أيّتها الزوجة المباركة :
إنّ صفاء العلاقة الزوجية مطلبٌ جميل .. وسعادة البيت الزوجي هدفٌ سامٍ .. فإن استقامت لكِ الحياة فهذا المبتغى وقد تحقق ـ والحمد لله ـ وإن لم يحصل ما تريدين .. ولم تصلي إلى ما تأملين .. فإنّ لديك متعٌ أخرى بها تعوّضين .. وميادين للحياة جمليةٌ فيها تعيشين وتنعمين ... منها :
أولاً : الولد نعمة والبنت نسمة .. تخالطينهم فتآكلينهم وتشاربينهم .. تضحكين لضحكتهم .. وتأنسين لرؤيتهم .. هم زينتكِ .. وسعادتكِ في الدنيا والآخرة .. (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) .. فاشتغلي بتربيتهم وإصلاحهم .. ضعي فيهم لبنات لبناء بيوت في المستقبل سعيدات .. واغرسي لك بهم إلى الجنة درجات .. وبعد الوفاة دعوات صالحات .
ثانياً : نفع الناس ومحاولة إسعادهم بالكلمة الطيبة .. وتقديم النصيحة لهم .. والتأليف فيما بينهم .. خاصة فيما تُستشارين فيه ..فمن أحسّ بنقص سعادته يكون أقدر على تشخيص الخلل وتوصيف الدواء .. فـ ( خير الناس أنفعهم للناس ) ..
كل ما مضى فتح أبواب أخرى للسعادة ربّما يزاحم التمتع بها ما قد تنشغلين به من مدافعة ضعف أو فقد السعادة الزوجية .. والأكمل هو الجمع بينهما .. لكن قد يقدّر الله على امرأة أن يكون زوجها :
سيئ الخُلق ، غليظ الطبع .. وما عن البقاء معه بُدّ ..
أو مبتلى بأمراض نفسية أو عضوية ..
أو معدد أو متلاعب بتكرار الزواجات ..
أو متوفّى ..
فلا تذهب نفسكِ عليه حسرات .. وعيشي حياتك بسعادة .. فإنّما الحياة في الدنيا واحدة