............ واكتشفت انني تزوجت والدتي !!!
عندما تزوجت زوجتي انتقيتها من وسط عشرات الفتيات اللواتي مررن في حياتي , سواء من الاقارب او المعارف او من صديقات اخواتي .
كانت صورة امي -دون شك- ماثلة في ذهني وهي تكدح منذ الصباح المبكر وحتي يعود ابي في ساعة متأخرة من الليل , فيما بين غسيل وطبيخ وخياطة ملابس تمزقت بسبب الشقاوة والعفرته و كي الملابس الي اخر كل هذه الواجبات المنزلية التي اندثرت في جيلنا هذا ولا ادري كيف ولماذا ؟؟!
لا اذكر انني احببت زوجتي هذا القدر من الحب الذي يدفعني الي مسؤولية الزواج ولكنها كانت الانسب فيما عرض علي , و اعتقد ان زوجتي هي الاخري لم تحبني ذلك الحب الذي يجعلها تضحي بأي شئ من اجلي ... كنت عريسا ملائما من كل الوجوه فقبلني اهلها كما قبلتني هي وتزوجنا , وكنا سعيدين تلك السعادة الفاترة التي لم نقرأ عنها في القصص ولم نشاهدها في الافلام او المسلسلات !!!!
لا اريد بهذا الحديث ان اصدع رؤوسكم بقصة حيالتي ولكنني احب ان احكي لكم هذه الحكاية .
كنا سعيدين , دبرنا امورنا منذ البداية تدبيرا جيدا, ووضعنا النقط علي الحروف بشكل واضح لا لبس فيه, وعشنا في قناعة مثلنا مثل غيرنا من الناس , نسعد بتلك الاشياء الصغيرة التي اذا ما وجدت في حياتنا جعلت لها طعما خاصا .
وعندما أنجبنا ابننا الاول - عمر - ازدادت بالطبع سعادتنا خصوصا بعد ان انتقلت والدتي للعيش معنا بعد وفاة والدي ووتولت هي امور الصغير وتركتنا لننعم بحياتنا كما يحلو لنا .
ثم بدأت الوالدة في دخول المطبخ لتولي مهام البيت, ووجد ذلك صدي طيبا من زوجتي خصوصا وهي تعود من عملها في غاية الارهاق . وتحول الموقف بعد قليل واخذ يزداد تعقيدا , عندما اصبحت الوالدة تمسك دفة الامور كلها في البيت وتوجها كما تشاء كما كانت تفعل في منزلنا مع ابي و قبل زواجي , واصبحت مسؤولة عن كل طلبات البيت وحتي الصغير عمر ثم اضفنا له اخته نادين , و اصبحت زوجتي ظلا باهتا لا تأثير له ولا حضور في امور المنزل بل وحتي تربية الاطفال ...... ارتضت لنفسها ان تصبح ضيفة في بيتها وعلي اطفالها .
ووجدت نفسي وكأنني قد تزوجت من الوالدة الحبيبة !!!!!
كانت زوجتي سعيدة بهذ الوضع المريح جدا بالنسبة لها , فكل امور المنزل تدور كما الساعة , وهي متفرغة لعملها صباحا اوالذهاب لبعض الزيارات الاجتماعية بعد نومة القيلولة ثم الاستعداد لعلاقتنا الحميمة في المساء !!!
كنت في غاية القلق والتوتر من النتائج المحتملة علي علاقتنا الثنائية و الاسرية , وكثيرا ما ناقشت معها الامور بغاية الوضوح .....دون ان اصل معها الي حالة من الاقتناع لتغيير هذا الوضع .
وكنت اتسأل بيني وبين نفسي ماذ سيحدث لنا اذا - لا سمح الله - مرضت او الم بها مكروه ؟؟؟
طيب وبعدين ؟؟
كنت اجد والدتي وقد أطلت من عينها نظرة كأنها تستغيث , ولانها كانت مسؤولة عن كل ما في البيت .... كانت تعاني معانة صامتة وان كنت اسمع صرخاتها في النظرات المتوسلة حينا والمتحسرة أحيانا , حتي جاء هذا العرض في الوقت المناسب .
لابد لي من ان اعترف ان الامر لم يكن سهلا ابدا عندما اقترحت علي الوالدة ان تذهب الي بيت اختي التي تعيش في مدينة اخري حتي تستريح قليلا من همومنا ....
وما بين الاكتئاب...... والعصبية ..... واهمال واجباتها الزوجية كانت حياتنا تدور
لانها - كما كانت زوحتي تقول - تشعر انها تدور في طاحونة مخيفة دون ان تري لهذا الوضع نهاية .
وفوجئت بأن المناقشات بيني وبينها اصبحت تتخذ طابعا عصبيا للغاية لدرجة ان صوتها كان يعلو فيستفزني , ليعلو صوتي فوق صوتها فيستفزها , وتتشابك كلماتنا وتتصارع ولكنني كنت مصمما علي اجراء الجراحة لتعود الامور كما كانت من قبل .
ومر عامان .................
عامان من عمر الزمن , ولكنهما كان قرنين في عمر حياتي مع زوجتي
................... اضفنا ابنتنا دينا الي اخويها عمر ونادين
__________________
اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن ..واعوذ بك من العجز والكسل .. واعوذ من الجبن والبخل ... واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
[كيـف تحمـلُ هـمَّ الإجابـة، وربـك منـك قـريـب إن دعـوتـه ؟
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
[>>> ليس المهم كيف نتفق ولكن الأهم كيف نختلف بدون جرح وبدون حقد ( وبقدر مانرتفع عالياً نبدو صغاراً لهؤلاء الذين لايعرفون أن يطيروا >>>
التعديل الأخير تم بواسطة ابو حلموس ; 15-12-2005 الساعة 01:19 AM
15-12-2005, 01:15 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري