سري لن يعرفه زوجي.. شعار جديد للزوجات
فاطمة دعلوش
العلاقة الزوجية لا بد أن تقوم على الصراحة والشفافية. الزواج يعني اندماج الزوجين ليتحولا إلى شخص واحد. يتعين على الزوجة أن تخبر زوجها عن كل كبيرة وصغيره تحدث في حياتها... هذه بعض العناوين البارزة التي تقدم لكل شاب وفتاة مقدمين على الزواج من قبل وسائل الإعلام العربية، والتي يتم تصوير الزواج فيها وكأنه أقيم لينقض على شخصية الفتاة ليحيلها لتابعة لزوجها، لا خصوصية لها ولا سر.
وفق المعطيات السابقة نعرض لهذا التساؤل: هل يحق للزوجة أن يكون لها أسرارها الخاصة التي لا يتعين للزوج أن يسأل عنها؟ وما هي طبيعة هذه الأسرار في حال وجودها؟.
نعم للزوجة أسرار
"كل شيء لا يؤثر على الحقوق الزوجية، يمكن اعتباره سرا من أسرار الزوجة، وجانبا من خصوصياتها، كما الحال في أسرار علاقتها مع صديقاتها" هذا ما بدأتنا به إحدى الزوجات.
وأضافت: إن زيارات الزوجة الخاصة التي لا تتنافى مع حقوق الزوجية تعتبر من أسرارها وخصوصياتها التي لا يحق للزوج معرفتها، وكذلك بريدها الإليكتروني، وخصوصيات عملها ومسئولياته ومشاكله لا يتعين على الزوج أن يطالب بمعرفتها.
وأنهت بالقول: المرأة كيان إنساني، والعلاقة الزوجية لا تنفي الخصوصيات لكل زوج، فكما يرى الزوج لنفسه الحق في أن يقول لزوجته: "مش شغلك" في بعض الأمور، يحق أيضا للزوجة أن تقول لزوجها: "مش شغلك".
أموالي سر أسراري
وتؤكد ماجدة كريم (موظفة، وأم لطفلين) على أنها في بداية حياتها الزوجية كانت مقتنعة تماما بأن أي حياة زوجية ناجحة بين رجل وامرأة يجب أن تبنى على انعدام الأسرار بينهما، لكن بعد فترة من زواجها اكتشفت خطأ معتقدها.
وتقول: لاحظت أن زوجي يخفي عني أمورا كثيرة تتعلق بأسرته، وبعلاقته معهم، ومساعداته المادية لهم؛ لأنه يرى أن هذه الأشياء ستتسبب في المشاكل بيننا، فرأى أن الأفضل ألا يخبرني بها، وهذا خطأ كبير ارتكبه في حقي. مشيرة إلى أنه مع الوقت أصبحت تنهج نفس أسلوب زوجها في إخفاء أسرار أسرته عنها، فأصبحت تخفي عليه علاقتها بأسرتها ومشاكلهم، فضلا عن رصيدها في البنك الذي لو عرف طريقه -على حد قولها- لن يشتري لها شيئا، وسيقول لها "هاتي مما أعطاك الله".
مالي ماله
وتقول حكيمة (آنسة- 30 سنة): لا أظن أنني سأستطيع أن أخبر زوجي بكل صغيرة وكبيرة؛ لأن هناك أشياء إذا علم الزوج بها فستكون نتيجتها المشاجرات، خاصة إذا تعلق الأمر بالمعاكسات مثلا، لأنه سيمنعني من الخروج أو من العمل؛ لأن غيرته على ستتحول إلى شك في.
وتضيف: يجب ألا أخبر زوجي بما يقوله لي الآخرون عنه، مثل تحريض أمي أو أختي لي عليه في حالة حدوث خلافات بيننا؛ لأن مثل هذه الأشياء ستؤثر على علاقته بهم. وبالنسبة للأمور المادية فلن أخفي عنه شيئا بخصوصها؛ لأننا من المفروض أننا كيان واحد، لا فرق بيننا، فمالي هو ماله.
احذري البوح بماضيك!
أما الشعيبية (موظفة) فتقول: بيني وبين زوجي ثقة تامة، يعطيني دخله باستثناء مصاريفه الخاصة، وهذا يعني أنني سأكمل ما نحتاج إليه من مالي الخاص، لكن هذا لا يمنع وجود أشياء أخرى أحب عملها دون علم زوجي، فلو كانت أمي على قيد الحياة لخبأت عندها أموالي؛ خاصة إرثي من أبي، والفائض من راتبي؛ حتى أؤمن مستقبلي لأن الرجال إذا كانوا معك اليوم فغدا ضدك.
وتتابع: وفيما يخص أسرار الماضي العاطفي لي فلن أحكيها لزوجي على الإطلاق؛ لأنه لو عرف أني فكرت مجرد التفكير في أي شخص قبل ارتباطي به فستصبح حياتي معه مستحيلة، وهكذا معظم الرجال، ولذا أحذر كل السيدات من تصديق الوداعة والتسامح الذي يظهره الزوج وهو يطلب منك في ساعة صفا الحديث عن ماضيك؛ لأنه الفخ الذي يجيد الرجال نصبه لنا، والذي إن وقعت فيه فسيفتح عليك أبواب جهنم، وتدخلين في دوامة الشك والغيرة الكفيلة بخراب بيتك.
براءة الرجال
استمعنا لآراء بعض النساء فيما يمكن أن يخفينه عن أزواجهن من أسرار فهل يقبل الرجال أن تكون لزوجاتهم أسرار بعيدا عنهم؟.
يؤكد (م) أنه كلما خيم جو الغموض على العلاقة الزوجية سادت العلاقة أجواء من التوجس والارتياب من جانب كل طرف تجاه الآخر، ولذا ينبغي عدم التضخيم فيما يسمى بالأمور الخاصة والأسرار الشخصية؛ لأنها في يوم من الأيام سيتم اكتشافها، وعندها يكتشف الشريك أن شريكه ظل يخدعه لفترات طويلة، مما قد يشجعه على الانفصال؛ لذا أحب الصراحة والتلقائية في العلاقة الزوجية بين المرأة وزوجها.
ويقول شاب صحفي (متزوج وأب لطفل): أنا ضد أن تخبر المرأة زوجها بكل أسرارها، بل يجب أن تكون لها شخصيتها وأسرارها الخاصة كما للرجل أسراره الخاصة. وفيما يخص أسرار الماضي فما دام لا يخدم حياة ما بعد الزواج فليس من الضروري معرفته.
الاحترام المتبادل
أكد الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر - في حوار سابق له - على أن الاطلاع على أسرار الزوجة بدون رغبتها عمل غير أخلاقي بالمرة، وقد يؤدي إلى انفجار وتدمير الأسرة، فقبل أن يكون الزوج طرفا في أسرة فهو إنسان له حريته، وكذلك الزوجة إنسانة لها أحاسيسها وخصوصيتها وأسرارها. ولكن ليس معنى الخصوصيات والأسرار أن تكون أشياء لا أخلاقية. مشيرا إلى أن من أسرار الزوجة تلك الخاصة بعائلتها، التي تتحفظ أحيانا في إطلاع زوجها عليها بسبب أو لآخر، قد تكون علاقة إحسان منها إليهم في السر.
ويشير الدكتور بحري إلى أنه ينبغي علينا الاحترام التام للإنسانية الموجودة داخل كل منا.. فأنا أومن دائما بأن الاحترام هو الأبقى حين ينتهي الحب والعشرة والمودة، وإلا انهارت كل القيم. منوها على عدم وجود دراسات جادة بخصوص موضوع الأسرار بين الزوجين؛ لأنه في حقيقة الأمر من الأمور المسكوت عنها في مجتمعاتنا.
وتقبلوا فائق احترااامي...