لا تكوني مثل "غاده" >>>> قصة حــقيــقــية لفتاة<<<<
.
.
.
.
.
.
.
في هذه السطور قصه حقيقه لفتاة تُدعى غاده
كبقية الفتيات بدئت "غاده"
احلامها الرومانسيه مع بلوغها
او لنقل في الثالثه عشره
تفكر بفارسها
وتسترجع قصة سندريلا
وروميو و جوليت
وغيرها من القصص الحالمه
يطرق خيالها
العريس الحلم
او الغائب المنتظر
تتخيله
تنسج ملامحه وتفاصيله كل ليله
وتناجيه
وتكتب له بعض الخواطر في دفاترها
تحلم به في الفصل اثناء الدروس الممله
كان يكبر معها كل يوم
تضيف له صفه جديدة بين الفينة و الاخرى
او كلما سمعت قصة حب حالمه لعاشقين
فتُلبس عريسها الغائب صفات هذا العاشق وهي حبيبته
عندما بلغت العشرين
بدئت تمل من هذا الانتظار
فقد طال
فقد انتظرت سبع سنوات كامله
خاصة ان احدى بنات عمها تزوجت
وابنة خالتها تزوجت ورزقت بطفله جميله
في الحاديه والعشرين من عمرها
صُدمت
نعم صُدمت فقد تزوجت اختها الصغرى وعمرها 19سنه
اما هي فلا زالت كما هي
ولكنها متفائله ولا زالت تناجي الفارس الغائب
وان كان بشكل اقل رومانسية!!
فقد اصبح مثقف
و محافظ على الصلاة
وموظف ودمه خفيف ( اكره هذه الصفه لاني افتقدها )
وفي الثالثه والعشرين من عمرها تعرضت لصدمتين
كانتا كافيتين لتحطيم ما تبقى من آمالها
زواج اعز صديقاتها بالرغم من جمالها المتواضع مقارنة بها
ولكنها تجاوزت هذا الامر بعد عدة نوبات بكاء
او لاصدقكم القول بعد ليال طويله من الدموع
اما الصدمه الثانية
فقد احبت رجلاً
نعم احبته رغم انها لا تعرف الا اسمه!!!!!
منذ ان علمت انه تقدم لخطبتها
فقد كانت تريد ان تُنفس عن هذه مشاعر الحب المكبوته داخلها
تطلق عنانها لتركض
فما اطول ميادين الاحلام
سوء مع هذا الخطيب او مع خطيب غيره
فهي كأرض تنتظر المطر ولا تهتم من أي سحابه يهطل
البسته ثياب الفارس الذي انتظرته قرابة العشر سنوات
رغم انه لا يحمل أي مواصفاته!!!!!!!
ولكن لا يهم فقد ملت الانتظار
مرت الايام سريعه مشرقه
حتى اتى يوم النظرة الشرعية
ليغتال كل تلك الاحلام والتنازلات
فقد اعتذار وتراجع هذا الخطيب عن الزواج
اسئله كثيره بدئت تدور في ذهنها
لماذا لم اعجبه؟
هل انا قبيحه؟
ما الذي لم يعجبه في؟
هل هو انفي؟
ام عيني؟
ام هو وزني؟
نعم فالرجال الان يفضلون النحيلات
ولكني نحيلة!!!!!!!
لا بل يفضلون الممتلئات ( الم تتزوج هلا وهي ممتلئه )
اخذت الاسئله تُكبر والهموم تزيد
وتزيد...........وتزيد
وثقتها بنفسها تنقص
دخلت في حالة اكتئاب مدتها خمس سنوات متشابهه
خمس سنوات عجاف فلم يطرق بابها أي عريس
القاسم المشترك في هذه السنوات
مجموعه من الخصائص
فالحزن رفيقها المفضل وصديقها الوفي
والدموع زائرتها الليله التي لم تغب عنها خمس سنوات متواصلة الا ليله او ليلتان
والاحباطات المتواصله ( سحر تزوجت , هلا جابت بنت , بسمه انخطبت ..... )
قليله هي اوقات الافراح وكانت تجدها في بعض الاجتماعات العائليه
الا ان اوقات السعاده قصيره فسرعان
ما تاتي بعض الاسئله والتعليقات وبدوافع مختلفه ( الحب , البغض , الشفقه ........ )
لتوقظها من هذه السعاده وتعيدها الى عزلتها الاختياريه
ليش ماتزوجتي ؟
حرام بنت زيك لهالحين ماتزوجت !!!
خمس سنوات وهي تقترض الهموم من المستقبل
تستلفها لتقوم بتسديدها مضاعفه
من دموعها
واعصابها
وراحتها
وحياتها
فهي تتخيل ايامها القادمه
وليست خيالات ورديه واحلام رومانسيه فقد توقفت عن هذه الاحلام منذ سنين
وان كانت تفاجئها بين الفينة و الاخرى
الا ان يئسها قادر ان يمزق هذه الاحلام
فقد يئست ان يتقدم لها احد فعمرها الان ثمانية وعشرين عام
ولم يتقدم سوى ذلك الخطيب الذي رحل ولم يبقى منه الا الاحباط
ثم
تقدم احدهم
رجل قريب لها
هو اكبر منها قليلاً فهو في الثالثة و الثلاثين
لا تعرفه ولكن الجميع يشيد به
كان مشغولاً بدراسته و تجارته ثم اراد ان يمكل نصف دينه
فخطبها وسريعاً تمت مراسم الزفاف
و اخيراً تزوجت غاده
كل ماسبق هو مقدمه
نعم كله مقدمه
فليس هذا المقال فيلم عربي بنهايته تتزوج البطله!!
لنتسأل الان ما هو الثمن الذي دفعته بطلتنا غاده ؟؟
نعم ما هو الثمن؟؟
هل تعرفينه
خمسة عشر عام من العذاب ومن الدموع ومن الحزن و الخوف
خمسة عشر عام دفعتها من اعصابها ودموعها
خمسة عشر اختارت فيها الهموم والاحزان رفيقه لها بمحض اردتها
خمسة عشر عام وهي تعيش في حالة طواري بلا فرح او سعاده
خمسة عشر علم من الذنوب و القنوط من رحمة الله
خمسة عشر عام لابد ان تترك اثرها على نفسها وشوهت نفسيتها
خمسة عشر عام قد تكون كفيله بارجعها الى منزل ابيها و لكن كمطلقه
فقد تعودت على الهموم وادمنت الدموع والاحزان فلا تستطيعي ان تفارقها بسهوله
ما اريد ان اقوله الان:
لماذا نستلف الهموم من المستقبل ؟؟
اليست الاقدار بيد الله وهو اعلم بالغيب وما تخفي الصدور ونحن لا نعلم الغيب
لماذا نيئس من رحمته؟؟
وهو ارحم الراحمين بل هو ارحم بنا من امهاتنا
لماذا دائما نحن متشائمين؟؟ نخاف من المستقبل؟؟
وهو بيده ونحن عبيده
لماذا لا نتوجه له بالدعاء؟؟
فنطرق كل باب الا بابه
ونرجو كل شخص ولا نرجوه وهو يقول ادعوني استجب لكم
وهو يتنزل في الثلث الاخير من الليل ويقول هل من دعاً فاستجيب له
اخيراً لا تكوني مثل "غاده"
فتضيعي عمرك بالاحزان و الدموع
فلا تحزني فربك الله
وهو العالم بك و بحالك
وهو عند ظنك به
ادعيه و الحي بالدعاء ولا تستعجلي
واستثمري وقتك فيما يعود عليك بالنفع في حياتك الان وبعد زواجك
فانتي الان في وقت تحصيل المعارف و بناء الثقافه و اكتساب المهارات
فلا تضيع عمرك ووقتك وجهدك
وتسلحي بالصبر
ولا تجعلي الدموع سلاحك فبئس السلاح هي
يقول المتنبي :
واذا حصلت من السلاح على البكا **** فحشاك رعت به و خدك تقرعُ
فهل عرفتي غاده الان ؟؟
هذه دعوه للمراجعه اقدمها لـ اخواتي الناضجات
وشمعة تُوقد فلا تطفئوها
وشمس تُشرق
__________________
سبحانك لا آله الا انت استغفرك واتوب اليك