بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........
يعد الغذاء المتنوع الذي يحتوي على كميات كافية من الطاقة والعناصر الغذائية ضروريا للمرأة في مرحلة الحمل. كما يؤثر النظام الغذائي للأمهات في صحة الأطفال على المدى القصير وربما على المدى البعيد أيضا.
مرحلة ماقبل الحمل
الحالة الصحية الجيدة والوزن الصحيح لجسم المرأة قبل الحمل من الأمور المهمة جداً.. وقد يؤدي ضعف الوزن إلى صعوبة حدوث الحمل. ومن الممكن أن يؤدي الوزن الناقص للأم إلى ضآلة وزن المولود عند ولادته، الأمر الذي يزيد من احتمالات تعرضه للأخطار صحية.. كما أن الوزن الزائد للأمهات يرجح احتمال حدوث المضاعفات الخطرة مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري في أثناء فترة الحمل. ولهذا فإن الأغذية المحتوية على الفوليت مهمة للمرأة التي بلغت سن الحمل.
ويعتبر فيتامينات الفوليت مهما بوجه خاص في فترة ما قبل الحمل وفي أثناء الاثني عشر أسبوعاً الأولى من الحمل. إذ تؤدي قلة استهلاك الفوليت في هذه الفترة إلى حدوث حمل بعض العيوب في الأنبوب العصبي للمولود مثل الصلب الأشرم.
وتُنصح كل النساء ممن بلغن سن الحمل، خصوصا من تخطط منهن للحمل بتناول 400 ميكروغرام من مدعمات حامض الفوليك يوميا نظرا لصعوبة تلبية الاحتياج الزائد من الفوليت عن طريق الغذاء وحده.. ويعزى توجيه هذه النصيحة إلى أن الاحتياج إلى هذا الفيتامين يعد مهماً إذ لا يدرك كثير من النساء حقيقة أنهن قد أصبحن حاملات. ومن المهم أيضاً أن يتم استهلاك تلك الأغذية التي تعد مصادر جيدة للفوليت مثل الخضراوات والبرتقال والأغذية المقواة بحامض الفوليك مثل الخبز ورقائق الذرة.
الأشهر الأخيرة من الحمل
يزيد متوسط الاحتياج المقدر من الطاقة في أثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل بما متوسطه 200 سعر حراري في اليوم. كما يقل معدل صرف الطاقة في النشاط البدني عند المرأة في هذه الفترة.
وإذا قل مقدار ما تتناوله المرأة من غذاء في هذه المرحلة بشكل كبير وكان مخزونها من الدهون قليلاً فإن الجنين ينمو بمزيد من البطء، وقد يكون وزنه قليلاً عند الولادة. وهناك من الدلائل مايشير إلى أن ذلك يؤدي إلى زيادة احتمال خطر الإصابة بأمراض القلب ويرفع من ضغط الدم بعد سنوات عديدة في مقتبل الحياة.
مابعد الحمل
تزيد أحتياجات المرأة الغذائية في أثناء الحمل، وهنا لا بد من أن يفي الغذاء بالطاقة الكافية والعناصر الغذائية الازمة لمقابلة الاحتياجات الإعاشية للأم، وتوفير المزيد لنمو الثديين والرحم والمشيمة. كما لا بد أن يلبي الغذاء احتياجات الجنين النامي وأن تتمكن الأم من حفظ مخزون من العناصر الغذائية يساعدها في نمو الجنين وفي فترة الإرضاع.
ولا تحتاج معظم النساء خلال الأشهر الستة الأولى من الحمل إلى تناول مزيد من الغذاء يزيد عن معدله الطبيعي، حيث يصبح جسم الحامل أكثر كفاءة في امتصاص العناصر الغذائية من الطعام والإفادة منها.. فعلى سبيل المثال قد يصبح من الممكن تلبية الاحتياج الزائد من الكالسيوم دون زيادة القدر المتناول من الغذاء طالما يفي المقدار الموصى بتناوله منه في حدود 700 ملجرام في اليوم كما يتم الحصول على المقدار الكافي من فيتامين د من الغذاء إلى جانب تفاعل ضوء الشمس مع جلد الأم.
وزن الحامل
يحتاج الجسم إلى فيتامين د لكي يقوم بامتصاص الكالسيوم، وإذا تناولت المرأة الحامل الأكل لإشباع شهيتها فإن وزنها يزيد عادة بمقدار ثلاثة ونص كيلوجرام في الأسابيع العشرين الأولى من الحمل ثم بمعدل نص كيلوجرام في الأسبوع حتى نهاية فترة الحمل.. وتصل جملة ما يتم اكتسابه من الوزن خلال الحمل إلى حوالي أثنى عشر ونصف كيلوجراما. وقد يؤدي اكتساب المزيد من الوزن في أثناء الحمل إلى رفع ضغط الدم وزيادة أحتمال خطر الإصابة بالسمنة في المستقبل.
وعلى الرغم من ضرورة عدم قيادم النساء بالحد من مقدار ما يتناولنه من غذاء أو اتباع الحميات الغذائية في أثناء الحمل فليست هناك حاجة لأن يزدن من مقدار ما يتناولنه من غذاء بشكل عام إلا في المرحلة الأخيرة من الحمل.
ويعد فيتامين أ ضروريا للصحة الجيدة، غير أن تناول مقادير كبيرة منه في أثناء الحمل المبكر ارتبطت بحدوث بعض العلل في عملية الولادة.
وتنصح النساء الحوامل أو المتوقع حملهن بعدم تناول مدعمات فيتامين أ ما لم يتلقين مثل هذه النصيحة من الطبيب أو أختصاصي التغذية.
أمراض الحمل
هناك بعض الأمراض التي تحدث في أثناء فترة الحمل مثل داء البكتيريا الوتدية أحادية التكوين وهو مرض نادر شبيه بالإنفلونزا تسببه بكتيريا ليستيريا مونوسايتوجينيز.. وقد يسبب مرض داء البكتيريا الوتدية أحادية التكوين في أثناء الحمل الإجهاض والعقم أو قد يؤدي إلى حدوث حالة مرضية شديدة في المولود الجديد.
وعلى النساء الحوامل تجنب تناول الأغذية التي توجد فيها مستويات عالية من هذه البكتيريا عادة مثل فطائر اللحم والسمك و الأجبان اللينة، غير أن تناول الأجبان الصلبة مثل الشيدر والأجبان المضفرة لم يرتبط باحتمال خطر الإصابة بهذا المرض.
ولهذا السبب تنصح النساء الحوامل بإعادة تسخين الوجبات الجاهزة من اللحوم خصوصا لحوم الدواجن إلى درجة الغليان، كما ينصحن بغسل الفاكهة والخضراوات خصوصا تلك التي تؤكل طازجة.
داء المقوسات
هو من الأمراض التي يسببها أحد الطفيليات التي توجد في براز القطط. وقد يوجد الطفيل أيضا في اللحوم الطازجة وفي حليب الماعز من وقت لآخر. ومن الممكن أن ينتقل المرض في حالات نادرة إلى الجنين داخل رحم أمه، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث اضطرابات عديدة يكون بعضها خطيراً. وكوسيلة وقائية ينبغي ألا يتناول النساء الحوامل اللحوم النيئة أو غير الجيدة الطبخ، وحليب الماعز غير المبستر والجبن المصنوع من حليب الماعز، أو الفواكه والخضراوات غير المغسولة. كما يجب أن تقوم النساء الحوامل باتباع الممارسات الصحية الجيدة.
العدوى الغذائية بالسالمونيلا
ينبغي الحرص على تجنب الإصابة بالعدوى الغذائية الذي تسببه السالمونيلا، وكوسيلة احتياطية ينبغي أن تتجنب الحوامل أكل البيض النيئ أو الأغذية التي تحتوي على البيض النيئ أو المطبوخ جزئيا، بل يجب أن يطبخ البيض حتى يصبح كل من البياض والصفار صلبا. وقد تكون اللحوم النيئة ولحوم الدجاج مصدرا أيضا لبكتيريا السالمونيلا. وينبغي أن يتم الطبخ الجيد لكل اللحوم خصوصا لحوم الدواجن، كما أنه من المهم تجنب تلويث الأغذية الأخرى عن طريق غسل الأيادي بعد ملامسة اللحوم النيئة أو عن طريق منع اللحوم النيئة ولحوم الدواجن من ملامسة الأغذية الأخرى، خصوصا ما هو مطبوخ منها أو ما هو جاهز منها للأكل في حالة نيئة.
وعلى الرغم من إمكانية حصول معظم النساء الحوامل على كل احتياجاتهن من العناصر الغذائية من الغذاء إلا أن الأطباء واختصاصي التغذية ينصحون بٍأخذ مدعمات الحديد وحمض الفوليك في أثناء فترة الحمل.
وقد يؤدي فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في أثناء الحمل إلى زيادة احتمال خطر نقص وزن المولود عند الولادة وأصابته بالحالة نفسها من فقر الدم خلال أول سنة أو سنتين من حياته. وقد تنصح مثل هؤلاء النسوة بضرورة أن يحتوي ما يتبعنه من أنظمة غذائية على المقادير الكافية من كل العناصر الغذائية.
مع فائق تحايتي
أختـكم : شمـــــــــوخ