في الواقع أن تماثل المستوى العلمي بين الاثنين ليس شرطاً أساسياً لنجاح العلاقة الزوجية، فقد تكون الفتاة حازت على شهادة متقدمة، لكن الشاب قد يملك خبرةً متقدمة والعكس ، لأن العلم لا يعطي أحياناً خبرة.
ولنفرض أن هناك مهندسة، وشاباً تاجراً خاض تجارب كثيرة في الحياة، فقد نراه متفوقاً عليها في أكثر من مجال ودائرة، لأنه يملك فهماً اجتماعياً ووعياً مسؤولاً.
لذلك، ليس من مشكلة أن تتزوج المتعلمة والحائزة على شهادة في الهندسة أو الكيمياء أو الفيزياء مثلاً من رجل يمتلك فهماً اجتماعياً ووعياً للواقع ويملك خبرةً وتجربة، وبذلك نحصل على تكامل بين الاثنين، فهي تملك ما ليس يملك، وهو يملك ما ليس تملك.. ولكن، هناك تعقيدات كثيرة تعرقل تطبيق هذه النظرة في مجتمعنا، ومن عُقَدِه أن الشاب الجامعي يعتدّ بنفسه وينظر إلى الفتاة من فوق، فيما تنظر هي إلى مَن هو أقل منها ثقافة علمية من فوق، أي أن النظرة الدونية إلى من هو أقل علماً هي السائدة في مجتمعنا.
ولا شك أن مثل هذه النظرة لا تنسجم مع الرؤية الإسلامية إلى طبيعة العلاقات بين الناس، ويكمن الحل في إيجاد نظرة متوازنة إلى الناس والأشياء، ذلك أن التفوق هو مسألة نسبية، لذا يفترض أن نعرف ماذا عندنا، وماذا عند الآخرين، فليس هناك إنسان متفوق على إنسان بالمطلق.. وليس التفوق العلمي عند الزوج أو الزوجة هو الذي يحقق السعادة.. فالسعادة لا تحصل من خلال المعادلات الفيزيائية أو الكيميائية، ونحن لا نستطيع أن ننقل الجامعة إلى البيت، ونحن كمتفوقين أو غير متفوقين متساوون في ذلك.
إن على الإنسان أن يعيش حياته العادية في البيت، واختلاف المستوى العلمي لا يكون دائماً سبباً في عدم التفاهم، إنما المطلوب أن نعرف كيف ندير هذه العلاقة وفق معيار اعتماد العقل كمرجح في الارتباط أو عدمه. لهذا دائماً، لنعتمد على العقل بنسبة 75 في المئة وعلى العاطفة بنسبة 25 في المئة لتقرير مصير الارتباط، ولكننا نعمل عكس ذلك، كأن تكون نسبة 99،99% عاطفة، والفاصلة الوحيدة عقل