"السلام عليكم...
اقتباس:
فقط أريد أن أنبه لنقطة... أن كنت تتمنى أن تكون أستاذ تعليم عالي... رجاءا أستاذ التعليم العالي هو ليس استاذ حامل شهادة بقدر ما هو أستاذ حامل علم... فلا تخض غمار هذا الطريق حتى تتمكن من تخصصك... وتجد في طلب العلم فهي امانة قبل كل شيء...
|
أولا ما دعاني لاختيارك بالأساس هي هاته الجملة المذكورة اعلاه فهي فعلا قد هزتني و جعلتني أصحو من نوم عميق...لكن صحوتي لازلت مشوشة...
فأتمنى فضلا منك لا أمر أن تكمل معروفك و تساعدني على تخطي كل ما أحسه عائقا أمامي...
بداية...نبذة مختصرة عني...فتاة متوفقة في الدراسة لحد تحسد عليه...أنهيت دراستي الجامعية كذلك بتفوق نسبي و الحمد لله على الأقل بدون أية اخفاقات...
انتهت الدراسة...و من هنا بدأت رحلتـــي التي لم تنتهي إلى اليوم...رغم مرور سنوات على ذلك...
هنا بدأ تيهي و تخبطي و ما تلته من آثار نفسية سآتي على ذكرها اتباعا...
اذن فسبب طرح للموضوع ليس لمشكلة أسرية و لا اجتماعية و لا شخصية و الحمد لله...فاعتبر نفسي و الحمد لله شخصية متزنة أخذت فرصها من كافة نواحي الحياة و الحمد و الشكر لله تعالى على نعمه...
و إنما سبب طرحي للموضوع...هو طلب العلم و طريق النجاح...
فهو الطريق الوحيد الذي وجدت نفسي فيه تأبى أن تقف على قدميها من جديد و بسرعة بعد أية كبوة...لا بل وجدتها تزيد في الانحناء و التقوقع
خوفا و رهبة من أية كبوة أخرى...
و هكذا وجدت نفسي أتقدم ببطئ شديد
و بخطى متقهقرة...مترددة...مما أكسبني
عدم الرضا بالنفس...
حسنا...سأبدأ من البداية من يوم التخرج...
ككل المتفوقات و المتفوقين...كان لدي طموح...طموح لمواصلة مشواري مع العلم و الحصول على أعلى الشهادات خصوصا و أن كل الظروف مهيأة لي و الحمد لله...
لكن نقطة التحول بالنسبة لي كانت.......... السنة التي تلت التخرج....
مكثت بالبيت و لأول مرة منذ أن كنت في سن الرابعة حين التحاقي بمقاعد الدراسة لأول مرة...
فتحول محيطي من الكتب و المراجعة و السهر الطويل على المكتب...إلى الطبخ و المسح و الكنس و كل ما تستلزمه العناية بالبيت...
و حقيقة استهواني هذا العمل...فأغلقت على نفسي في بيتنا و نسيت المحيط الخارجي تماما...نسيت الدراسة...نسيت الطموح...نسيت صديقاتي...نسيت كل شيء...
تتصل بي صديقاتي من فترة لأخرى لإعلامي بميعاد مسابقة ما لإكمال الدراسات العليا أو للالتحاق بوظيفة ما و كذا...و لكن أقابل كل هذا بعدم اكتراث شديد...فاجتزت بعضها لتجربة حظي لربما و بعد دفع شديد من الأهل والصديقات في حين أنني أهملت أكثرها...
انتهت سنة...وجدت نفسي تحولت إلى ربة بيت بكامل رضاي
مع رصيد به فشلين و قد كان أولى فشلين لي في حياتي كلها ( و سآتي لاحقا على آثارهما على شخصيتي)...و في مقابل هذا وجدت صديقاتي كلن في طريقها نحو شق مستقبل مبهر...
هنا كانت الصفعة التي أفاقتني نوعا ما... فاضطررت أن أخرج من قوقعتي التي حصرت نفسي فيها و أن أعود
لشق مستقبلي من جديد بحثا عن الرزق...
و لأني كنت قد كرهت الدراسة و العودة اليها بعد تذوقي لطعم الراحة و المكوث في البيت طوال سنة كاملة...
فقد اخترت أسهل الطرق و هو العمل بشهادتي الجامعية...فالتحقت بمهنة...صرت أنا التي أصرف عليها بدل ما تكون هي التي تذر علي مصروفا أقي به نفسي حاجتها...
مرت سنة و نصف و خجلت من استمرار والدي في الصرف علي و على مهنتي التي أفلستني...
فلم يكن أمامي سوى أن أشمر على ذراعي و أركب الصعب
رغم انعدام ارادتي و رغبتي في القيام بذلك و لكن لم يكن أمامي حل سوى اختيار طريق العلم و مواصلة الدراسة...
أثناء ذلك لا يفوتني أن أذكر أنني اجتزت مسابقة للتوظيف و سجلت فشلي الثالث...
هنا كانت نقطة التحول الحقيقية...
فثلاث خيبات أمل متتالية سجلتها خلال سنتين تقريبا...بالنسبة لطالبة كانت تعد من المتفوقات...في حين وجدت أن من كانوا و كن أقل مني قد نجحوا و سبقوني...
أعلم أنهم اجتهدوا و نالوا و أنا ضيعت على نفسي فرص كثيرة ببقائي في البيت لمدة سنة كاملة نسيت فيها حتى كيف يمسك القلم...
بعد تجاربي مع المسابقات و ما قابلها من فشل تراكمت نفسيتي بكل ما هو سلبي...
اكتئاب...فقدان ثقة بالنفس من حيث قدراتي...احساس بالفشل... الخوف من الفشل و بالتالي الخوف من تكرار التجربة...انعدام الرغبة و الارداة في مواصلة الدراسة...
قد تجيبني الآن و تقول...طالما بك كل هذا...فاتركي عنك الركض وراء مواصلة الدراسة و اكتفي بشهادتك الجامعية...
و أجيبك لأقول...أنني الآن طالبة دراسات عليا بفضل الله و حمده...و عليا أن أتخطى كل الحواجز النفسية التي تعيقني...حتى لا أكون مجرد أستاذة حاملة شهادة لا بل أستاذة حاملة علم...
لا أعلم حقيقة...لكن أعتقد أن فشلي و ما تركه من رواسب سلبية في نفسي هو الذي يدفعني لاقناع نفسي بأنه ليس لي لا الارادة و لا الرغبة للاجتهاد و السير قدما في هذا الطريق...
الآن ما أريده...
فأنا أحس أنه لدي فقيد أريد أن أحييه بداخلي...
الطموح... الارادة... العزيمة... و قبل كل شيء الثقة بالنفس و في قدراتها...
أريد أن استرجع الفتاة الطموحة التي كانت بي سابقا...لأجتهد و أنجح باذن الله تعالى..
الخلاصة... أنني أعي جيدا في قرارات نفسي أن لي قدرات تمكنني من النجاح...لكن في مقابل هذا أعترف أنني قد تركت رواسب الفشل تتمكن مني و تحكم قبضتها علي...
فأنا أريد أن أتخلص من كل الأفكار السلبية التي تعيق سيري و تقدمي نحو الأمام...و التي تحبطني و تكبلني و تجعلني أتقدم بشكل بطيء نحو النجاح...
أعلم أنه ليس هناك شخص سيساعدني لتخطي ما أسميها حواجز نفسية سواي...لكن مع ذلك أطمع فيمن يوجهني و يشد من أزري و ذلك بايضاح أولى الخطوات التي عليّ اتباعها..
على الأقل أخي الكريم و كيما نقولوا احنا اعطيني راس الخيط...خاطرش كل شي راه مخلط في راسي و بعدها ان شاء الله راح نحاول نكمل وحدي و واثقة اني راح نستفيد من تجربتك...لأنني لطالما لمحت حماسك اتجاه العلم و التعلم...
و شاكرة ليك مسبقا و بارك الله فيك على كل حرف تكتبو لافادة اخوانك في هذا المنتدى...