
دمعة على عتبات العنوسة (مشارك بالمسابقة) >>>>>>سليل الجد
دمعة على عتبات العنوسة (مشارك بالمسابقة)
الحمد لله الواحد الصمد المعروف لكل أحد تعالى عن الصاحبة والولد وتشرف وتنزه عن الشريك والسند والصلاة والسلام على خير أحد نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله الأُسدْ أما بعد
أحببت أن أشارك في المسابقة بطرقتي وعلى لسان محبتي فبرأت سنان قلمي فصار يلمع في صفحات الأوراق وكأنه نجمٌ على صفحات الماء وهو وضيع فبدأت مشواري واستعن على ضعي بربي الباري وقلت :
كنت سائرا في رحاب مدينة الزهور التي تفوح منها العطور وتلجأ لها الطيور وأنا أسير وقلبي من التعب كسير وجنود الهموم مستوطنة في قعر قلبي وعششت أفراخها مررت أثناء سيري بسلة قمامة تخرج منها آهات وزفرات فتعجبت وقلت لعل في الخبر شيء غريب فاقتربت وشاهدت شيئاً غريباً ن يتصور القاري لهذه القصة ما هو
إنه قلب ممزق شرايينه تنزف ودموع أوردته تزفر ............!
فقلت : لمن هذا القلب ولما كُل هذا الثلب
فرد عليّ شخص من بين الأوراق فقال : إنه أنا
فقلت : من أنت أيها الحبيب
فقال : أنا الكسير الجريح الذي أنزف فقلت تتحدث عن القلب وما دخلك به
فقال : أنْا هو
فقلت : سبحانه الله قلب يتكلم
فقال : ولما العجب أوليس الصخر يتكلم وهل هو أفضل مني
فقلت : حاشا لله وإنما استغربت فقط .
فقال : سوف تستغرب أيضاً حينما تسمع قصتي .
فقلت : أولك قصة أيضاً .
فقال : نعم وهي سبب وجودي ها هنا فهل آخذ من وقتك النزر اليسير .
فقلت : كله لك أيها البشير .
فقال : قصتي بدأت منذ بداية دراستي فكنت من أوائل الطلاب وأفوز دائماً بالركاب ، فمرت بي السنون والأيام والليالي والأعوام وأنا على هذه الحال طرق أبوابي بيتي خطاب كُثر ورفضتهم بحجة الدراسة والحصول على المراتب العليا من العلم ولم أعلم أنني قليلة الفَهَم بل واستحق الشتم .
لأنني لم أعلم ما الله كاتب لي على صفحات القدر وكل إنسان ميسر لما خلق له وذات يوم طرق باب بيتي زائر غريب الأطوار فتحت له الباب وكان معه مفتاح الباب فقلقت من مجيئه قلت من أنت وما تريد ؟
فقال : زائر وضيف ثقيل يريد الاستقرار عندك وفي بيتك لأمد بعيد .
فقلت :ما كل هذه الوقاحة غريب ويريد الاستقرار عندي استأذن أولاً .
فقال : البيت بيتي
فقلت : سبحان الله فهممت بضربه فصعد على رأسي وقال انظري في المرآة لتعرفني جيداً
فنظرت فإذا هو بياض قد غطى شعري وشيب قد اشتعل وأقود ناره ووجاره في مفرق رأسي.
فقلت لما لم تقل لي قبل ان تأتي على غره فقال أنا آتي من غير قول ولا إخبار
فقلت ليتني ما ضيعت نفسي بالدراسة والوظيفة والجمل المفيدة ليتني سمعت كلام النصاح وليت وليت فنزلت دمعتي فأخذ منديل فمسحها هذا الزائر وقال لا زال في الوقت متسع فقلت بلغت الأربعين وهي قريب من الخمسين فقال يداك اوكاتا وفوك نفخ فقلت وهو تبقى شيئاً من عمري لأنتظره فأخذت سكيناً واستلت قلبها ورمتني في القمامة وها أنا ذا أتكلم معك لأحكي قصتي لمن أراد الاعتبار بها فنصيحتي لك يا أختي أن تتزوجي ولا تنتظري أحلام وردية وبروجاً عاجية وفوارس وهميه يبنيها الشيطان لك ليودعك على عتبات محطة العنوسة وهو يلوح بيده ويضحك عليك بمكر وخديعة .
فقلت يا لها من قصة محزنة تفطر لها قلبي فعسى الله أن يعوضك خيراً وسلمت عليه وتعلق بي شيئاً من دمه فمسحته بمنديل كان معي ورميته بالقمامة .
هذه القصة أيها الأخوة ليست من نسج خيالي ولكنها واقعية تحدث لكل فتاة أو شاب يأخر زواج لأيّ سبب كان فالزواج مصباح ينير الطريق لمن أراد التوفيق .
وعذراً على الإطالة ومحبكم على الدوام وفي الله سليل الجد .
حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم .