زوجين ورقيين (جزء من الحقيقه المره)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست بغريب عنكم ايها الاعزاء تماما , لست بذلك الكاتب المداوم اللحوح على الاتيان بكل فكرة وسهم من الابداع ، لست اقترب من ذلك كثيرا فانا لم استلهم افكاري اثناء العزوبيه واسنها لاقيمها احرفا تقرأ وحكما توصد دونها الافكار لاني لم املك افكارا خاصه بالحياه المحصوره بين عالمين مختلفين لافهمها ذلك الحين , كنت اقرأ كثيرا في هذا المنتدى الفاضل وكثيرا ماكنت استغرب من هذه المشاكل وهذه الهموم التي تقصم بيت الزوجيه ولطالما استأثرت بمقولتي الخاصه بيني وبين نفسي بان حياتي الزوجيه ستكون متكامله تماما لاني اختلف عن هذا العالم بأسره فأنا الذي امتلك ثقافة زوجيه جيده وامتلك ثقافتي العامه المختزنه منذ سنوات عديده واعتبر نفسي من النخبة الصافيه من القارئين المجتهدين وياله من اجتهاد ولااخفيكم اني استعنت على ذلك بنصائح امي الحكيمة كثيرا فهي منبع حكمة قادر على الوصول الى جميع القلوب , لطالما افادتني بنصائحها قبل الزواج واثرت جعبتي الخالية حقيقة بخبرات المشاكل والحلول واسدت لي تلك المقولة التي لاأنساها حتى الآن عندما كنت في آخر يوم عزوبيتي العزيزة على قلبي فقالت لي حفظها الله : لاتنسى ياولدي ان الحياة بينك وبين زوجتك ستكون مثل العسل في ايام لاتستطيع عدها وفي ايام ستكون مثل المر العلقم , اذا مرت عليك تلك الايام المره تذكر ايام العسل والمحبه بينكم , صدقني ستزول كل المراره باذن الله , كن ياولدي مثل الحبل المطاط يشده الآخرون من كل جهه فيعود مثلما كان لايشتد لهم ولا يعاند , كن كذلك مع زوجتك . انتهى حديثها , قالت لي ذلك وودعتني ودعت لي بالتوفيق
مرت عليّ تلك الايام وتزوجت زواجا سهّل الله لي فيه كل التسهيل مع اني تحملت الكثير من الطلبات التي سبقت ذلك بصبر بالغ حتى اني كدت ابيع ملابسي التي عليّ من شدة المبالغ التي طلبت مني وكلها مراءاة امام الناس لااكثر ولا اقل من جانب اهل العروس . مرت وعدت تلك الايام وعلى حسابي البنكي عدة ديون تقتص من راتبي الشهري لمدة عشر سنوات قادمه , مرت والحمدلله بسلام انشد الله ان يمنه عليّ .
هاأنذا أنا زوج مثقف واعي ابتسم للدنيا كأنني سقراط المتزوجين , في اول ايامي الزوجية الهانئه كما اتوقعها دائما في مخيلتي , اتوقع بصورة ورديه ان تكون زوجتي الرائعة كما اخترتها ان تكون كذلك دائما ويمر اليوم الاول من زواجي كما اليوم الثلاثين كله ممتلئ بالرونق كجرة عسل لاتعلم اي الالذ منها اولها ام آخرها كلها تسيل عذوبه , وينتهي ذلك الشهر العسلي الخيالي ويبتدأ معه تقدير الايام وقدرها في حياتنا وتأتي معه القيود التي شعرت بها تخنقني فانا لم اتعود كثيرا ان استمر في البيت لاكثر من نصف اليوم وباقي اليوم اخرج لاستاق حريتي المربوطة عند مرآب سيارتي لانطلق اتجرع يومي الباقي ولااعود الا آخره مترعا بالشوق والحنين الى مخدتي العزيزه , خنقتني حقا هذه القيود في تلك الأيام وشعرت بالملل من جلوسي في قفصي الزوجي العزيز ولأول مره منذ شهر حينما كنا نغر د انا وتلك الرائعة أيما تغريد ولم تكن تلك الايام الا سجنا في الجنة كما تصورت لم ارد الخروج منه وانتهت تلك الايام المعدوده , تحملت في ايامي الحالية هذه القيود وتأهبت لاتعود عليها فانا رجل جديد اتحمل مسؤولية هذه المرأة التي هي نصفي الآخر فانا الآن رب عائلة وصاحب منزل مستقل ومسؤوليات يجب علي ان اراعيها في هذا المنزل الذي يجب ان يكون سعيدا , ومازادني ولم يخفف علي ان تلك الزوجة الرائعه ابتعدت بها عن اهلها في مدينتها الى مدينتي البعيده ولم تتعود على ذلك قبلا , فبدأت الكآبة تحتل جزءا من وقتها فهي تقترب من البكاء حين تريد الضحك وتلوذ بالصمت حين تريد الكلام وتتكلم بأنة حين تخاطب الوقت كأنها طفلة ابتعدت عن اهلها وستزورهم القرن القادم , مرت عليّ وعليها تلك الايام وبدأنا نلوذ بالصمت كثيرا فيما بيننا حتى استقامت ايامنا صمّاء ساكنه, فأرسلتها الى أهلها بعد اول شهر زواج لتزور اهلها الذين مالبثت ان اشتاقت اليهم لتزورهم بعد غيابها الطويل جدا عنهم , ردت الى بعد شهر , فلم تلبث حياتنا تحسنا ملحوظا حتى انتكست , فلست أرى فيها عاشقتي المحبه كما تصورت قبل الزواج بل اراها امرأة اخرى قدرها ان تتزوجني وفقط وهي كذلك شعرت بي , لااخفيكم اني اكره كلام الحب الذي اقوله زورا وبهتانا لها لاني لااصدق معانيه العذبه عندما تقوله شفتايلها , فانا اتقن حروفه والفاظه ولا اقصده حقيقة , صرنا زوجين ورقيين بعد ثلاثة اشهر من الزواج , صارت تقنيات الحب مملة عندي في واقع الامر وصرت اعاشرها ببرود وبدون اي وله كنت اشعر به في اول الامر
صارت مجرد حركات روتينيه ميكانيكيه تؤدي الى غرض الانجاب فقط , بل تطور الامر وصرت اكره الجنس معها بالتحديد , بصراحه شديده تزعجني وتض مضجعي اقول لكم اني صرت لااشتهي زوجتي عندما اراها حتى لو تزينت وتبرجت وتجملت لي لااعلم لماذا وكيف ولكني صرت اسكن جسدا عندما تقبل عليّ وصرت امارس حياتي الزوجية معها بروح مقتوله , سكين قتلها هي الصدمة المره من كل شئ مر عليّ ولم اتوقعه حتى مع ثقافتي ونضجي الفكري السابق , شئ مر علي ّ فأزاح كل الجمال الهائل من رأسي المتعب عن الحياه الزوجيه الهانئه
هذا فصل بسيط اعيشه ويتعايش معي حتى الآن وهو جزء من المرارة انسجها حروفا تقطر حبرا اسود كاتم اللون يتوافق مع حلكة ليل زواجي
ولكني احاول واحاول كثيرا والله يعلم ذلك , ادعو الله تعالى ان يلهمني الصبر لاجد الحلول مهما ابتعدت عني , وذلك امر جيد حتى اتحمل ما أنا فيه
وانا اعلم ان كثيرا غيري من القراء قد مروا بجزء او حتى بجل مشكلتي فهي مشكلة تقبل صدمة التغيير وتقبل واقع غير متوقع .
في الحقيقة صدمت باني اعيش حياة ورقيه هي مجرد ورقة كتب عليها زوج وزوجه فقط !