بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الفتوى بمعنى الإفادة والإجابة على المشكل من المسائل وغلب هذا على الفتوى الشرعية والقانونية.
والفقيه : من الفقه وهو درجة من درجات إدراك المخ للمعلومة مثل الفهم والعقل والإدراك والوعي مثل لو قال لك إنسان كلاماً فيقال هل عقلت هذا الكلام هل فهمته هل وعيته هل أدركت معناه هل فقهت هذا الكلام.
الداعية: هي هي من الدعوة وهي من الطلب فأنا أدعوك للاستماع لنصيحتي أي أطلب منك الاستماع لنصيحتي.
الفتوى : تصدر من الفقيه إجابة للمستفتي في أمر من أمور دينه في العقيدة و الشريعة وهي النظام الذي وضعه الله لتنظيم حياة المسلم فيما يخصه من عقيدة أو عبادة أو تعامل مع غيره.
العقيدة هي الإيمان بالله وحده
أي التوحيد ومعنى التوحيد تحقيق أن الله أحد.
العبادة هي طاعة الله وحده كما أمر.
التعامل هو تفاعل المسلم مع غيره فيما بينهما من حقوق وواجبات.
والفقيه هو في الغالب من درس علوم الدين عامة وخاصة الشريعة والفقه وأصول الفقه خاصة للافتاء في التعامل فيما بين الناس من حقوق وواجبات ويدرس هذا في كليات الشريعة ويكون منهم القضاة وكتّاب العدل والمدرسون ويكون مؤهلاً للتدريس العقيدة والعبادة والتعامل بين الناس.
والداعية: يدرس أصول الدين وهي أصول العقيدة وأصول التفسير وعلوم القرآن وأصول الحديث ويدرس هذا في كليات أصول الدين ويكون مؤهلاً للدعوة أي تعليم ودعوة الناس أوامر الله وأدائها ونواهي الله وتجنبها.
يحتاج المسلم معرفة أمور دينه ودنياه فيسأل أهل العلم ويستفتيهم وهنا نصل لهدفي من طرح الموضوع وهو من نسأل الفقيه أو الداعية
عندما نستفتي الفقيه فهو كالصيدلي يبين الحكم الشرعي مجرداً من حيث الأحكام التكليفية الخمسة وهي الواجب والمحرم والمسنون والمكروه والمباح ويبين تفاصيل الحكم مثل بيان كيفية الوضوءأوالصلاة. أو كيف يتم البيع والشراء من حيث ما سبق فيبين هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب ويبين أقوال الأئمة الأربعة في الحكم والراجح من الأقوال.
والداعية يدعوك للتمسك بدينك في العقيدة والعبادة والدين بالترغيب والترهيب.
والترغيب هو إثارة الداعية لرغبة المستمتع في فعل الطاعات وترك المعاصي وأداء دينه كأفضل ما يجب من الأداء.
والترهيب هو إثارة الداعية لرهبة المستمع له من نتائج ترك الطاعات وفعل المعاصي.
في الإعلام المرئي والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي
يختلط على بعض الناس معرفة الدعاة من الفقهاء ومن المؤهل للفتوى.
ويخلط بعض الدعاة بين الدعوة والفتوى فعند بيان الحكم الشرعي لموضوع يعرضونه بأسلوب الترغيب والترهيب فيحصل من المستمع
تضخم في حجم فعل أو ترك ما يستفتي فيها.
ويصل الأمر إلى أمور تمس الحياة بشكل جوهري كالطلاق والخلع والظهار والزكاة وغيرها من الأمور الحياتية التي تمثل درجة هامة عند المسلم.
مثال:
السؤال: زوجي لا يصلي فهل يحق لي أن أطلب الطلاق.
جواب الفقيه: نعم يحق لك طلب الطلاق من زوج ٍ لا يصلي.
جواب الداعية:
الصلاة أمرها عظيم وهي عمود الدين والطلاق أبغض الحلال إلى الله ولعلك تحاولين معه بترغيبه لأداء الصلاة وتخوفيه من نتيجة تركها والمحافظة على أسرتك من التشتت.
السؤال الثاني :
زوجي لا يصلي فما ترون هل أطلب الطلاق أم لا.
جواب الفقيه الحكم الشرعي عدم البقاء مع زوج لا يصلي لأنه كافر وأرى لك النظر في حاله هل هو جاحد لوجوبها أم متهاون وهل يظهر منه استعداد لأدائها أو لا وعليه قرري.
وجواب الداعية هنا مثل الشق الثاني من جواب الفقيه وهو النظر في حال الزوج وترغيبه وترهيبه لحفظ الأسرة من النهيار.
السؤال الثالث:
صليت العشاء في آخر وقتها فهل صلاتي صحيحة.
جواب الفقيه نعم صلاتك صحيحة وتبرأ بها الذمة.
وجواب الداعية
صلاتك صحيحة نعم ولكن لا ينبغي تأخير الصلاة إلى آخر وقتها وعليك الحرص على أدائها في أول وقتها.
نلاحظ أن جواب الفقيه حازم واضح صريح دقيق مباشر ويجهز السائل لصناعة قراره بنفسه بناءًعلى الفتوى.
وجواب الداعية يوجه السائل للاحتساب في تحقيق المطلوب عبر الترغيب والترهيب وتضخيم النقاط التي في السؤال.
ما يعرض على الفقيه المفتي
يفضل أن يكون مكتوباً دقيقاً مختصراً واضحاً مباشرًاً ليعطي الفقيه الحكم بشكل دقيق.
وما يعرض على الداعية ليس سؤال بل هو طلب توضيح المطلوب فعله تجاه أمر معين
فنسأل الفقيه المفتي ما حكم صلاة سنة الضحى في السيارة أثناء السفر.
ونسأل الداعية ما هو توجيهكم حيال التنفل في السفر.
وهكذا.
والخلل الذي يحدث هو أن الناس يسألون الدعاة فيما يخص الفقهاء ويسألون الفقهاء فيما يخص الدعاة
ويكون الفقيه داعية ولا يكون الداعية فقيهاً.
لأن الفقيه لديه ملكة استخراج الحكم الشرعي من أدلته من القرآن الكريم والسنة وعبر علوم تمكنه من الوصول للحكم.
وهو ما يفتقده الداعية.
وفي كلاهما خير.
لذلك
أنصح الجميع في اختيار الفقيه المفتي للحصول على الإجابة الواضحة الدقيقة المباشرة وعدم إحراج الدعاة في الاستفتاء فيما يخص الفقهاء المفتين.
وعدم الاكتفاء بالفقهاء غير المفتين وهو من لديه علم وليس مخولاً للفتوى.
ومما يثير الحزن في النفس حديث الناس بنسبة الفتاوى للداعية فلان أو فلان فيقول المفتي للسائل الجواب كذا فيقول السائل ولكن سمعت الداعية فلان يقول كذا.
لذلك تحفظوا دينكم وأسألوا أهل الذكر وهم المختصون فيما يعرض لكم من مسائل كمن يسأل طبيباً كيف يصلح محرك سيارته فهذا لا يستقيم لأن الطبيب من أهل الذكر في الطب.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
والحوار مفتوح.

__________________

لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.

جزاك الله خير

المفتين والفقهاء على العين والراس هم اللي يؤخذ الدين والفتوى منهم صح
اما بعض الدعاه الله يهدينا واياهم خذ منهم اذا لازم تاخذ10٪‏ والباقي اتركه نصه بهارات 🙄
واسلوبهم ينفر ما يرغب

أظن إستفتاء هذا العالم أو ذاك يتوقف على مدى اتقانه وتبحره في العلم ومدى تقواه وورعه وليس على الكلية التي تخرج منها وهناك علماء أجلاء ملأوا الدنيا علما وكان مصدرهم في التلقي هو مزاحمة العلماء بالركب
ولولا الاجتهاد الشخصي والجد في طلب العلم لما وجدنا أمثال بن باز والعثيمين والألباني عليهم جميعا رحمة الله

__________________

أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!