أكل البيوت تبنى على الحب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والأخوات الكرام
الحب منى كل زوج وزوجة ، وهناك من لايجده، فيبغض الطرف الآخر ، وقد يتمنى فصاله ..
يراه عدوا لابد من فراقه وتركه ، وهذا خطأ غير محسوب ، أدركنا فيه شيئا وحدا ومصلحة
واحدة وفاتتنا مع فعله أشياء كثيرة وجلبنا لأنفسنا بتحقيقه مفاسد عظيمة ، وكأننا نتمثل قول المتنبي :
و من نكد الدنيا على الحر أن *** يرى عدوا له مامن صداقته بد
يتزوج الإنسان ويكون في أول يوم زواجه حذرا ، ويحسب خطواته جيدا حتى في مشاعره ، يمعن جيدا فيمن
هو أمامه ذكرا كان أو أنثى ، أذاك روميو؟ أم أن تلك جوليت ؟ .. أفي من هو أمامي عشق قيس ؟ أم هيام ليلى ؟
يريد أن يرى في الذي أمامه أو أن يرى الطرف الآخر فيه شيئا من مغامرات أولئك ، وعجبا :
وهل الحب يقاس في أول الأيام وبالنظر ؟ أم أن له أساسات تبنى عليها قصوره من التقى والمودة والرحمة والرأفة ؟
نعم هناك من الجهال من يجعل أيام الزواج الأولى حكما على نجاح زواجه أو فشله ،
هو فقط لا يجدالحب كما زينته " بشكل مبالغ فيه " القصص والروايات ، صوروه أرضا خضراء سهلة ممتدة تجري فيها
جداول وأنهار، وفيها ظلال بارد مديد لا ينتهي مامتد البصر ، لا ترى في تلك الصورة شمس حارقة ولاجبال واقفة ،
ولا حتى سباعا و هوام ، وصدقوني لا حياة زوجية لا تكتوي بحر الشمس ، ولاحياة زوجية ليس فيها حصى وجبال ،
ولا حياة زوجية ليس حولها سباع وهواما .
حر الشمس هو الكد والتعب والمشقة ، والحصى والجبال هي المشكلات والعقبات والظروف الصعاب ، والسباع والهوام
هي الحساد من شياطين الإنس والجن ، لكنه في المقابل يجد احتراما وأخلاقا حسنة وأداءا للواجبات من جسده وروحه
الأخرى .
فهل جزاء تلك الروح وذلك الجسد أن ننفصل عنها ؟
وهل لا يمكن أن ننشئ معقلا للحب بالصورة التي نريد في تلك الروح والجسد ؟
لا والله ليس جزاؤها الإنفصال فتتهدم أسرة وتضيع أرواح ، بعدها تتجه إلى عالم الطلاق والعنوسة فتفسد
نفسها ونفسيتها وتفسد غيرها وتضيع مصلحة عظيمة جعلها الشارع جل وعلى في الزواج.
بل يمكن أن نجعل من تلك الروح الجامدة عديمة المشاعر روحا بريحان ، رائحتها زكية وطعمها حلو وإن للروح لطعما.
نعلمها الحب ببذل الحب ، نعلمها الحب بحسن الخلق وطيب العشرة ، نعلمها الحب بالإبتسامة ، نعلمها الحب
بالصفح والعفو ، نعلمها الحب بالهدية ، نعلمها الحب بالإطراء الجميل ، نعلمها الحب بالإهتمام ، نعلمها الحب
باحترام الأهلين ، نعلمها أن الحب بالتقوى وأن لا حب إلا بتقوى .
لكن وإن لم تتحرك الروح وتحب كما أحببنا ، فهل نمل ونكل ؟ وهل لا دواء إلا الإنفصال ؟
لنتذكر قول الله عز وجل " وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"
خير كثير من العفة، وإنجاب أبناء صالحين يكونون سببا لدخول الجنة، والصبر الذي يجازي الله عليه الصابر شيئا كثيرا.
وقوله صلى الله عليه وسلم " لا ييبغض مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقا رضي منها آخر "
فليفتش كل واحد منا في الآخر ، أليس فيه ما يحمد عليه ويشجع على البقاء معه ؟ حتما سنجد.
والخطابان في الآية والحديث كلاهما للزوج والزوجة وإن كانا موجهين للذكور .
وليس كل البيوت تبنى على الحب ، بل منها ماهو قائم على الإحترام والرحمة والمودة التي جعلها الله في قلوب الأزواج.
وقد قال عمر رضي الله عنه " أكل البيوت تبنى على الحب؟"
ولا بد من المسامحة والمدارات والمجاملة في الحياة الزوجية ، ولا راحة إلا في الجنة.
أسعدنا وأسعدكم الله.
__________________
رب اغفرلي ولوالدي
سبحان الله بحمده
سبحان الله العظيم
عزيزي القارئ : إن كل ما أكتبه ليس لي فيه أدنى فضل .. بل الفضل لله
ثم لوالدي وأناس قد قرأت لهم أو تحدثت إليهم .. من أجل هذا ليس لك أن
تستأذنني في نقل ماتراه مناسبا وصالحا للنقل إلى أي منتدى وأي مكان
ومن غير أن تشير حتى إلى إسمي .. لكنني أتبرأ إلى الله إن كان فيما نقلت
أي زلل مني لم أدركه والله يغفر لنا ولك.