أخي الشهيد الحي ,,,,, غدا سيكون إن شاء الله بيننا
قد تستغربون عبارة الشهيد الحي .... أنصحكم بالقراءة
ولكن لنذكر القصة بشيء من التفصيل .....
في 27/10/2002 كما ذكرت في قصة سابقة كان اخي على موعد مع الشهادة و هو الشهيد أحمد حيث حضر للمنزل ظهر ذلك اليوم مع رفيقي دربه الشهيدين ايمن و علاء
فأرادت امي ان تصنع لهم الغذاء حيث شكا أحمد انه لم يتذوق الطعام طوال 24 ساعة ماضية
طبعا ايمن لديه التزام في عمل خاص فقال علاء أن ايمن مشغول و علينا اعادته لمحله
فقالت امي اذن أقلي لكم بيضا على السريع
فقال أحمد أنه مل البيض ولا يريد
فقالت أمي اذن اصنع لكم شايا تأكلون معه الكعك
وكان ذلك فأكلو الكعك مع الشاي
وانطلقوا حتى باغتتهم قوة كوماندوز صهيونية من وحدة المستعربين و اشتبكت معهم حيث نجى أيمن بأعجوبة واستشهد علاء على الفور و اصيب اخي و لكنه قاوم و أصاب أحد افراد الوحدة في رقبته و بعد رحيل القوة الخاصة تبين أن أخي احمد لا يزال على قيد الحياة فهتف الناس بطلب الاسعاف و كانوا يعرفون احمد لأنه كان من اشهر مطاردي تلك الفترة
وهتفوا ..... اسعاف ,,, اسعاف ,, أحمد حي ,,, أحمد حي ,,,
يبدو ان عملاء الاحتلال علموا بالامر مما دفع الجيش للعودة بقوة و و أعدموا أخي بدم بارد
ليست هنا القصة
مرت ثلاث شهور حتى اتى يوم الجمعة الأليم بتاريخ 24/1/2003
حيث نام عندنا ايمن و احد رفاقه وطلبوا المساعدة في نقلهم صباحا إلى خارج نابلس
كانوا يوم الخميس صائمين و أذكر ان أمي صنعت لهم طعاما شهيا ليفطروا عليه
كان ايمن متنكرا
حليق اللحية و الشارب و عليه بعض المكياج و نظارات سوداء حتى أني لم أعرفه "في الاصل هو ملتحي" فقال لي كيفك أبو حميد "حيث وجدته في بيتنا " فقلت له : ... من ؟؟؟؟؟ يبدو أنك أيمن ,,,,,, قال : ولو ,,, مش عارفني
ناموا تلك الليلةسويعات حيث قضو الليل قياما
صباحا أرادوا الرحيل مبكرا
اصرت امي ان يتناولوا الفطور
قال ايمن الوقت الآن متأخر علينا الذهاب مبكرين
فقالت له امي اذن دعني أصنع لكم شايا تأكلون معه الكعك
ارتجف أيمن مرة واحدة فقالت له أمي ,,, ما بك ,, أتذكرت يوم أحمد حين اكلتم الشاي و الكعك فقال نعم ,,
قالت له أتخشى أن يحدث لكم ما حدث وقتها ,,, قال لها أخشى ذلك و لكنها ميتة واحدة
قالت له إذن نغير الشاي إلى الحليب فليكن حليبا و كعك ,,
ضحك أيمن و قال ,,, هو كذلك ,,
شربو و أكلوا آخر طعام لهم في الدنيا
ووقف أيمن امام صورة أحمد فقال للصورة ... ذهب الرجال بعدك با أحمد .... و دمعت عيناه و انطلق
طبعا ذهب أخي عبد الله و امي لرصد الطريق لهم و إيصالهم إلى مأمن خارج البلدة ,, و ذلك عبر طريق جبلية
أخي عبد الله قال لي عبر هاتف خلوي مهرب للسجن : أنه تقدم السير مع أمي و قال كنت أمسك بيدها مثل العرسان "حيث أمي كانت صغيرة بالسن 48 سنة و جميلة ,,, و الحمد لله حجاب كامل
قال لي كنا نركض أنا وهي و كأننا نسير على الريح
وقال قلت لها يا أماه أتعلمين انه يمكن ان نستشهد الان في اي لحظة فقالت له ,,, و لم نحن هنا .؟؟؟ أليس للشهادة "أو بما معناه "
فقال لي فجأة خرج لنا الجنود من بين الصخور عن بعد أمتار معدودة و أطلقوا النار و قتلوا أمي أصابوها في القلب فقالت له عبد الله ,,, عبد الله أهرب ,, أهرب ,,, لقد أصبت ,,, فلم يكن أمام عبد الله سوى الهرب أيمن اشتبك معهم بما يحمل من سلاح و أصاب منهم و قتلوه ,,, و بدأت رحلة المطاردة حيث شاركت دبابات في المطاردة و ثلاثة مروحيات
قال لي أخي و هو أعزل من السلاح
اختبأت في مكان على بعد 2 كيلو من مكان الحادث على طرف شارع رئيسي ,, و حاولت قطع الشارع فوجئت بدبابتين يصوبان مدفعيهما اتجاهي ,,, تراجعت إلى حيث أختفي تحت شجرة و بين الاشواك
فبدأت مروحية تهبط فوق الشجرة و طارت الأوراق من فوق رأسي فقلت بالتأكيد لا مجال سوى التسليم و كان مصابا برصاصة برجله ,,
و رفعت يداي لأجد مئات الجنود حولي يصوبون أسلحتهم ,, و اعتقلوني ,,,
المهم ,,
نحن البعيدين عن الحدث توارد الى اسماعنا ان امي و أخي هم الشهداء ,,,, فتم نعي أخي و أمي كشهداء في سماعات المساجد و السماعات الايدوية و التلفزيونات المحلية ,,,
حفرنا قبر أخي و أمي بضريح واحد قرب ضريح أخي أحمد و بعد أكثر من 8 ساعات سلمنا العدو جثامين الشهداء و تبين لنا أن الشهيد هو أيمن و ليس عبد الله و من هنا أتته تسمية الشهيد الحي حيث حفر قبره و لم يستشهد ,,
مما اضطرنا لطمر القبر بالتراب و تضييقه ليكون لأمي وحدها و عندما استلمنا جثة أمي كانت يدها اليمنى متصلبة بإشارة التشهد و التوحيد و كانت مبتسمة ,,, فشعرنا أنها تبتسم لاخي احمد فكم بكت على فراقه
و اليوم و بعد قضاء حكمه سيطلق سراحه بإذن الله أخي
الشهيد الحي عبد الله
بعد رحلة معاناة من بتاح تكفا إلى عسقلان إللى بئر لسبع إلى سجن شطا فسجن مجدو فالنقب فإلى الحرية إن شاء الله
هنا تقبل التهاني وربما أغيب عنكم بضعة ايام ابتداء من مساء الغد
التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمود الفلسطيني ; 20-08-2006 الساعة 10:36 AM