أخي أسير الأحزان
حقيقةً هناك بالفعل بعض العادات المجحفة التي لا فائدة منها بالفعل .. والتي تصبح حجر عثرة أمام البعض .. وتؤدي إلى عرقلة مشروع الارتباط دون مبرر مقنع.
ومنها إصرار بعض العائلات والقبائل أن تزوج بناتها من شباب نفس العائلة .. وترفض رفضاً باتاً قبول أي شاب من خارجها باعتباره غريباً.
إضافةً إلى ما ذكرته عن حكاية العبيد والأشراف.
وإنا وإن كنت أرى في الحالة الأولى شيئاً من المبالغة غير المبررو .. إلا أنني بصراحة لا أملك إلا على احترام الحالة الثانية والنظر إليها بعين الاعتبار.
فيا أخي صحيح أن أهم معيار يجب أن يقوم عليه الزواج هو الدين والأخلاق .. ولا جدال في ذلك بالطبع ... ولكن هناك شيء آخر اسمه الكفاءة.
وما شرط الكفاءة إلا لمزيد من ضمان استقرار الحياة الزوجية واستقامتها .. وتجنب حدوث ما يمكن أن يمثل تجريحاً من أحد الطرفين أو إساءة للطرف الآخر.
نعم قد لا أرفض زواجاً فيه فروقاً اجتماعية أو مادية أو ثقافية كبيرة .. ولكن هل تضمن في المستقبل ألا يعاير الطرف الأعلى الطرف الأدنى بوضعه الاجتاعي أو المادي أو الثقافي المتدني؟؟
وهل تضمن ألا يكون الطرف الأدنى متحسساً تجاه أي كلمة أو إشارة من الطرف الأعلى فيعتبرها إهانة أو انتقاصاً .. حتى لو لم تكن مقصودة بالفعل؟؟؟
لا ضمان لذلك يا أخي .. لأن الإنسان في الغالب يظل أسيراً لوضعه أياً كان هذا الوضع.
وحسب معلوماتي المتواضعة يا أخي فإن السيدة زينب بنت جحش التي زوجها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من زيد بن الحارثة رضي الله عنه كانت في البداية رافضة لهذا الزواج، ولم تتقبل فكرة أن تتزوج من عبدً .. وما رضيت بعد ذلك إلا امتثالاً للأمر الألهي الذي جاء في القرآن الكريم (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أنْ يكون لهم الخِيرة من أمرهم) .. ولكن رغم ذلك كانت الخلافات بينهما بعد الزواج حتى طلقها زيد.
الشاهد في الكلام أن الكفاءة ضرورية في أمر عظيم مثل الزواج إذا ما أريد له الاستمرار والحد الأدنى من النجاح.
لا نقول بالطبع أن تصل المسألة لحد التضييق الشديد .. ووضع العراقيل والمبالغات التي نراها من البعض .. ولكن هذا لا يمنع أن نعمل على تحقيق الحد المقبول والمعقول من التكافؤ بين الزوجين.
مع تحياتي
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.
التعديل الأخير تم بواسطة مهره ; 21-08-2003 الساعة 10:13 PM