السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله كما ينبغي له سبحانه والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
الهدف : المقصود في العنوان هو الرغبة في الجماع لدى الزوجين كيف تبدأ ومن هو المطلق لها ومن المثير لها كيف تتكون وكيف تنتهي وكيف تقتل وكيف تنتقل من قمة القرب إلى قوة البعد وما موقع الشيطان منها
الهدف من هذا الموضوع: توعية القارئ والقارئة إلى لحظاتِ كريمة هي من أبواب السكينة والراحة والمتعة الحلال إذا تم التعامل معها وفق المنهج الرباني.
حساسية الموضوع وقابليته للإثارة واختلاف الآاراء فيه لا تمنع من طرحه.
الموضوع : أعماق الرغبة -نحليل نفسي.
تقول الدكتورة هبه قطب (استشارية جراحة الجنس) تتكون عملية الجماع من أربع مراحل هي الرغبة والمداعبة والجماع والارتخاء وتبدأ المرحلة الأولى بفترة تمتد لعدة ساعات بحيث يبدي أحدهما هذه الرغبة للآخر ليتم التجهيز النفسي لها حتى ورد في الحديث الشريف عن التاهيئة لعملية الجماع وهي مرحلة الرغبة قوله صلى الله عليه وسلم مما رواه البخري رحمه الله في صحيح برقم
4942- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَمْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ وَذَكَرَ النِّسَاءَ فَقَالَ يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ يَجْلِدُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ فَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ ثُمَّ وَعَظَهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ مِنَ الضَّرْطَةِ وَقَالَ لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ.
فضرب المرأة لا يجعلها مهيئة نفسياً لهذه العملية إذا الحديث يوصي بتهيئة النفس قبل البدن للجماع.
- دور الشيطان في هذه المرحلة: هنا يسرح الشيطان ويمرح ويملي ويوسوس للإثنين حتى لا يجتمعا فهدفه التفريق بكل وسيلة.
المرحلة الثانية
الماعبة
فراش الزوجية هو مسرح عملية الجماع وعندما يصل الزوجان للفراش يكونان قد فعلا الأسباب التي تسبقه فإن دخلا في مرحلة المداعبة وهما قد استسلما لوساوس الشيطان أصبحت هذه المرحلة تجهز لفشل العملية بكاملها حيث ينشأ كلام ثم نقاش ثم نقاش حاد ثم خصومة ثم طلاق أو أشد من ذلك وهو الإيذاء البدني من أحدهما للآخر .
إذا ليدخل الزوجان لهذه المرحلة من عملية الجماع بهدوء وسكينة عليهما أن يحصنا نفسيهما من الاستسلام لوساوس الشيطان من المرحلة التي قبلها ثم يبعدا كل أسباب الرفض بيننا ثم عند الذهاب إلى الفراش يذكرا الله والآوراد الشرعية الخاصة بذلك ثم قراءة آية الكرسي والمعوذات والفاحتة كما ورد قبل النوم لينفردا بنفسيهما ويبعدا قرينيهما من أتباع إبليس وإبليس عن مسرح الجماع وهو الفراش.
المرحلة الثالثة
وهي عملية الجماع هنا نصل إلى المقصود من العنوان
وهو التحلي النفسي ككما أراه لهذه الرغبة
المشاعر من زاوية الرجل:
يرغب أن يقنع ذكورته وفحولته وأنه المرغوب فينتظر من المرأة المبادرة بطلب الجماع لتتم إثارته ليستمتع وتستمع معه وهذا الانتظار وإن كانت مدته ثواني أو دقائق يجعل الرجل لا يبادر بطلب الجماع ومن مشاعره تلك اللحظة لا يغرب أن تستغل المرأة رغبته في التدلل عليه فتمتنع عنه وتطالبه بالمزيد من الرغبة بها ويغلب عليه الأسلوب العملي ويتمسك أنه الأصل وهي فرع منه والفرع هو من يبحث عن اًل.
المشاعر من زاوية المرأة :
تقول أنا محل شهوته ومصدر إثارته فينبغي له أن يبادر لطلبي بالجماع لأشعر بأننوثتي وقيمتي عنده وأشعر أن الأصل يمد الفرع بأسباب الحياة وتنتظر أن يبادر هو بطلبها دلالاً عليه واستمتاعاً بجو ذكورته.
الجانب السلبي من مشاعر الرجل على الأنثى:
عندما ينتظر الرجل الأنثى لتبادر بطلب الجماع يقتل هذا الشعور مشاعر المرأة فتحس وهي تنتظره أنه لن يأتي ويبادر للطلب إذا هو لا يرغب وتبحث في عينيه وفي ملامح وجهه وحركات جسده عن أعماق رغبته فيها فتراها من بعيد ولكنها لا تدري ما الذي يمنعه من التعبير بكل صراحه وتحقيق ما يريده في إثارتها بالمبادرة بالطلب.
الجانب السلبي من مشاعر الأنثى على الرجل
عندما تنتظر المرأة مبادرة الرجل ليطلبها للجماع يقتل هذا الشعور مشاعر الرجل لأنها في مرحلة الانتظار لم تحقق رؤيته في المبادرة بطلب الجماع فيحس بأنه لا ترغب فيه وينظر في عينيها وملامح وجهها وحركات جسدها عن أعماق رغبتها فيه فيراها من بعيد ولكنه لا يدري ما الذي يمنعها من التعبير بكل صراحه وتحقيق ما تييد في إثارته بالمبادرة بالطلب.
يقوم كل من الرجل والمرأة بشد والجذب بينهما بحثاً عن أعماق الرغبة في التحفيز من كل منهما لالاآخر لإظهار المشاعر التي تقرب الرغبة الكامنة وتتم ترجمة الكلمات والحركات إلى منافسه من الذي سيحظي بمبادرة الآخر لإثارته.
تمر هذه الثواني والدقائق بين الزوجين وتترك آثاراً نفسية عميقة تصببغ هذه العملية بمشاعر سلبية تنعكس على بقية الليلة واليوم, وتتم العملية بشكل آلي خالي في الغالب من المشاعر إلا ما يهيج الجسد للانتهاء ثم النوم مع المشاعر السلبية الناتجة عن البحث عن أعماق الرغبة.
العلاج:
حجب الله ما في القلوب عن الناس
لذلك الأفضل وفي أدق لحظات التواصل الجسدي والعاطفي أن نتنازل عن كبريائنا ونتذلل للآخر ونعبر له عن مشاعرنا ورغبتنا في إثارته ونبادر بطلب أن يبادر هو في إثارتنا لننعم بلحظات سعيدة تنعكس على بقية الليلة واليوم وتحفز القلوب والأجساد إلى اللقاء القادم ليكون كل لقاء هو ليلة سعيدة تجتمع فيها القلوب قبل الأجساد.
تلميحة تخيل أخي الكريم شعورك عندما تسمع من زوجتك هذه العبارة بعد الجماع (ألف شكر على هذه اللحاظات السعيدة لقد استمتعت معك حقاً).
وتخيلي أختي الزوجة عندما تسمعين نفس العبارة من زوجك بعد الجماع.
ألا تتوقان إلى اللقاء القادم لأن الشكر جعل لما نقدم قيمة ومحل تقدير من المقابل.
أسألله العلي القدير أن يجعلنا نسير على المنهج الرباني في كل شؤوننا وأن يبعد عن الجميع شيطاين الجن والإنس.
وأن يرزق الجميع الأزواج الصالحين والزوجات الصالحات.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.
فعلا نحن نحتاج الى التوعيه لأن غالبيتنا تعودنا وتربينا على ان هذه المواضيع في ظلمات العيب اللذي لا ينطق به لاتظهر للنور ابداً حتى بين الأم وابنتها او الأخت واختها ..
ثم بعد ذلك قد يواجهه الزوجين مشكلات و عدم تفهم لرغبات الطرف الأخر وتنشأ فجوه بين الزوجين
لابد لنا ان لا نخلط بين امرين ( فطريه الغريزه ) و ( اكتسابيه اشباع الغزيزه )
فطريه الغريزه هي وجود الغزائز التي تحفظ الذات وتحفظ النوع في كل البشر
اكتسابيه الغريزه هي ان ادارك واثاره الغريزه واشباعها يختلف باختلاف المجتمعات والثقافات والافراد
اشرح هذه القاعده بشي من التفصيل
الانسان خلق بمجموعه من الغرائز التي تعود الى غريزتين ( عزيزه بقاء الذات ) ويدخل فيها عزيز الطعام والخوف مما يهدد الذات ويكون خطرا عليها وحب البقاء والخلود وجمع الاموال وغيرها تعود الى هذه الغريزه
(عريزه بقاء النوع ) ويدخل فيها عريزه الامومه والابوه والميل الى الجنس الاخر
يقول علماء النفس ان الغريزه لها ثلاث زويا ( وجودها ) وهذا عام في كل البشر ( ادراكها ) وهذا خاص بحسب الافراد والثقافات والمجتمتعات ( اشباعها ) وهذا يختلف باختلاف الاشخاص والعادات والمجتمعات
مقصودي من هذا ان ( الرغبه والاثاره والمداعبه والممارسه ) تخلتف بحسب الاشخاص والافراد والمجتمعات فما يثر زيد ويرغبه لايثير عمر وما يصلح للمداعبه في حق سين من الناس لايصلح للمداعبه في حق صاد من الناس
وعليه فيصعب علينا ان نحكم على مشاعر الطرفين من خلال ( وحداويه ) التفسير
كاتبنا العزيز وقع في ذلك جعل الاثاره والرغبه لها مشاعر واحده ( انتظار الشريك ليبادر ) وهذا لايصلح مع كل الناس
وربما صح في عدد من الناس لكن تعميم الشأن النفسي الذي لايستطيع قياسه غير صحيح
التفسير العلمي اليوم يتجه الى التخصيص لا الى التعميم بمعني ان كل انسان فيما يرغب ويحب او فيما ( يثيره ويحفزه ويشبعه ويرضيه ) له برنامج تفضيلي خاص به فقط حتى ان بعض علماء النفس ذكرو الاثاره بالثوب وصوت الكعب ونغمه الصوت والتمنع والانسابيه ..... الخ امور ( استحي من ذكرها )
الخلاصه ان الشريك يجب ان يبحث عن اسعاد شريكه بالطريقه التي ترضيه ولذا كان الاصل في الاستمتاع الزوجي شرعا الحل كما قرر الفقهاء اخذا من قوله ( فاتو حرثكم اني شئتم ) واستثني من ذلك ( الجماع في الحيض وفي الدبر )
وان العريزه في وجودها مطلقه وفي اداركها والنزوع اليها نسبيه مختلفه باختلاف الاشخاص والمجتمعات