ارجوكم ساعدوني!!!! .. بماذا سأرد عليه ؟؟؟
إخواني وأخواتي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : قبل كل شيء أعذروني على الإطالة في الموضوع ولكن أتمنى منكم قراءته كاملاً لتتمكنوا من مساعدتي ..... وكذلك اعتذر لتقسيمه ولكن لم تسمح قوانين المنتدى بضمه كاملاً.
لجأت إليكم هذه المرة كما أفعل ويفعل غيري دائماً فأنتم أهل الرأي والمشورة حتى في أدق تفاصيل حياتنا اليومية التي نعيشها وهذا ليس بمدح ولا بإطراء ولكنها حقيقة لاتغيب عن الأعين ولا عن القلوب ، سأحكي لكم وقائع قصة سردها لي صديقي الذي عاش بركان من الألم والأسى يكاد أن يثور بما فيه فيدمر مابناه طوال تلك السنين التي خلت هانئاً متقلباً في النعيم تكلم بفرح وسرور طوال أيامه لأنه لا يعلم أن سيتحدث إلى في يوم من الأيام بمرارة وألم ، لم يدر بخلده أن يوضع بين خيارات لا حلو فيها ولا مجال حتى للاختيار. وإليكم القصة كاملة .
جلس أمامي ذلك الصديق وقال لي بأن ما سأقوله لك هو واقع كتمته عدة سنين علي أن أهرب منه وأرتاح ولم أكن أعلم بأن ذلك الذي ظننته الماضي لم يكن إلا مارداً نائما ما لبث أن استفاق من غفوته ، لأحدد معه مصيري وأعيش إما به أو بدونه .
تكلم إلى بحرقة وألم يحكي معاناة دفنت له في المستقبل ليجدها عندما يصبح سعيداً بحاضره ، فتقتل تلك السعادة وتحولها إلى كابوس يطارده ليل نهار ، في نومه ويقظته ، في دفاتره وأوراقه وحتى في كلمات جريدته ..
يقول والحديث له : ولدت في هذه الحياة ابناً باراً بوالدتي ووالدي .. أحبهم ويحبونني .. أبر بهم ويعطفون علي ، وكتب الله أن أكون الوحيد لهم من الذكور فرضيوا بما قسم الله لهم في هذه الحياة الدنيا وكان لي من الأخوات ثمان .. فكان والدي ووالدتي حريصان كل الحرص على تنشئتي التنشئة الإسلامية السمحة .. وكانا لا يرفضان لي طلباً وكانت أحوالنا المادية ميسورة ولله الحمد .. درست في كنفهما وكنت المتفوق بين أقراني دائماً – وأني لأشهد له بذلك – أتممت الدراسة الثانوية بما حملت معها من أيام المراهقة وظروفها ثم أردت أن ألتحق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ( وأعذروني على إيراد التفاصيل ولكن لأتم لكم القصة بما سمعتها ) يقول والكلام لصديقي : رفض والدي الفكرة من أساسها لأنه لم يكن يريد أن أبتعد عنه ولكن إصرار والدتي عليه جعله يوافق على ذلك مع أنه كان يحلم أن يراني معلماً .. وافق على امتعاض فدخلت اختباراتها ولكن الله لم يجعل لي فيها نصيب ، فلم أقبل فتذكرت أن والدي لم يكن راضياً علي عندما قبل بذلك ولكن ليرضيني ويثبت لي بأن طاعة الوالدين مقدمة على كل شيء بعد عبادة الله وطاعته .. فتذكرت حلمه القديم فتقدمت إلى كلية المعلمين التي في مدينتي الجميلة فأراد الله لي الالتحاق بها فتخصصت تخصصاً علميا كما أراد وهو ( الرياضيات ) يقول وعندما كنت في السنة الأولى فاتحتني أمي في موضوع الزواج وأن رغبتها هي وأبي أن يرياني متزوجاً وأن يريا أولادي وأنني أنا الابن الوحيد لهما ومن هذا القبيل .. ولم أكن حينها ذلك الشاب الناضج الذي يزن الأمور بميزان العقل والمنطق بل كانت أفكار المراهقة لا تزال معي إذ لم أكن تجاوزت التاسعة عشر من العمر ذلك الوقت وذلك قبل ما يقارب العشر سنوات وكانت أحوالنا المادية قد تحسنت كثيراً حينها . يقول فوافقت على الفور دون تردد ولكن من سيرضى بالزواج بي وأنا لا زلت طالباً ؟ لم تكن والدتي قد أقدمت على هذا الموضوع إلا وقد جهزت كل شيء من قبل أن تفاتحني فيه .. يقول فلم تتردد في الإجابة علي فقالت عندما كنت صغيراً لا تزال في العاشرة من عمرك اتفقت أنا وأبوك على هذا الموضوع لأننا لم نكن نريدك تصل سن العشرين إلا وقد تزوجت فخطبنا لك (ابنة خالك فلانه) وقد وافق أبوها في ذلك الوقت على أن نخبره إذا أصبحنا جاهزين ليفاتح ابنته في الموضوع بعدما تكبر وتكون أنت قد كبرت، فأجبت أنا بدوري فلانه ؟؟؟ قالت نعم وقد انضم إليها أبي حينها .. كنت أذكر تلك الفتاة الجميلة عندما كنا أطفالاً صغاراً لا نتجاوز العشر سنوات .. عندما كنا نزورهم ويزورننا يوم أن كانوا في منطقتنا ولكن ظروف عمل والدهم ( خالي ) أجبرته على ترك المنطقة من مدة طويلة فلم أرها من ذلك الوقت .. نظرت في ذاكرتي القديمة فوجدتها هي بالفعل زوجة المستقبل .. وافقت فوراً ولم أتردد في ذلك فكررت والدتي علي السؤال هل نكلمهم ونخطبها مرة أخرى ؟؟؟؟ قلت نعم توكلوا على الله .
وبالفعل كلم أبي خالي وذكره بما كان وسبق فلم يبدي ذلك الخال أي رفض وإنما وافق مبدئياً على أن يأخذ رأي البنت ويذكر أمها ... مرت أيام كأنها سنون .. كنت أحلم بها في الليلة عشرات المرات وأتخيلها حتى في الماء الذي أشربه وكنت أبني للمستقبل الذي سينتظرني معها .. حتى أتى الرد بالموافقة من جميع الأطراف ولكن بشروط عدة كانت قاصمة بالنسبة لنا ولكننا لم نرفضها وإنما قبلناها على مضض ..
طلبوا عدة أمور أولاً سأعقد عليها في الصيف القادم ولكن الزواج عندما أتخرج لكي لا تكون سبباً في تعثري وتأخري في دراستي ( من باب الحرص علي ) والسبب الثاني لصغر سنها حيث لم تبغ السادسة عشر بعد فقبلنا بذلك وثانياً لعلهم ينتقلون في هذه المدة إلى مدينتنا ويعودون إليها فيصبحوا قريبين منا ومن ابنتهم بعد الزواج وغيرها من الأمور التي لا يستحق المجال لطرحها .. وافق أبي وأمي على ذلك ووافقت من موافقتهم وعقدت عليها في صيف ذلك العام وكانت كما أذكرها جميلة رقيقة عالية الأخلاق والتهذيب لا أريد أن أفراقها وكان ذلك في نهاية السنة الأولى من الكلية .. أتى بعد ذلك الصيف الجميل فراق أحبتي فكنت كما المجنون أبكي وأندب حظاً عاثراً سيبعدني عنها ولكنه سيبقى الروح معها . وأتى بعد ذلك أعوام طوال كنت أتحدث إليها بين وقت وآخر ولكنها أحياناً قليله في الهاتف وأحياناً أسافر لأزورهم ولم يكن السلام مغزى ولكن من سأبلغه السلام ..
مرت الأعوام الثلاثة واقترب موعد التخرج كنت أدرس واجتهد لأتخرج بأسرع ما يمكني ظناً مني أني سأطوي السنين وأنهيها ويا ليتها لم تنتهي .. عادت إلي أمي من جديد لتذكرني بالموعد الذي ظنت أني سأنساه ولكنها لم تكن تعلم بأني أحاول في ثوانيه أن تنتهي حتى أقترن بتلك الحبيبة لقد أحببتها حباً عظيماً حتى أنني كنت أسمي كل ما أحب ويعجبني باسمها وكنت أضع أسمها على وسادتي علي أراها في أحلامي دائماً .. كان ذلك الحب ضرباً من ضروب الخيال والعواطف الكبيرة .. لم تسعني الدنيا من الفرحة عندما قال أبي إنه سيكلم أباها لترتيب أمور الزواج ولم يكن يعلم بأني قد بنيت كل أواصر المحبة والغرام .. حادثهم أبي أخيراً وكنت أضع أذني على السماعة الأخرى كي استرق ما استطعت من الحديث لم يكن ذلك الخال متحمساً جداً عندما خاطبه أبي بل طلب منا إمهاله بعض الوقت ليشاور زوجته وابنته في ذلك وكان ذلك قبل 7 سنوات .. انتظرت الرد بفرحة شديدة وعارمة لم يسبق لها مثيل وكنت أراقب الهاتف بين حين وآخر علي أن أنال البشرى والخبر .. ولكن ذلك الانتظار طال حتى امتد أسبوعاً كاملاً لم أكن أحادثها كثيراً وبلغة أكثر جرأة لم أكن استطيع ذلك إلا في أوقات نادرة وكنت عندما اتصل ويرد على والدها أو والدتها كنت أقفل الخط مع أنهم كانوا يعلموني أني أنا المتصل ولكن لأن وضعنا كمجتمع خاص لا يحبذ كثرة المكالمات ولم تكن هي ذات حرص على ذلك إلا عندما أتصل أنا .. المهم أنني انتظرت كثيراً وكثيراً .. ومر الأسبوع الثاني ولا أثر .. ولكن كنت ألاحظ على والدي بعض التغير الذي كانا يحرصان على ألا يظهر .. فوالدي لم يكن يريد التحدث إلى كثيراً وكأنه يهرب من أمر ما .. وأما والدتي فكانت تنظر إلي بين الحين والآخر بعين الرحمة والشفقة !!! كنت ألاحظ ذلك حتى من دون أن يتكلما أو يعلنا ما عندهما .. وحين كنت أسألهم عن موضوع الزواج وما تم فيه لم أكن أجد الإجابة بتاتاً على سؤالي وربما أسئلتي المتتالية !!! وأخيراً استدعاني أبي إلى غرفته وأمرني أن أقفل الباب ثم تحدث إلي صراحة وياليته مافعل .. فقال يا بني أنت شاب لك وضعك الاجتماعي الخاص الذي يجعل كل فتاة تتمنى الزواج بك ولكن .. ولكن .. ولكن .. خالك طلب مهلة إضافية حتى تتخرج ابنته من الجامعة ومن ثم يمكنك الاقتران بها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ... آآآآه ليتك لم تقل ذلك يا أبي – أقولها في نفسي – أيعقل أن يقول ذلك أم غيره؟؟ .. أمعقول أن انتظر ثلاث سنوات أخرى ؟؟؟؟ أذهب الحب في ليلة ظلماء إلى حيث لا رجعه ؟؟؟؟؟ لا.. لا ليس هو من قالها وليست هي من سيقولها ولا أمها ولا أختها ولا أحد في الدنيا سيقولها لي ... أمتأكد من ذلك يا أبي ؟؟؟؟ قال نعم !!! لقد قتلتني تلك الكلمات .. لم تكن تلك هي الكلمات فعلاً التي رد بها أبوها ولكن أراد أبي أن يخفف من وقع الصدمة علي .. ولأن أبي كان يعرف طبيعتي فقال لي ذلك.. لم يكن ما قاله أبوها إلا أن ابنته لا تريد الاقتران بي وتريد أن تكمل دراستها الجامعية وتتفرغ لحياتها العملية فيما بعد، وبعده تفكر في الاقتران من عدمه. وربما غير ذلك. ولم يرد أبي أن يقتلني بكلماته وإنما رأف بحالي فظن أنه سيقنعني بما قال .....
صدمت حينها صدمة لم أصدم بمثلها من قبل لم استطع الرد وقتها ولا الحديث وكأنها لحظة السكون العظيمة لم أكن أتخيل أن يمر بي مثل هذا الموقف يوماً ما .. وقطع أبي ذلك السكون الرهيب مرة أخرى .. ماذا تريد أن تفعل يا بني ؟؟؟؟ ترى ماذا سأفعل بل ماذا سيفعل من في مكاني ؟؟؟
أقول لنفسي مرة أخرى لماذا ؟؟؟ وماذا عملت بل ما هو السبب الحقيقي في ذلك ؟؟؟؟ دارت أسئلة الدنيا كلها في رأسي وقتها ؟؟ ثم قطعت سكوني فجأة وخرجت من عنده وهو ينادي لم استطع الإجابة عليه من هول ما بي أخذت أمواج الحياة تتلاقف أفكاري بينها ... لم يكن وقتها المشكلة في الرفض ولكن لماذا الرفض وفي هذا الوقت بالذات ؟؟؟ لماذا صبرت على كل تلك السنين إذا كانت لا تريدني ؟؟؟ أيعقل أن يموت ذلك الحب في لحظة ؟؟؟ أيعقل أن ..لا... استغفر الله ربي ............... التتمة في الجزء الثاني