أخوتي الكرام

سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته

لا يخفى على العاقل منا عظم حق الزوج على زوجته

ومن هنا أوصي نفسي وأوصيكن بحسن التبعل لأزواجكن

أعزائي

زوجي هو أغلى علي من روحي

هو نبض قلبي

هو نفَسي الذي به أحيا

أتق الله عز وجل فيه كثيراً .. وأضع الخوف ومهابة الله نصب عيني .. قبل محبته

دوماً أردد .. يارب لك الحمد أن رزقتني هذا الزوج كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

وأنا أدرك أن شكري هذا نعمة جديدة تستوجب مني شكراً !!

أحبائي

زوجي من النوع الحساس جداً .. يشعر بي دون أن أتكلم .. يقدرني ويقدر مشاعري

وأنا كل ما أهدف إليه في حياتي هو نيل رضاه .. بعد رضا الله سبحانه وتعالى

وأقصى طموحاتي .. رؤيته سعيداً

***

ما سبق مقدمــة لا بد منها لتفهمــوا مشكلتي

زوجي لا يقصــر في حقي

وأنا والله يشهــد أصبــر على كل شئ وأتحمل الإساءة والكلام الجارح من الناس

فكيف من لب فؤادي؟

نعــم .. أصبــر على كل شئ

إلا شئ واحــد فقــط

لا طاقــة لي على احتمالــه

ألا وهــو بعــده وانشغالــه عني !!

زوجي الحبيب يعمل من الثامنة صباحــاً .. وحتى الثانية عشر والنصف ظهــراً ..

يعــود للمنزل .. يتناول غذاءه .. يخلد للنوم عند الثانية والنصف تقريباً ..

( لا مجال لمحادثته ) ..

يذهب لعمله في الرابعــة .. يعود في الثامنة والنصف ..

يمضي وقتاً مع أهله .. وفي بعض الأحيــان أصدقائــه ..

أخيــــــــــراً ..

يتصل بي عند الحادية صباحــاً ليهاتفنــي !!

طبعــاً صباحــاً لديــه دوام .. لا يسعنــي إطالة الحديث معــه ..

نغلق الثانية صباحــاً .. ولما ترتوي روحــي !!

نغلق والفؤاد يتمزق .. ألمح تعبــه الصامت .. ويخالني به لا أشعــر ..

الأدهــى من ذلك والأمــر ..

إدراكــه بعذابــي ومعاناتــي وصبــري الطويــل عليــه

وألمح محاولاته المستميتة ليرانــي سعيــدة ..

أنى للسعــادة سبيـــل .. وأنت عنـــي ناءٍ ..

ثم ..

يغضــب حيــن يرانــي حزينــة ..

وتصيبني طلقاتــه في الصميــم حيــن يقــول لي : لم أنت نكديــة ؟

آآآآآآآه يا حبيبي

حينهــا أود أن أتوســل للأرض .. لتنشــق وتبتلعني بين طبقاتهــا

أعــود فأراجع نفسي .. أغالب حزني وألمي .. وأتظاهــر بسعادتــي

فمجــرد إحساسي أنني من تسبب له بالحزن والضيــق يشعرني بتأنيب ضميــر لا ينتهي

ترى .. مالحل ؟

هــل ما أشكــو منــه ( دلــع بنــات ) .. ؟

وإن كــان ..

فهــو من ( دلعنــي ) .. وهو من كان في حيــاتي كل شئ

لم أحتمــل ظروف عملــه الآن

فهـل سأحتملهــا بعد الزواج ؟

جل ما أخشـــاه أن أكــون بالفعــل بعد زواجنــا ( نكديــة )

وهـو ما فتأ يردد على مسامعــي شوقــه ولهفتــه ليضمنــا بيت واحــد

فيشعــر بالراحــة والاستقــرار أخيــراً ؟

هل سأحيــل حياتــه جحيمــاً ؟

هل علي أن أسعــى منذ الآن لأستقــل عنه عاطفيــاً ؟

هل علي أن أعتــاد غيابــه ؟

هل أبدأ فألقن قلبــي جرعــات القســوة ؟

نعــم .. القسوة

فإنني الآن بعد طول غيــابه .. تتوفــر لنا فرص الحديــث

فأهاتفــه بجفــاء .. لا بشــوق كما هــو متوقــع ..

كيف لا .. ونفسي غاضبــة .. روحــي متعبــة ..!!

أرشدونــي .. ما أفعــل .. لأرضــي ربــي ,، وأحافــظ على زوجــي ،، وأريــح نفسي ؟

بانتظاركم أحبتي ..