افرحي بضُرَّتِكْ
تخيلي أن زوجك اقترب منك بينما تتناولان الشاي في المساء، أمسك بيدك برفق وقرّبها نحوه ثم قال مبتسماً: ((حبيبتي.. أنت غالية جداً عندي، وحبي لك أكبر من أي أحد آخر في حياتي، فأنت رائعة جداً.. لذلك قررت أن أقترن بزوجة أخرى مثلك تماماً)).
ماذا ستكون مشاعرك؟!.
أحضر زوجك الزوجة الجديدة إلى منزلكما، كانت أصغر منك بدرجة تشعرين بالفارق بينكما. توافد الزوار إلى المنزل ليروها. كانوا يقولون لك: ((كيف حالك؟)) باحترام، ثم يتوجهون نحوها قائلين: ((ما شاء الله، انظروا ما أجملها، أليست رائعة؟!)) ثم يلتفتون نحوك سائلين: ((ما مقدار حبك للزوجة الجديدة؟)).
ونظراً لأن الزوجة الجديدة بحاجة إلى ملابس فإن زوجك يتوجه من حين لآخر نحو خزانة ملابسك فيأخذ بعض فساتينك ويعطيها إياها. وعندما تعترضين عليه يقول: ((لقد زاد وزنك وضاقت عليك هذه الملابس، ولكنها ستناسب مقاس الزوجة الجديدة تماماً)).
اعتادت الزوجة الجديدة على المنزل، وبدأ يزداد ذكاؤها وترتفع مهاراتها. وبينما كنت ذات مساء تحاولين معرفة الإرشادات لتشغيل الحاسوب الجديد الذي أهداك إياه زوجك إذا بها تدخل غرفتك وتسألك: ((هل يمكنني استخدامه؟.. أنا أعرف)). تقولين لها: إن ذلك غير ممكن، ثم تنفجر بالبكاء وتركض نحو زوجك. بعد لحظات يأتي زوجك ممسكاً بيدها وعيناها مملوءتان بالدموع ويقول لك: ما المشكلة لو تركتها تستخدم حاسوبك مرة وأنت مرة.. لماذا لا تشاركينها فيه؟!.
في أحد الأيام تجدين زوجك على الكنبة والزوجة الجديدة بجواره وهو يلاعبها ويضحك معها وهما في غاية السعادة. يرن جرس الهاتف فيجيب عليه، ثم يخبرك بأنه مضطر لمغادرة المنزل لأمر مهم. ويطلب منك البقاء في المنزل مع الزوجة الجديدة والانتباه لها والتأكد من أنها بأحسن حال.
وُجّه هذا السؤال – بعد استعراض المواقف السابقة – لمجموعة من الأمهات: ((ماذا ستكون مشاعركنّ؟)) اعترفت الأمهات بأنهن يحملن مشاعر حقد وحسد وضغينة ورغبة في العنف والإيذاء تختفي تحت مظهرهن الهادئ والمحترم. بل إن اللواتي اعتقدن أنهن يتمتعن بثقة عالية في أنفسهن لم تختلف مشاعرهن كثيراً عن الأخريات عندما وجدن أنفسهن مهددات بمجرد إيراد فكرة وجود ((أخرى)) تنافسهن وتشاركهن حياتهن.
ردود الفعل التي أبدتها الأمهات (ويمكن للآباء استبدال كلمة ((زوج)) بزوجة) تمثل إلى حد كبير مشاعر الأطفال عندما يرزقون بأخ أو أخت. ولذلك تأتي ردة فعل الطفل مصحوبة بالعنف والشراسة نحو القادم الجديد. ومما يجعل هذه المشاعر تزداد سوءاً مع مرور الوقت أن الوالدين يبلّغان طفلهما أن القادم الجديد سيسليه ويسعده، ثم يأتي الزوار ويطلبون منه إبداء مشاعر الفرح نحوه وهو يراهم يهتمون به، ثم يُطلب من الطفل مشاركته القادم الجديد في ملابسه وغرفته وألعابه.. إلخ.
من المهم جداً أن نفهم مشاعر الطفل عندما نرزق بأخ له أو أخت، وما لم ننجح في هذه المهمة فإنه سيكون من الصعب – وربما المستحيل – أن نتعامل معها بشكل إيجابي. فكما أن إحضار الأب لزوجة جديدة إلى المنزل لتشارك الأم في كل شيء أمر مؤلم، فإن الطفل يمر إلى حد كبير بمشاعر مشابهة لتلك، فكيف بنا إذا طلبنا منه أن يفرح به ويتقبّل هذا الوضع الجديد بالدرجة نفسها التي نتعامل بها مع القادم الجديد.
م ن ق و ل
__________________
أخصائية التجميل : HANDEA
سبحانك اللهم وبحمدك ..