عين المجتمع للمطلقة هي عين سطحية تنظر بمنظور ظالم ( مشاركة بالمسابقة ) - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المطلقات والأرامل والمتأخرات يعتني بالمطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-2005, 11:43 AM
  #1
فجر الفتون
عضو جديد
 الصورة الرمزية فجر الفتون
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 27
فجر الفتون غير متصل  
icon51 عين المجتمع للمطلقة هي عين سطحية تنظر بمنظور ظالم ( مشاركة بالمسابقة )

بسم الله الرحمن الرحيم ..

في الحقيقة اخترت أقرب موضوع يمسني ألا وهو الطلاق وأسبابه وحلوله ..

وأنا واحدة كتب لها القدر أن تكون ضمن هذه الفئة من المجتمع وهي لم تحسب حساباً لذلك ولعل طبيعتي المرحة وحياتي المستقرة جعلتني أتأقلم مع هذا الواقع مع أنه في الحقيقة واقع مر على كل فتيات جنسي ..
في يوم ليس بالبعيد قبل أن يكون مصيري هو مصير أي فتاة واجهها واقع مر أختارت الطلاق كحل له .. كنت أنظر نظرة بعين المجتمع للمطلقات فأنا جزء لا يتجزء من هذا المجتمع ..
وبعد أن عشت التجربة وجدت أن عين المجتمع هي عين سطحية تنظر بمنظور ظالم ..
ماجعلني أكتب عن هذا الموضوع ليس المسابقة ولا حتى الجائزة ولكن لأول مرة أرى أحداً يولي إهتمام لهذه المواضيع المهمة بأن يضع مسابقة ويدعوا الكثير للمشاركة لجميع الدوافع ..
وكان لدي دافع من هذه الدوافع .. أني لم أعاني وطأة هذا الواقع إنما أردت أن أوصل رسالة لكل من هن في مثل عمري وحالتي ..
لم أعلم في يوم من الأيام أن الطلاق كان درساً عظيماً لي .. لا يشترى حتى بالمال .. كان خبرة وكان مصلاً يحمي ضد أوباء المستقبل ..
قبل هذه التجربة كنت فتاة يبلغ عمري عشرين سنة .. في وهج الحياة في ظل الترف والحماية .. كنت أشعر أني فتاة متمردة .. ولكن الحمدلله تربية أهلي لي منحتني الحماية لنفسي ضد كثير من أخطار هذا الزمن ..
ولكن شعوري الدائم بأني أعاني في داخلي من نقص لا أعلم ماهو .. كنت إنسانة تعلم ماهي مشاكلها ولكن تجهل ماهي الحلول ..
كنت متزعزعه لا أستطيع التفاهم مع الناس بلغتهم .. وكان لي لغتي الخاصة التي لم يفهمها أحد ..
كانت رواسب الماضي تلعب دوراً في تكويني النفسي .. وكان هناك نقطة سوداء تركت أثراً في تفكيري مدى حياتي ..
كان والدي في أيام طفولتي ومراهقتي .. يفضل أختي علي .. وكان ظالماً معي ..
في الحقيقة ماجعلني أشمل قصتي بهذه الرواسب هو أهميتها في خلق هذا الإنطباع الجديد الذي غير مجرى حياتي وكان اليد الخفية المساعدة على ذلك هي الطلاق ..
كنت أبكي كثيراً وأذهب إلى كنف غرفتي التي هي أحن الناس علي ., فأبكي في زواياها .. وتجري الأيام .. وفي كل يوم شكل جديد من أشكال التفرقة .. جعل عندي نوعاً من التعبير عن النفس .. وأصبح هناك شيئاً مختبئا داخلي أظهرته تلك المعاناه وهي ملكة الكتابة ..
أصبحت ألجأ إلى أوراقي .. وأسرد ما تكنه مجاهل نفسي .. ودموعي ليس لها معنى ..
وكنت أُترك في المنزل وأختي يأخذها أبي معه أينما ذهب وحينما كنت أذهب لأطلب منه أن يأخذني كان ينعتني بأنني كبيرة مع العلم أن بيني وبين أختي هذه أقل من السنتين ..
وكبر معي نقصي .. وأصبح هناك نوع من التمرد على كل الناس..
كنت أظن أنني عندما أكبر وتنتهي المفارقات .. تذهب في سبيل حالها .. لم أكن أعلم أن الماضي يحفر مكانا في لائحة المستقبل ..
انتهت المشكلة .. مرض أبي وكبرت أختي لم تعد هناك هذه التفرقة ..
أصبحت حياتي خليطاً من المشاكل .. أتاني زوج المستقبل .. وكان أول رجل يطرق باب بيتنا .. لم أفكر في كونه مناسباً لي أولا .. تزوجته ..هرباً من واقعي المجهول ..
تفاجأت كيف أصبحت الحياة مختلفة .. أصبح الرجل الذي أمامي عدواً .. كنت أرى وحشاً لا أدري لماذا .. كان مستواه المادي أقل مني بكثير .. مستواه العلمي أقل مني بشكل لا يحتمل .. كان التفاهم بيننا مستحيل ..
جلست معه قرابة الثلاث شهور .. ولكن الحمدلله لم يأت طفل يُظلم أيضاً في ظل هذه الظروف .. ذهبت إلى بيت أهلي .. وواجهتني المشاكل والصفعات والعذاب .. أخذ مني هاتفي الخلوي .. وواجهت شهوراً مريرة .. وبعدها تطلقت ...لا تتخيلون كيف كان هذا الطلاق فرجاً لي ... كنت سعيدة بشكل لا يوصف .. كنت أحس أنني في قبر .. ففتح لي ..وخرجت منه شعور لا يوصف ..
قبل أن أتزوج كنت عاقة في حق أمي .. ولكن بعد الطلاق تغيرت المعايير في تفكيري ذهبت أحاسيس الماضي بهذا الدواء .. أصبحت محبوبة بين الناس وبين أخوتي الذين كنت في يوم من الأيام أعتبرهم أعدائي جلست أنشئ شخصيتي الجديدة في سنتين تخيلوا وأصبحت إنسانة ناضجة كبرت في هذه السنتين ثلاثين سنة ..
لا تتخيلوا أن الطلاق كان عثرة في حياتي بل كان الجسر الذي أوصلني إلى الجهة الأخرى المضيئة في حياتي .. كثير من الفتيات يعتبرن الطلاق مصيبة عظيمة .. بل هو درس لمن يريد أن يتعلم .. لا تحزني على واقع يذوب مع أيامك .. فيصبح جزءا من تجاربك لا مصيبة من مصائبك .. الحياة جميلة حينما نفهم معانيها .. صدقيني .. حياتك ستكون أفضل حينما تترجمينها بصورتها الأفضل ..
أنا الآن أكمل دراستي وعمري 24 سنة أعيش سعيدة مع أهلي لم أعتبر نفسي يوماً مطلقة بل بلعكس .. أدرس اللغة الإنجليزية ولدي طموحات عالية .. وأنظر للمستقبل نظرة وردية متفائلة .. فماكان قديماً أفضل سيكون غداً أفضل منه .....
شاكرة لكم حسن الإصغاء ...
أختكم ..
فجر الفتون ...
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:24 PM.


images