السلام عليكم ورحمة الله
نعرف عن كفران العشير وهو أن الزوجة يحسن لها زوجها الدهر كله
فإذا رأت منه شيئا تكرهه نست كل الخير و قالت : مارأيت منك خيرا قط..
ولكن اليوم في خطبة الجمعة في الحرم المكي
تكلم الشيخ الشريم حفظه الله
عن الفجور في الخصومة بشكل عام كخلق ذميم وصفة من صفات المنافقين
وحذر منه غاية التحذير حيث قال:
"آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان"..
وفي رواية"وإذاخاصم فجر وإذا عاهد غدر" -رواه البخاري -وهذا الذي يعنينا
الفجور في الخصومة من صفات المنافقين..
قال عليه الصلاة والسلام"أربع من كن فيه كان منافقا خالصا
ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :
إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر"
رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري
الفاجر في الخصومة كالذباب
يقع على المساويء فقط ..
له طبع كطبع الدود لا يقع على شيء إلا أفسده.. وأقذره..
فيه طبع اللئام .. فإن اختلف معك هتك سترك
فكم من صديق هتك ستر صديقه ونشر أسراره بسبب خصومة ..
وكم من زوجة لم تبق لزوجها ولم تذر بسبب خصام بينهما
- ولا أعلم لم يذكر الشيخ الزوج مع أن الأزواج أيضا
يقعون في ذلك ولعله اكتفى به كمثال وغيره يقاس عليه -
وقال أيضا حفظه الله:
الفاجر يجمع بين دمامة طبع ولؤم لسان..
وليس العيب في الخصومة فهي واقع لا مناص منه ومن الذي يرضى عنه كل الناس
ولكن العجب العجاب فيمن يترك الكبائر من زنا وأكل حرام .. الخ
ويصعب عليه أن يمسك لسانه
والله تعالى يقول { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}
والذي يحمله على ذلك هو الانتصار للنفس
غايتــــــــه تبرر وسيلته
ويصبح الحاكم الوحيد على هذه القلوب المريضة هو عين الرضا التي تستر العيوب
أو عين السخط التي تبدي المساويء ولو نظر بعين الرضا لاستحسن ما استقبح...
وقال أيضا: اعلموا حفظكم الله أن أبغض الرجال عند الله الألد الخصم..كما في الصحيحين
والألد: هو الأعوج في الخصومة بكذبه وزوره..
ومن كان هذا حاله دخل في قوله تعالى { فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا}
أي: شديدي الخصومة مجادلون بالباطل مائلون..
- فانظروا كيف قابل بين المتقين وبين الألداء ليعلم أن الفجور في الخصومة
ليست من صفات المتقين بحال
فلن يكون التقي لدا..
ثم قال حفظه الله:
وإذا كان الرجل ذا قدرة في الخصومة حتى ينتصر للباطل
أو يوهن الحق ويظهره بصورة الباطل..
كان ذلك من أقبح المحرمات وأقبح صور النفاق..
(إذن جعل الشيخ الفجور في الخصومة على مراتب.. قبيح وأقبح)
ثم قال : واللبيب العاقل الذي يميز بين خير الخيرين وشر الشرين..
قال الشاعر : وأن شرار الناس من كان مائلا.. عن الحق إن خاصمته فجرا
ثم قال: قد قلت ما قلت فإن صواب فمن الله وإن خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله"
من خطبة الجمعة لهذا اليوم.. حفظ الله علماءنا المخلصين من كل شر