أود أن نناقش إخواني وأخواتي المسلمين والمسلمات موضوعاً هو صعب أشد الصعوبة على نفوسنا أن نناقشه .. ألا وهو ، هل الخادمة أمر ضروري فـي المنزل المسلم ..
أنا أعلم أن كثيراً من الأخوات ستبادر بقولها (نعم وألف نعم .. فأنا لا أستطيع أن أعيش بدون الخادمة ) . وأقول لأختي الكريمة ، قبل أن تكملي هل لك بقراءة هذه الأسطر القليلة التالية ثم بعد ذلك احكمي على نفسك بنفسك ولا حكم لأحد عليك ..
إخواني وأخواتي (وأخص أخواتي المسلمات) .. نحن هنا لا نتطرق إلى وجود الخادمة لدى الأسرة التي تكون مضطرة أشد الاضطرار لوجودها ككون أحد أهل البيت معاقاً وبحاجة لمن يخدمه على الدوام أو لحاجة استثنائية (ولا تدرجوا أنفسكم تحت هذه الاستثناءات لأنها لا تنطبق عليكم يا من أعطاكم الله الصحة والعافية .. ) إنما نتكلم هنا عن الأسرة العادية التي يوجد بها زوج وزوجة فـي سن العشرينات أو الثلاثينات أو حتى الأربعينات وهما بصحة وعافية من أي إعاقة جسمية أو عقلية مع عدد معقول من الأولاد (حتى العشرة) . ولست بكلامي هذا أجرح أحداً أو أنتقد أحداً وإنما هي أفكار تمر على بالي وخاطري وأبحث لها عن إجابات .
لنقرأ معاً هذه النقاط التالية ونفكر بعقولنا قبل أن نحكم ..
1 - ألسنا بشراً خلقنا جميعاً من طينة واحدة ومنحنا الله القدرات كلها التي منحها لغيرنا ؟.. فنساءنا مثلها مثل كل نساء الأرض فلماذا لا تستطيع هذه المرأة رعاية بيتها لوحدها كما تفعل معظم نساء الأرض ؟. هل هن أفضل منها أو أقوى منها أو أكثر صحة منها ؟ .. كلا بل إن معظمهن أكثر ضعفاً وأقل عافية من معظم نساءنا .
2 - لماذا أختي المسلمة لا تملكين الوقت الكافي للعناية بمنزلك والقيام بواجباته وتملكين الكثير من الوقت للحديث عبر الهاتف وزيارة الأسواق والمجمعات التجارية وزيارة الأقارب وحضور الأعراس والحفلات ... الخ . أليس بيتك وعائلتك وزوجك أولى بوقتك من هذه الأشياء ؟.
3 - لماذا تصر كثير من الأخوات وتشترط فـي عقد زواجها أن يجلب لها زوجها خادمة قبل البيت أحياناً ؟
4 - نقرأ كثيراً فـي هذا المنتدى عمن يسألن عن طرق لتمضية وقت الفراغ .. وما أدراك ما وقت الفراغ وكيف تقضيه بعض الأخوات .. ألا تعلمين أختي أن المسلم والمسلمة ليس لديهما وقت اسمه وقت فراغ .. فوقتهما يجب أن يملأ بما فيه طاعة الله ورضا رسوله .. أوليس بيتك أفضل وأحسن ما يشغل وقت فراغك ؟
5 - هل تعلمين أختي أن عملك فـي أمور بيتك وزوجك له الكثير الكثير من الفوائد لك ولعائلتك ، ودعيني أذكر لك على سبيل المثال لا الحصر بعضاً منها :
- عملك فـي بيتك يقربك من الله عز وجل لأنه فـي حد ذاته عبادة فكل صحن تنظفيه لك به أجر وكل قطعة ملابس تغسلينها لك بها أجر وعندما تكوينها لك بها أجر آخر .. ألا يعد هذا دافعاً لك على القيام بهذه الأعمال بنفسك .
- ناهيك عن ما يفعله جهدك وتعبك من تقريبك من نفوس أولادك وأبيهم ومحبتهم لك . صدقيني مهما لبست من أجمل الثياب وتعطرت بأجمل العطور وتبخرت وتمكيجت فبقدر ما سيؤدي كل هذا إلى فرحة فـي نفس زوجك بجمالك وأناقتك .. فإن كل هذا لا يعادل طبقاً من الطعام تطهينه لزوجك فيحس بلمسة حنانك وحبك ورعايتك فيها صدقيني سيكون وقعه فـي نفسه أطول وأدوم وأعمق من كل ما سبق (وهكذا أحس وأرى شخصياً ولا أعمم) .
- كذلك لتعلمي أن من يراها أولادها وهي تقوم على رعايتهم والعناية بهم سينشئون كما يرون أمهم تفعل وستصبح بناتك بإذن الله راعيات لأبنائهن ومحافظات على عوائلهن كما رأين قدوتهن . فتكونين بذلك قد بنيت لبنة صالحة فـي إصلاح المجتمع بأسره .
- عندما تقومين أختى على رعاية أولادك بنفسك من أصغر الأمور إلى أكبرها ستشعرين نحوهم بحب غامر وحنان ليس له مثيل كما سيشعرون هم كذلك . والعكس صحيح فمن تنشئ أطفالها برعاية الخادمة لن تحس بالحب نحوهم وهم كذلك .
- هل تعلمين أختى مدى المفاسد التي تسببها الخادمات لأولادك فـي التربية ، والرعاية .. لن أسرد على مسامعك ما أنا متأكد من أنك سمعت عنه آلاف القصص المروعة المخيفة .. ولكن أطلب منك أن تتعظي بها ولا تقولي لن يحصل معي ما حصل مع غيري ، فهم من قبلك قالوا مثل ما تقولين . فاعتبري ..
6 - ستقول بعض الأخوات ، نحن لا نسمح للخادمات إلا بالقيام بالأعمال القذرة المتعبة ونحن نقوم بالباقي .. فأقول لهن .. سلمت أيديكن على ما تقمن به من عمل وأسأل الله أن يجزيكن خير الجزاء .. لكن ما الذي يمنع أن تقومي أنت بكامل الأعمال وتستغني عن هذه الخادمة .. التي تعلمين أن مجرد وجودها فـي منزلك يشكل خطراً من عدة نواحي أنت غافلة عنها .. وإذا كنت قد وفقك الله واستغنيت عنها فـي معظم أمور عائلتك وأولادك وزوجك فاستغني عنها فيما بقي وسيعينك الله . واعلمي أن الإنسان كلما تعرض لضغط العمل بشكل أكبر تكيف بشكل أكبر وأصبح أكثر مرونة وقدرة على تحمل المزيد من هذا الضغط . أما إذا آثر الدعة والراحة واتجه إلى الكسل فسيزيد تعمقاً فـي هذا الطريق إلى أبعد حدوده . فتحدي نفسك أختي وأخطي هذه الخطوة الجريئة الصعبة التي لن تتمكن من اجتيازها إلا كل قوية قادرة صاحبة عزيمة كأنها الجبال (ولا تقولي لست أنا منهن بل أنت منهن ولسن بأحسن منك فـي شيء) .
7 - كذلك سنجد بعضاً من أخواتنا الموظفات يشكين لنا كيف أنهن يتعبن فـي الوظيفة ويجتهدن فيها ولا يملكن الوقت أو الجهد الكافي لمتابعة أمور المنزل .. وأقول لهن أمراً بسيطاً .. أختي أنت خلقك الله وأعطاك قدرات الأنثى من حب وحنان وقدرة على إتمام أعمال المنزل كل هذا من أجل رعاية بيتك وأطفالك وليس من أجل أن تعملي وتكلي أمورهم إلى غيرك .. وأرجو أن تعذروا صراحتي فـي هذه النقطة بالذات فأنا أرى أن عمل المرأة إن كان سيؤثر على عمل بيتها فواجبها هو عمل بيتها والعمل خارجه مندوب أو لنقل مباح والواجبات تقدم على المباحات .
وأخيراً أقول كما بدأت بكلامي لست أنتقد أو أجرح بأحد ولكني أتسائل إلى متى يربي أطفال هذه الأمة الهندوس والمسيحيون وأصحاب الوثنية .. وإن أحسنا الظن جداً نقول المسلمون الجاهلون أو الضالون .. كيف سيخرج من تحت أيدي هؤلاء صلاح الدين أو خالد بن الوليد أو محمد الفاتح .. اسألوا أنفسكم إخواني وأخواتي هذا السؤال .. وستعرفون الإجابة ..
هذا ما اجتهدت به نفسي الخطاءة فلمن صوبني ولمن زاد الشكر والأجر إن شاء الله .
والله الموفق لما فيه الخير والصلاح ،
__________________
مع تحيات : شاعر الوجد
[light=FF0000]
وتمنياتي لجميع المتزوجين بالسعادة الدائمة
ولمن لم يتزوجوا بعد بأن يوفقهم الله لمن تسعدهم أو يسعدهن بقية العمر
[/light]