ولا أتطلع إلى الحرام.....
زوجتي كانت تتأسف بلطف....
إذا هدأت سورة غضبها....
وأنا كنت أصبر وأرابط عند ثغر حملها لعل الله يأتي بالفرج....
وكنت في بعض الأحيان أكاد أتميز من الغيظ حين أنظر لحالي وكيف انقطع حلمي الجميل....
وأعقبه كابوس منغص أليم.....
مرت أيام الوحم وأنا بأسوأ حال....
وكنت أستمع لقصص بعض زملائي في المدرسة وطرائفهم حول الزواج من زوجة ثانية....
فلم يعد لديَّ ذلك التحفظ القديم....
خفت الوطأة نوعا ما بعد زوال الوحم...
ألا قاتل الله أيام الوحم....