رفض الفتاة للزواج: ابن عثيمين
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
السؤال:
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً، رسالة وصلت من المستمعة من مكة المكرمة، تقول في رسالتها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول أنها فتاة في السادسة عشرة من عمرها، تقول: لا أحب أن يفرض أحد سيطرته عليّ، وأنا لا أحب أن أكون مأمورة عند أي شخص كان، وأنا كل شيء بالنسبة لأهلي، حيث لا أطلب شيئاً إلا ويؤتى إلي، وحينما وجدت هذا خرجت من ذهني فكرة الزواج. تقول أنها تقدم لخطبتها شاب وهي في الخامسة عشرة من عمرها، ولكنها رفضته بحجة أنها لا تريد، وتريد أن تكمل دراستها. تقول: وأنا مكرمة عند أهلي، وأنا لا أرفض الزواج لأنني قبيحة، بل العكس، وأنا لا أعرف من الطهي مطلقاً، ولا أحب أن أدخل المطبخ لأنني لا أريده. تقول المستمعة: هل يحق لي أن أرفض الزواج نهائياً مع العلم أني أحب ديني، وأحب الله، كما أنني أحب نبيه عليه الصلاة والسلام؟ هل هذا الرفض فيه مخالفة للشرع أم ماذا؟ أرجو من الشيخ محمد إفادة.
الجواب:
الشيخ: لا ينبغي للمرأة أن ترفض الزواج بمثل هذه الأعذار التي ذكرتها السائلة، بل تتزوج، وربما تكون حالها بعد الزواج خيراً من حالها قبل الزواج، كما هو السائر المعلوم، والمرأة إذا تزوجت حصلت في زواجها خيراً كثيراً من إحصان فرجها، ونيل متعتها، وربما ترزق أولاداً صالحين ينفعونها في حياتها وبعد مماتها، ثم هي أيضاً تحصن فرج زوجها، ويحصل بهذا النكاح الاجتماع والتآلف بين الأسرتين، أسرة الزوج، وأسرة الزوجة، وقد جعل الله سبحانه وتعالى الصهر وصيماً للنسب، وقال: ﴿وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً﴾، وما أكثر الناس الذين تقاربوا وحصل بينهم صلات كثيرة بسبب المصاهرة، فالذي أشير به على هذه المرأة أن تتزوج، وألا تجعل من مثل هذه الأعراض عائقاً دون زواجها، وستجد إن شاء الله تعالى خيراً كثيراً في تزوجها، ثم إن كونها تُعوِّد نفسها ألا تكون مأمورة، ولا يحال بينها وبين مطلوبها هذا خطأ، بل الناس بعضهم لبعض يأمر بعضهم بعضاً، ويعين بعضهم بعضاً، ويمنع بعضهم بعضاً، فالإنسان ينبغي له أن يصبر، وأن يتكيف مع الحياة كيفما كانت إلا في الأمور التي فيها معصية الله ورسوله، فإن هذا لا يمكن لأحد أن يرضى به.
http://binothaimeen.net/content/8826
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.