زوجــي العــزيــز .. سامحنــي !!
بسم الله الرحمن الرحيــم
أخوتي الأعضـاء الأفاضــل
جئتكم اليــوم ، وبذهنــي ســؤال ، نصل سيف على مشاعــري
فأنا بحق ، خائفــة ، قلقــة ، متوتــرة
أود أن أصــرخ بعالــي الصــوت .. علّ حرقتــي تصــل زوجــي في بلــده .. فيسامحنــي ..
رحمــاك يا أرحـم الراحميــن
***
أود أن أعلمكم بادئ ذي بدء عني أمراً
فأنا بخصــوص علاقتــي وزوجــي ( خطيبي ) كتووومة لأبعــد الحــدود
حتــى أهلـي ، وإخوتـي ، بل والدتــي ، وأقــرب النــاس إلى قلبــي
لا يعلمــون حقيقة علاقتــي وزوجــي
أمر جيــد أليــس كذلك ؟
حتى أنني انــموذج يحتــذى به ، ومثــال الزوجـة الصالحــة بين صديقاتــي
فدومــاً ما أسمعهــن يتهامســن ، وقـد يصرحــن ، ياليــت لنا منطــق عبيــر وحكمتهــا
إنهــا لم تتكلــم يومــاً عن زوجهــا ، واسمــه ننســاه إن لم نحاول تذكره بين الفينة والأخرى
ولكن
وآه من كلمــة لكــن
معهــا شعـرت بالدنيــا حولــي تنهــار
والمشــاعــر تهــان
والأحاسيــي تــذل
وآه من كلمــة لكــن
خســرت ذاتــي ، وأمــام من .. أمــام ذاتــي
فمهمــا كنت في نظــر النــاس شامخــة قويــة
إلا أنني في نظــر نفســي مهانــة كسيــرة
آه ثم آه وألف آه
ليتكــم لما يعتمــل بداخــلي تدركــون
***
أعــزائــي ..
منذ لحظات .. حادثت إحـدى أعـز صديقاتي على قلبي
متزوجــة منذ عاميــن
تطرقنــا لحديث معتاد عن تجهيــزات الزفــاف
وشيئــاً فشيئاً جرتنا الأحاديــث حتى تشعبت
فمن ليلة الزفاف ، للسفر ، لنفسيات الرجل ، لتوتر العمل ، ... الخ
ومن بين جملة ما تحدثنا عنــه بطبيعة الحال ( ليلة الدخلة )
أو بالأصــح كان هذا هــو المدخــل
فمن إيــلاج ، لمبــادرة ، لتلميحات
حديث في نطــاق الأدب ، لا تجــاوز فيه ، ولا مسميــات ، مجرد تلميحات واللبيب بالإشارة يفهـم
إلا أن حديثـاً خـلف حديث
وكلمــة خـلــف كلمــة
فتحت لنا أبواباً ومنافذ لم نتوقع ولوجها يوماً
فإذ بي أحدثها عن ذاك اليوم الذي زارني فيه زوجي
وعن انتظاري ، عن لهفتي وأشواقي ، ( والتي لا يعلمها أحد سوى رب العالمين ثم أنتم ، فالخجل كما تعلمون
يمنع الفتاة من التصريح بمشاعرها حتى لأهلهــا )
ثم كيف هــدأ من روعــي ، ثم وثم وثم
تحدثت هي عن زوجهــا ، عن علاقتهــا به ، عن شجارهمــا ( صديقتــي مثلي كتومــة ، لا يعلم أحد عن بيتها شيئاً ،
حتى والدتها ، إلا أن هذه المكالمة كانت مختلفــة )
ومن ثم
اتخذ الحديث منحى آخــر
فإذ بنا نتحــدث عن العلاقــة الحميمــة
وعلى الوجه الذي ذكرته لكم سابقاً
***
أغلقت سماعة الهاتف ، ودقات قلبي تتسارع
ترى ، هل أخطأنا ؟؟
إنني خائفة ، حائرة ، متوترة
مالذي حدث ؟
كيف أفلت مني لساني ؟
بل كيف أفلت منها لسانها ؟
كيف تجرأت وحدثتها عن زيارة زوجي لي ؟
كيف خانني لساني فقلت لها أنه أحضر لي تلك الهدية ، وأنه قال لي كذا ، وقلت له كذا
أوااه كيف حدث هذا ، كيف ، وأنا المتماسكة دوماً ، فلا أحد يعلم أسعيدة أنا أم شقية
يا إلهي .. رحماك
زوجــي الحبيــب .. أرجــوك سامحنــي .. فهــي أولى المــرات .. وبإذن الله آخــرها
***
أعزائي ..
أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها { أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء
قعود عنده فقال لعل رجلا يقول ما فعل بأهله , ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها , فأرم القوم أي بفتح الراء
وتشديد الميم أي سكتوا من خوف ونحوه , فقلت أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن . قال لا تفعلوا
فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون } .
***
وأخرج مسلم وأبو داود وغيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن
من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه } .
وفي رواية { إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها } .
***
وروى البزار عنه مرفوعا { ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق بابا ثم يرخي سترا ثم يقضي حاجته , ثم إذا خرج حدث
أصحابه بذلك . ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها , فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها . فقالت امرأة
سفعاء الخدين والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون . قال فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك كمثل شيطان لقي شيطانة
على قارعة الطريق فقضى حاجته منها ثم انصرف وتركها }
***
أود أن أسألكم أحبــائــي ..
ما هي حــدود أســرار العلاقة الزوجيــة ؟
وإلى أي مــدى ينبغي التكتم عليها ؟
فنــدت حديثي عن زوجي إلى ثلاث أنــواع :
1. حديث عادي عن صفاته ، بأنه كريم مثلاً ، أو عصبي جداً ... الخ من الصفات
2. حديث عن الأمور اليومية الحياتية ( كالشجارات التافهة ، العصبية بسبب أمر ما ، ... الخ
3. حديث عن أمور الجماع خاصة
***
فما هي الخطوط الحمراء التي يجب على الزوجة عدم تخطيها ؟
في رأيي ..
على المرأة أن تحترم علاقتها وزوجها ، وأن لا تصرح أو تلمح بها لأي من كان ، وبهذا فإنني أشمل الأنواع
الثلاث السابقة جميعها
ولكن
هل لســان المــرأة قابل للترويــض ؟
***
شاركــوني الــرأي ، وإلا .. فلا أقــل من التخفيــف عنــي حرقتــي ، بكلمــة بها القلــب يشفــى ، والغليــل يرتوي
***
دمتم بود جميعاً