|
سورة الفاتحة
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)}
القرآن الكريم منذ اللحظة التي نزل فيها نزل مقرونا بسم الله سبحانه وتعالى
ولذلك حينما نتلوه فإننا نبدأ نفس البداية التي أرادها الله تبارك وتعالى وهي أن تكون البداية بسم الله.
كل شيء في هذا الكون باسم الله.. يتم باسم الله وبإذن من الله.. الكون تحكمه الأسباب نعم ولكن ارادة الله فوق كل الأسباب.
أنت حين تبدأ كل شيء باسم الله.. كأنك تجعل الله في جانبك يعينك.. ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه علمنا أن نبدأ كل شيء باسم الله..
لأن الله هو الاسم الجامع لصفات الكمال سبحانه وتعالى.. والفعل عادة يحتاج إلى صفات متعددة..
فأنت حين تبدأ عملا تحتاج إلى قدرة الله وإلى عونه وإلى رحمته..
فلو أن الله سبحانه وتعالى لم يخبرنا بالاسم الجامع لكل الصفات.. كان علينا أن نحدد الصفات التي نحتاج إليها..
كأن نقول باسم الله القوي وباسم الله الرازق وباسم الله المجيب وباسم الله القادر وباسم الله النافع.. إلى غير ذلك من الأسماء والصفات التي نريد أن نستعين بها..
ولكن الله تبارك وتعالى جعلنا نقول بسم الله بسم الله بسم الله الجامع لكل هذه الصفات.
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}
اذا كانت كل نعم الله تستحق الحمد..
فإن {مالك يَوْمِ الدين} تستحق الحمد الكبير.
لأنه لو لم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً.
دون أن يجازى على ما فعل.
ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة وحرم نفسه
من متع دنيوية كثيرة إرضاء لله قد شقي في الحياة الدنيا.
ولكن لأن الله تبارك وتعالى هو {مالك يَوْمِ الدين}.. أعطى الاتزان للوجود كله.
هذه الملكية ليوم الدين هي التي حمت الضعيف والمظلوم وأبقت الحق في كون الله..
إن الذي منع الدنيا أن تتحول إلي غابة يفتك فيها القوي بالضعيف
والظالم بالمظلوم هو أن هناك آخرة وحسابا،
وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيحاسب خلقه.
الإمام الشعراوي ..
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|