رد : زوجتي تنقصها الحكمة في التعامل مع مشاكلنا
السلام عليكم ,,
أسأل الله أن يُلين قلوبكما على بعض ,
سأبدأ بك , وسأتحدث عن أبرز نقطتين أراها , ( الهجرُ , القسوة )
أخي الكريم , أنت في بداية زواجك , بارك الله لك ولزوجتك فيه , ورزقكما الذرية الصالحة , و البدايات هي اكتشافات , عن مميزات وعيوب , وأفعال سوية وصالحة وأخرى خاطئة , تحتاج من الزوج والزوجة للهدوء في التعامل معها لأنها البداية , فإذا حُل كل شيء بشكل سليم في البداية ويكون عن شراكةِ رأيٍ ستكونان أقوى مُستقبلاً , لأن قابل الأيام يعتمد على ماضيها ,
الهجر لا يكون إلا آخر الحلول , ويأتي بعد مساعٍ عديدة للإصلاح , فاستخدام ورقة مُهمة في الإصلاح الأسري كالهجر في بداية الحياة وبدايات الحلول سيولد مشاكل عديدة لا تنتهي بطريقة سليمة , بل تظل بلا حلٍ , وتبقى حِملاً على النفس , وسيصبح الهجر مثل البالون , يمتلأ ويمتلأ ثم ينفجرُ , عليك التعامل مع أخطاءها بصورة لا تنتقد فيها شخصها , بل انتقد الفعل فقط , وأخبرها بالتصرف السليم , واحتويها بعفوك , وليس شرطاً أن تتبع رأيك فيه إن كانت هناك آراءً أخرى صحيحة لا تقدح في الصورة العامة للبيت الأسري ,
فالقرارات الصحيحة أتت بالحكمة , والحكمة أتت بعد القرارات الخاطئة , وهذا يقتضي أن يعرف الإنسان كيف يتعامل مع الأخطاء ويجعلها مرجعا له ليستفيد منه , وتحلى بالصبر والحلم في تعليمها ,
أما القسوة , فهي ليست دلالة لقوة الشخصية , وربما تُعتبر دلالة على نقيضها أو نقصٍ في فاعلها , والقسوة هي أحد الأسباب الكُبرى للنفاق الأسري مُستقبلاً , وأقصد بالنفاق الأسري تلك الاتفاقية التي تكون بين الأبناء و أحد الوالدين لنقض أوامر الآخر حال عدم وجوده وفعلها حال وجوده ,
أخي الكريم , دعك من كلام الفئة الذكورية قبل الزواج , بأن المرأة ستستقيم إذا نظرت لها بعينٍ حمراء , وستجري خلفك إذا هجرتها , ودعك من الحساسية الزائدة اتجاه تصرفات زوجتك وتأويلها بنقيض الواقع , ومنها النفقة , فإذا أرادت أن تشري من حر مالها لا يعني ذلك نقصاً في شخصك الكريم أبداً , بل شجعها على كيفية استخدام المال بشكل أفضل ,
كلاكما ينقصه التعامل السليم , لكن يقعُ اللوم عليكَ أكثر بناءً على أسطرك التي كتبتها , فزوجتك تعاني الكثير , و تتفادى زيادة المواجهة بالاعتذار والانسحاب , الكبتُ أمر مؤلمٌ للشخص , خاصة إن كان النقد الموجه لها ذاتيا , وليس على الأفعال بعينها , دموع زوجتك رواية , حاول أن تقرأ تلك الرواية من منبعها الأصلي , القلب , عندها ستصبحُ ليناً معها في أخطاءها , فهي تُريد من يحتويها ويفهمها , لا من يهجرها ويقسو عليها ,
أخي الكريم ,
عندما نتخذ أسلوبا معينا في تعديل سلوك ما , أو رسم حدودٍ لحياة أُسرية , يجب أن نتخذ الطرق المناسبة لإنجاح ذلك الأسلوب , فليس كلُ قاسٍ قويُ شخصيةٍ وليس كلُ هاجرٍ قويُ شخصيةٍ , وليس كلُ من أجبر الآخر على الاعتذار قويُ شخصيةٍ , وليس كلُ من فهم أمراً بحساسيةٍ زائدةٍ عزيزُ نفسٍ ,
فإذا أردتَ أن تكون قويُ شخصيةٍ عليكَ بأهم أمرٍ أراه شخصياً وهو أن تكون مُبتسماً وخافضاً للجناح لدرجة اطمئنانِ زوجتك لك , واتخاذك قدوةً في تعاملها , وغيرها من الأمور , وسأسردها على عُجالة ( طور نفسك , تحمل نتيجة أفعالك بلا أعذار , زد ثقافتك بكثرة القراءة , فكلما قرأت أكثر رأيت أكثر , وعليك بالدورات التدريبية التي تُقام في هذا الجانب , أو الاطلاع على المواقع المُعتمدة في الانترنت )
زوجتك ما زالت لينةٌ , تستطيع تشكيلها كما تُريدُ , بشرط أن تملك قلبها ,
موفق ,,
انتهى ,
__________________
و في الريح من تعب الراحلين ,,
بقايا
,, جُذَيْلُها المُحَكَّك ,, ماستر في تخصصي علم النفس والخدمة الاجتماعية