مضاعفات المرض
لا يبدأ غالبية المرضى بتلقي الخدمة الطبية إلا بعد أن تصبح أجسادهم نحيلة جدا وعندما يصلون لهذه المرحلة تبدأ لديهم مشاكل طبية مثل انخفاض درجة الحرارة( تتدنى لأقل من 35 درجة), تورم القدمين, بطء ضربات القلب, انخفاض ضغط الدم, وتغير الشعر بحيث يظهر كشعر المواليد. بعض المصابات يذهبن للطبيب مبكرا بسبب انقطاع الدورة الشهرية حتى قبل أن تقل أوزانهن. بعض المرضى يلجأ لاستخدام المسهلات بكثرة مما يؤدي لتغير في درجة حموضة الدم. تظهر لدى المرضى اضطرابات في ضربات القلب وصغر حجمه وبالذات في المراحل المتأخرة من المرض وقد يكون السبب في هذه الاضطرابات انخفاض البوتاسيوم في الدم والذي قد يكون مميتا للمريض.
من مضاعفات هذا المرض أيضا تقلص حجم العضلات, انخفاض نشاط الغدة الدرقية, اضطراب في وظائف المعدة كتأخر إفراغها من الطعام, الإمساك والألم المتكرر في البطن, تورم والتهاب الغدد اللعابية والبنكرياس. ومن المضاعفات أيضا انقطاع الدورة الشهرية واختلال نسب الهرمونات في الدم, انخفاض المغنيسيوم وقد يصاب المريض بتشنجات صرعية أيضا وانخفاض في قدراته الذهنية.
مسار ومآل المرض
مسار المرض متغير ومتذبذب ومآله أيضا متنوع. فقد يحدث شفاء كامل دون تدخل طبي البتة. وقد يحصل شفاء ثم انتكاس للحالة مرة أو مرات متعددة. أو قد يحدث تدهور في صحة المريض يؤدي إلى الوفاة نتيجة المضاعفات الناتجة عن الجوع. مآل المرض يكون أفضل في المرضى الذين يعانون من نوبات الأكل بشراهة كما أن تفاعل المرضى مع العلاج بالمستشفيات جيد على المدى القصير ولكن حتى في المرضى الذين يستردون وزنهم وعافيتهم يبقون منشغلين بالتفكير في الطعام وطرق تحضيره ومنشغلين بالتفكير بوزنهم ويبقون منعزلين لحد ما عن المجتمع ويعانون من الاكتئاب.
من مؤشرات الشفاء: اعتراف المريض بإحساسه بالجوع وعدم إنكاره للمرض وكذلك وجود الهمة العالية لديه. ومن المؤشرات التي لا تنبئ بمآل جيد الخلافات الأسرية, التقيؤ المتكرر وإساءة استخدام المسهلات ووجود أمراض أخرى مع فقد الشهية العصبي مثل الوسواس القهري والاكتئاب.
وبشكل عام ومجمل فإن مآل المرض للأسف غير جيد بل أظهرت بعض الدراسات أن نسبة الوفاة تتراوح بين 5% و 18%.
العلاج
بالنظر لطبيعة المرض المعقدة من الناحية النفسية والعضوية, فإن العلاج قد يستلزم استخدام طرق عدة في نفس الوقت بما في ذلك التنويم للمستشفى إن استلزم الأمر في بعض الحالات ومن هذه الأساليب العلاج الأسري والنفسي والسلوكي والتأهيلي والدوائي أحيانا ولا ننسى أهمية دور الأخصائي الاجتماعي وكذلك حجر الزاوية ألا وهو دور أخصائي التغذية الذي قد يفوق دوره دور الطبيب والمعالجين الآخرين ويتم إتباع نصائحه بدقة للوصول إلى نتائج أفضل.
التنويم بالمستشفى:
من أهم الجوانب التي يجب أن تراعى عند علاج المصاب بهذا المرض هي استعادة عافيته من الناحية الغذائية وبالذات معاناته من الجفاف واختلال نسب الأملاح في جسمه والتي تشكل خطورة على حياته.
من أهم الأسباب التي تدعو لتنويم المريض هي عدم تعاونه مع خطة العلاج الموضوعة ووجود مضاعفات طبية تهدد حياته وكذلك المرضى الذين يقل وزنهم عن 20% من الوزن المتوقع المناسب لهم.
من عوامل نجاح العلاج داخل المستشفى هو تفهم وتعاون القائمين على ملاحظة وعلاج المريض وقيامهم بالدور المطلوب وذلك بأن يكونون حازمين وفي نفس الوقت يخلقون إحساسا لدى المريض بأنهم مساندين له ومهتمين بصحته ويلجأون لشتى الطرق الايجابية مثل التشجيع وأحيانا تقييد رغبات المريض مثل رغبته في التمارين. وللوصول لنتائج أفضل لا بد من تثقيف المريض وأسرته عن الحالة واطلاعهم على الكثير من جوانبها ومضاعفاتها والدور المطلوب من كل منهم في تدبير الحالة للوصول للشفاء بإذن الله عز وجل .
غالبا ما يكون المريض رافضا لفكرة العلاج لدى الطبيب النفسي بل يقاومها بكل قوة وغالبا ما يأتي للعيادة مجبرا تحت ضغط من الأسرة أو الأصدقاء نظرا لما يلاحظونه من تدهور في صحته وبالتأكيد فإنه سيرفض التنويم بشكل أكبر وأشد.
قد يمتد التنويم بالمستشفى لأسابيع بل أشهر كاملة في بعض الحالات المستعصية ولذلك فإن مساندة الأسرة وتفهمها أمر أساسي في العلاج. ويجب الإشارة هنا إلى أن الطبيب قد يملك حق التنويم القسري والغير مرتبط بقرار الأسرة إذا رأى أن هناك ما يشكل خطرا على حياة المريض وبالذات في الحالات التي تستلزم العناية الطبية في العناية المركزة أو المتوسطة.
أثناء التنويم بالمستشفى يوزن المريض يوميا في الصباح الباكر بعد إفراغ المثانة من البول كما يتم تسجيل ما يتناوله المريض من السوائل وكذا تسجيل ما يخرجه المريض ووضع سجل منظم لذلك. يتم مراعاة اختلال أملاح الدم وتعويضه عنها عند حدوث القيء. لا يتم السماح للمريض بدخول الحمام إلا بعد ساعتين تقريبا من وجبات الطعام لكي لا يستفرغ المريض مستغلا خلوته. وعند حدوث الإمساك الذي يشفى عادة بمجرد الانتظام في الأكل يتم التعامل معه دون استخدام المسهلات.
تحت إشراف دقيق من أخصائي التغذية يعطى المريض 500 سعر حراري زيادة على المطلوب يوميا ( 1500 إلى 2000 سعر) ومن الأفضل إعطائه هذه السعرات على شكل وجبات متعددة خلال اليوم قد تصل أو تزيد على 6 وجبات صغيره وذلك لمنع المريض من تناول وجبات كبيرة خلال اليوم. قد يفضل المريض تناول الوجبات السائلة لأنه يكون مطمئنا بأن وزنه لا يزيد كثيرا مع هذا النوع من الوجبات.
العلاج النفسي:
أ. العلاج السلوكي المعرفي:
يمكن تطبيقه أثناء العلاج بالعيادة الخارجية أو أثناء التنويم وينتج عنه زيادة ملحوظة في الوزن. المراقبة الدقيقة عنصر مهم في العلاج السلوكي حيث يراقب المريض كمية الطعام التي يتناولها ومشاعره أثناء الأكل وكذلك محاولاته لتخفيف وزنه مثل التقيؤ والرياضة العنيفة وكذلك ينبه لعلاقاته الاجتماعية والأسرية المضطربة ووسائل حلها. يجب أن يتعلم المريض كيفية مقاومة أفكاره بخصوص وزنه وسلوكه في التعامل مع الطعام ويتعلم أساليب صحية في التعامل مع مشاكله وضغوط الحياة غير العزوف عن الطعام وتخفيف وزنه.
ب. العلاج الأسري:
وهو مهم للغاية إذ يجب تثقيف الأسرة عن المرض بل وإعطائهم التفاصيل الدقيقة عنه ويتم التركيز على العلاقة بين أفراد الأسرة عموما ومع المريض بشكل خاص.
العلاج الدوائي:
لا توجد دراسات علمية تؤكد وجود علاج دوائي نفسي ناجع لهذا المرض إلا أن استخدام أدوية مثل السيبروهيبتادين, التريبتيزول, الأنفرانيل, الأوراب, اللارجاكتيل, وكذلك البروزاك قد يعطي نتائج مشجعة إلى حد ما.
هنا ينبغي التنبيه إلى أهمية علاج الأمراض المصاحبة لفقد الشهية العصبي كالاكتئاب والوسواس القهري دوائيا ولكن بحذر من قبل الطبيب المعالج نظرا للحالة الجسمانية الاستثنائية التي يعاني منها المريض.
منقوووول
__________________
كل الشكر والتقدير للمجموعه السعوديه لدعم مرضى الصلب المشقوق على ثقتهم بي وأتمنى للحمله النجاح كما الرياض (احتواء،لأننانحبهم نحتويهم)