إذا أردتم الحل .. أزيلوا الأسباب
أجل إن أول وأهم وسيلة لمكافحة ظاهرة العنوسة ومحاصرة آثارها في المجتمعات العربية والمسلمة إزالة السبب المباشر الذي قاد إلي هذه النتيجة ،
فكل حالة فتاة عانس كان لها سبب بالتأكيد ، فلنضع يدنا عليه ونبحث فيه مع كل فتاة على حدة ، فإذا ما تيقنّا منه وجب على الفتاة وجميع من حولها التعاون الجاد لإزالة هذا السبب بدءاً بإقناع المتسبب بعظم الجرم الذي يرتكبه في حق نفسه أو أهله أو مجتمعه .
ولا شك في أنه تبقى هناك أمور فوق طاقة المجتمع وإمكانات البشر ، وهي خاضعة لتقدير وقدر الله سبحانه وتعالى وقسمته ونصيبه وتوزيع عطاءاته ومنحه بين البشر ثواباً أو ابتلاءً ، وحينها يتطلب الأمر من الفتاة الصبر والاحتساب والتحصن بالإيمان واليقين بالقضاء خيره وشره حتي تجتاز اختبار الدنيا بنجاح فتنال ثواب الآخرة : جنة ونعيماً وزوجاً وأبناءً في عيش خلد هنئ لا يفنى ، في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار .
إضافة إلي إزالة الأسباب فإن هناك أفكاراً أخرى يمكن أن تعين على تقديم رؤية أو منهج لحل عنوسة بعض الفتيات ، نذكرها للقارئ الكريم دون تبنٍ منا لجميع ما فيها ، فبعضها وسائل نجحت في مجتمعات واستفاد منها الكثير وليس بالضرورة صلاحها للجميع .
الالتزام بتعاليم الإسلام
تعاليم الإسلام في مسألة الزواج وتوجيهاته المنظمة ، تكفلللمجتمع المسلم حياة متوازنة صحيحة خالية من الآفات الاجتماعية وعلى رأسها العنوسة .
الزواج المبكر
بتخفيض سن الزواج والكف عن الاستماع لنواعق الشرقوالغرب .
التجمل والتزين
بعض الأسر تمنع بناتها من المشاركة الاجتماعيةالنسائية وفي هذا تفويت لفرص عظيمة لهن بالتعرف عليهن ، وليس هناك بأس من اصطحابالأم لفتياتها في الأعراس أو المناسبات وظهورهن بزينة تبرز جمالهن ما دامت الضوابطالشرعية مرعية في ذلك.
الدعاء
خاصة في ثلث الليل الأخير ، قال الرسولصلي الله عليه وسلم : دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له . حديث صحيح .
الزواج الجماعي
وهي فكرة عصرية وجديدة ، ولكنها جديرةبالاهتمام بدأت في المجتمعات الفقيرة ثم ما لبثت أن انتقلت إلي دول كثيرة بغض النظرعن مستواها الاقتصادي ، وقد طبقت في معظم دول الخليج العربي ، وإن كان على نطاق ضيقحتى الآن للتخفيف من مشاكل غلاء المهور وتكاليف الزواج .
المؤسسات الرسمية
يمكن للمؤسسات والهيئات الرسمية والحكومية بما يتوافر لديها من إمكانات وأجهزةإعلامية وتربوية توجيه أفراد المجتمع نحو حلول مشكلة العنوسة بحثهم على تخفيضالنفقات المادية وعلى الزواج المبكر وتجميل الحياة الزوجية في نفوس الناشئة .
خطبة الوالد لابنته
كان يعرض الرجل أمر زواج ابنته على الصالحين فيالسر كما فعل عمر بن الخطاب حين عرض الزواج من ابنته حفصة على عثمان بن عفان بعدوفاة زوجته ثم عرضها على أبي بكر حتي تزوجها الرسول صلي الله عليه وسلم ، وهذاالأمر دارج لدى بعض أولياء الأمور وإن كان الغالب التحرج عن هذا الفعل .
الزواج بأجنبي
فليس من الجائز تحريم ما أحله الله أو التضييق علىالفتاة التي تسعى لإحصان نفسها وإكمال دينها بالحلال إذا جاءها نصيبها من إنسانمسلم يناسبها ، من غير جنسيتها ، في وقت عزف فيه ابن بلدها عن الارتباط بها ، وليسعدلاً سَن الأنظمة والقوانين التي تضغط وتحارب هذا الزواج .
العفة
وهىالكلمة الأخيرة لمن لم يكتب لها النصيب بالزواج ، قال عز وجل : ( وليستعفف الذين لايجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ) ، وفضل الله واسع لمن تعفف عن الحرام .
خطبة الفتاة لنفسها
وليس شرطاً أن يتم هذا الأمر بأسلوب مباشر ومخجل ،بل يمكن أن تطلب الفتاة من صديقاتها البحث لها عن زوج كما فعلت خديجة – رضي اللهعنها – حين بعثت من تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم الزواج بها فقبل .
زواج المسيار
عليه أقاويل وخلافات كثيرة ، وحتى الآن لا يزال السجالبين العلماء حوله لم ينته ، وأبرز حجج المؤيدين له أنه يستوعب اجتماعياً جموعالعوانس والأرامل والمطلقات في المؤسسة الزوجية .
الأئمة والعلماء
فالمنبر أحد أقوى المؤثرات في المجتمع بتوجيه سلوكه نحو الفضيلة والصواب ،وللأئمة والعلماء مكانة عظيمة في نفس الإنسان المسلم تؤهلهم للعب دور كبير في إنكارالمنكرات التي أصابت المجتمع ومحاربة الضلالات والآفات التي اعترت حياة الناس وساقتالفتيات المسلمات إلي دوامة العنوسة .
تعدد الزوجات
شيء طبيعي أن تكونهناك أزمة عنوسة في المجتمع ، لأن الإحصائيات تذكر أن عدد الرجال أقل من عدد النساء، وفي التعدد حل لهذا الخلل الرقمي في المجتمع ، وحل لمشاكل الكثيرات .
اللجوء للخاطبات
وهو أمر معروف وشائع خاصة في المجتمعات العربية ،وأصبحت الخاطبات في الوقت الحاضر يستخدمن التقنية الحديثة والكمبيوتر في عملهن ،وإن عيب على بعضهن تقديم المصلحة التجارية على مصلحة الأطراف المتقدمين للزواج .
رفع الفتاة دعوى العضل
قال صلى الله عليه وسلم الأيم أحق بنفسها منوليها فإذا منع الولي الفتاة من الزواج بالكفؤ تعسفاً فلها الحق أن تشكو إلي القاضيباعتباره من أولياء الأمور وعندئذ يزوجها القاضي لأن الإسلام راعى عواطف المرأةوحاجاتها الفطرية وحرّم منعها من الزواج بلا سبب أو تعسفاً وهو ما يسمى شرعاًبالعضل وهو محرم .
المؤسسات الشعبية
بادرت بعض اللجان الخيرية فيالخليج وبعض جمعيات النفع العام بإنشاء صناديق أو مشاريع لتزويج المواطنينوالمواطنات ، ورغم قصر عمر هذه الجهود فإن ثمارها كانت نتائج طيبة تبشر بالخير ،ولا ينقص هذه المؤسسات سوى تقبل المجتمع لفكرة عملها إضافة إلى حاجتها إلى الدعموالتبرعات .
انتهى
التعديل الأخير تم بواسطة وجه الخير ; 08-09-2005 الساعة 04:27 AM