إنها تتماوت.. فتوصلني إلى قمة السعادة وكأنني شمشون في قوته".
كيف نحافظ على العلاقة الجنسية بحيث تستمر في تألقها وعنفوانها وارتقائها رغم مرور الأيام فتسكن الروح إلى الروح في كل مرة ويرتوي الجسد ويحيا الفؤاد؟
إن الارتواء في الجنس، والتجدد بعد الجنس، والشوق إلى الجنس كلها أمور لا تتواجد إلا مع الحب، فلا تنمو بذور هذه الثلاثية، ولا تمتد أوراقها، ولا ينتشر عبير ورودها إلا إذا رويت من قبل أحد طرفي العلاقة بماء الحب الندي، وعُرِّضت من قبل الطرف الآخر لنور الحنان السخي.
أما عندما تقتصر العلاقة الجنسية على أفعال آلية لا روح فيها ولا طعم لها ولا بهجة بها، فأرى أنها تنزع بالإنسان إلى شيء من الانحطاط الروحي بدل أن تنطلق به إلى آفاق السعادة.
وعندما يكون سبب التوقان إلى الجنس هو الظمأ إلى الحب، فهنا لا يمل الحبيبان من رشف كؤوس الحب مترعة، حتى لو كان ذلك كل ليلة، فالروح لا تروى من الروح ولا تشبع، بل هي تميل إلى عناق أختها رغم البعد، فكيف مع القرب؟
نعم هو التواصل الروحي الذي يضفي القيمة على الفعل الجسدي، وليست أعضاء الجسد في الحقيقة إلا أوركسترا تبدأ عزفها بإشارة من المايسترو الذي هو الحافز الجنسي، لكن الحب هو ضابط الإيقاع الأول، وهو وحده الذي يقود الفرقة والمستمعين والمستمتعين إلى ذروة الغبطة!
والآن نعود لنعلّم المرأة فن الحب!
وكيف للمرأة أن تتعلم فن الحب إذا لم يُخلق هذا الفن في فطرتها، وتُعجن بمائه في جبلتها، وتتشرب نوره في روحها؟!
إن الحب هو عصا المرأة السحرية، وما أقصده أنها بالحب فقط وليس بغيره تُخضع زوجها ولو كان أعتى الجبابرة، ولا أدري لماذا نسيت النساء شهرزاد التي غلبت شهريار ليس بمكرها ودهائها، وإنما بحبها وحنانها عندما علمت أنه طفل يحب الحكايات والقصص، فملأت لياليه بحكاياتها، وسحرت لبه بقصصها؟ ولا أدري لماذا لا تبحث المرأة عن نقطة ضعف زوجها فتأتيه منها؟
ولا أدري لماذا لا تعرف المرأة من أين تؤكل الكتف -كما يقولون- وتنسى أن زوجها ما هو إلا طفل كبر، وأن هذا الطفل المسكين لا يعرف أن داءه ودواءه الحبُّ فتُمرِضه وتداويه حسب مقتضى الحال؟
فلا يكفي أن تقول المراة: "وحتى غازلته"، كأنها تفعل أمرا عجبا، فإذا لم تغازل المرأة زوجها فمن تغازل؟! وإذا لم تسمعه كلمات الحب وهمسات الإعجاب فلمن تسمعها؟!
ليست العلوم الإنسانية ايتها الزوجات كالرياضيات والفيزياء، وقد باء الماديون بالفشل عندما ظنوا ذلك وراحوا يطبقون نظرياتهم العلمية على الاجتماع والفلسفة وعلم النفس والتربية. فإذا كانت الرياضيات تقدس القياس المنطقي مثل: 1 + 1 = 2 فهذه المعادلة لا تنفع في العلاقات الإنسانية، فلا تصح معادلة مماثلة هي:
تزيني لزوجك + اسبقيه إلى الفراش = يأتيك مهرولا
وهنا يُطرح سؤال منطقي: ماذا تعرف المرأة عن اهتمامات زوجها
ماذا تعرف عن عمله الذي يستغرق النهار بطوله؟ إذا لم يكن هناك حوار معبر عن الاهتمام بالكلمة المشجعة والنظرة الحنونة واللمسة المؤثرة بعيدا عن غرفة النوم، فكيف سيكون الحوار بالجسد داخلها؟!
ألن يكون مصطنعا روتينيا فاقدا للجاذبية خاليا من الروعة؟
وبما أننا نتكلم عن المنطق، فأنت تعلمين ولا شك أن الجنس غريزة، والغرائز لا تفهم المنطق، والحب عاطفة والعواطف لا تفقه المنطق.
وأخشى أن تكون الزوجة عاقلة لدرجة لا يرى فيها الزوج أي هيستريا تجذبه إليها، وهذه الصفة هي ما يشد الذكر إلى الأنثى. وأقصد بالهيستريا احتدام العواطف واشتداد الانفعالات لدرجة تبدو معها المرأة ضعيفة إلى الحد الذي يخّيل للرجل أنه القاهر الغالب.
تعديل VIP2992