كــان راضيــاً .. فما الذي غيره ؟!
انقلب زوجي علي فجأة مثل بركان هائج ثائر على الرغم من أنه
كان هادئاً حليماً لايشتكي شيئاً , ولا يتسخط ولا يتذمر , حتى إن بعض النساء كن
يحسدنني عليه ويقلن لي: ما أسـعـدك بزوجـك .. ليت أزواجنا مثله , إذ كنت أحدثهن
عن مسايرته لي , وصبره علي , واحتماله كل مايصدر مني , وتلبيته كل ما أطلبه منه,
إلا صديقة واحدة كانت تنصحني بالاهتمام بزوجي , وعدم التهاون في تلبية حاجاته
المختلفة , وحينما كنت أخبرها بأنه راضٍ بهذه الحال , ولا يضيق بإهمالي له وانشغالي
عنه , كانت تقول لي: اتق ثورة الحليــم.
أريـد أن أسألك : ما الذي جرى لزوجي ؟ وهل كنت مخطئة؟ وهل ترى صديقتي محقة
في تحذيرها لي ؟
الزوجــــــــــــة الحـــــــائــــرة.
إي والله إن صديقتك على حق في ما حذرتك منه , وإنها لصديقة مخلصة ناصحة , وكان
عليك أن تأخذي بنصحها لك , فلا يغرنك صمت زوجك وصبره وحلمه.
إن تمادي الزوجة في إهمال زوجها , واسترسالها في انصرافها عن تلبية حاجاته المختلفة,
باتكالها على ما يقابلها به من حلم وصبر وإغضاء , خطأ كبير يتكرر لدى كثير من الزوجات
اللواتي يستنكرن انفجار أزواجهن المفاجأ بقولهن: ما الذي جرى له ؟!
واجيبك يا أختي , وأجيب كل زوجة تسأل مثل هذا السؤال: ماذا جرى له ؟ أجيبك فأقول:
- لكل إنسان طاقة احتمال , وحدود للصبر , وعلى من حوله من أهل و زوج وولد وصديق
أن يدركوا ذلك فلا يتمادوا في إلقاء الأعباء عليه , ولا يبالغوا في استغلال ما يبديه من صبر
واحتمال , ليس اتقاءاً لانفجار غضبه فحسب , بل هذا ما يجب عليهم انطلاقاً من قوله
تعالى ( لا يُكلفُ الله نفساً إلا وسعها ).
- كما قالت لك صديقتك (اتقي ثورة الحليم) وزوجك إذا كان حليماً فإن ثورته ستكون هائلة
ومفاجئة , وهذا ما فوجئت به يصدر من زوجك: غضب جامح هائج مفاجئ.
وكان عليك أن تثني على زوجك وتشكريه وتكافئيه وتخففي عنه حتى يستمر في عطائه
وحلمه وصبره .. لا أن تهمليه وتنشغلي عنه.
- مما سبق نفهم كيف أن الاسلام كان حريصاً على المرأة حينما أمرها بطاعة زوجها وحسن
تبعلها له , لأن هذا يحفظ لها استقرار بيتها , ويكسبها مودة زوجها , ويقيها ظلمه لها و
تعديه عليها.
- والآن ماذا ينبغي عليك أن تفعلي ؟ يجب أن تعتذري إلى زوجك , وتطيبي خاطره , وتعديه
ألا يتكرر هذا الإهمال منك له , وابدئي باهتمامك له , وعنايتك به , وطاعتك أوامره , فزوجك
إنسان يستحق منك هذه الرعاية والعناية والاهتمام.
- ينبغي أن تقتربي من صديقتك التي كانت تحذرك من إهمالك زوجك , وتجعليها خير
صديقاتك , لأنها صدقتك في نصحها و (صـديقك من صَدَقَك لا من صدقك ). وعليك أن تحذري
مستقبلاً من من لم يخلصن في نصحك.
- ومادام درهم وقاية خيراً من قنطار علاج فإني أرجو من الأخوات القارئات أن يستفدن من
مشكلة هذه الزوجة فيبتعدن عما أخطأت فيه حتى لا يُوصلن أزواجهن إلى لحظة الانفجار
الغاضب. ليؤدين ما عليهن من حقوق تجاههم دون أن يركن إلى حلمهم وصبرهم وطول
احتمالهم.
أ. محمد رشيد العويد.
استشارات زوجية.
مكتبة المعارف المتحدة
2006.
وهم نطروا الشمعه اليايه