السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة سعودي وأقيم وعائلتي في الكويت ، لا أزكي نفسي على الله ولكني إنسان ملتزم جداً ، وعلى دين وخلق ، من بيت أقل من متوسط الدخل ، والدي متزوج إثنتين والحمدلله نعيش مع بعضنا كالأسرة الواحدة فأبي إنسان جداً عادل ، ترتيبي في الاسرة السابع بين الذكور.
درست مراحلي الدراسية جميعها في تفوق ، بالرغم من أن والداي غير متعلمين ، كانت لدي أهداف كبيرة جداً ، ولكن ضعف حالنا المادي كان دائماً يعوقني ، أنهيت دراستي الثانوية بتفوق وانا لم اكمل من العمر 18 سنة ، وقدمت على الجامعات في الكويت ولم يشأ ربي آن ذاك أن أقبل في أي جامعة بسبب ظاهرة الواسطات ، والسعودية لايوجد لي فيها حتى أقارب وضعف الحالة المادية حال بيني وبين الذهاب إليها.
أحبطت وذهبت إلى والدي لكي أجد الحلول ، قال لي ياولدي لا أملك لك من الله شيئاً ، ف لو كانت لدي القدرة إلى إرسالك إلى الخارج لإكمال دراستك لأرسلتك ، ولكن أنت ترى الحال.
بكيت كثيراً أمام هذا العجز ويأست ، قاطعت حتى الأكل ، لايوجد لدي حتى غرفة أعزل نفسي فيها لكي أعبر عن حزني فأضطر إلى الذهاب لأحد الساحات لكي أخرج كل تلك الهموم التي في صدري ، فقلة المصروف ، وقلة الدخل في البيت ، وحاجة والدي وأهلي جعلتني مدمر نفسياً.
فكرت في أن أشتغل ، ولم يبدر في بالي ماهي الوظيفة ، أريد أي شيء فقط لمساعدة أهلي ، ومساعدة نفسي ، وأريد كذلك أن أكمل دراستي ، أنا رجل ومن المعيب جداً أن أقف مكتوف الأيدي ، ذهبت إلى كل مكان وطرقت جميع الأبواب ، وكلهم يقولون أعطنا أوراقك ونحن نتصل عليك وهذا والله مايمزقني كل مرة ، ولكن لا اريد الإستسلام إلى أن قمت بمحادثة أحد الأقارب ، وجزاه الله خيراً فقد دبر لي وظيفة في سوبر ماركت ، وأشتغلت لمدة 3 سنوات.
لا أنسى أول يوم زاولت فيه هذه الوظيفة ، فقد كانت تنهمر الدموع من عيني رغماً عني ، حزناً على حالي ، متفوق في دراستي ومن أوائل الكويت ، ويقتضي بي الحال في هذا المكان ، صحيح بأنه عمل شريف ولايوجد مايعيبني فيه ، ولكنها نفسي وماتعشمت فيها.
بالمناسبة عند إنتهائي من الثانوية لم يكن لأخوتي الستة الذين يكبرونني أية وظيفة ، ماعدى إثنين منهم ، وكانوا متزوجين وعندهم أولاد ، وواحد كان يدرس في أحد الدول العربية على نفقة أخوتي الأثنين الموظفين.
كنت أعطي جميع راتبي لوالدي ، وأحتفظ بالقليل لمصروف السيارة ، وبعد إنتهاء الثلاثة سنين ، تخرج أخي الذي كان يدرس في الخارج وتوظف وتحسنت أحوالنا قليلاً ، فأتاني والدي وقال لي بأنه من اليوم لايريد مني شيئاً ، يريدني فقط أن أكون سعيداً ، آذناً لي في أن أحقق حلمي الذي أردته وهو إكمال دراستي.
وكون أن لغتي الإنجليزية جميلة التحقت بالعديد من الوظائف ، أشتغلت في سلسلة مطاعم برجر كنج ، وأشتغلت في أحد الفنادق المشهورة ، وأشتغلت أيضاً في إحدى محطات البترول ، وكل هذه الأعمال أنجزتها في ثلاثة سنين أخرى ليكون حاصل أيامي الوظيفية 6 سنوات.
أدخرت مرتباتي طيلة الثلاث سنين ، وأقترحت لي والدتي بأن أدخل أحد الجمعيات النسوية ، ودخلت معهم ، وجمعت مبلغاً لابأس بهِ يكفل لي تجربة الدراسة في الخارج على الأقل سنة واحدة فقط ومن ثم كان رجائي في أن أقبل في البعثة.
ذهبت في سنة 2008 إلى مصر ، ودرست في إحدى الجامعات في كلية الهندسة تخصص ميكانيكا ، وأنجزت اول سنة في تفوق ولله الحمد ، وعندما قدمت على البعثة ، لم يشأ الله أن أقبل فيها بسبب الواسطات ، كم اكرة هذه الواسطات ، ف معدلي كان 3.73 من 4 ، والمطلوب في شرط القبول في البعثة كان 2.5 من 4 فقط ، ولكن ولله الحمد ، أتى ماينقذني وهي مكرمة تفوق ، ومكرمة من الأمير سلطان رحمة الله علية شملتني وشملت كل الطلبة الذين هم في مثل حالتي.
وأنهيت السنة الثانية كذلك بتفوق ، وقدمت على البعثة ، ولله الحمد تم قبولي فيها ، وتحسنت أوضاعي كثيراً ، وتنفست تفائلاً وفرحاً .
قصة زواجي
في أواخر سنة 2010 م ، في شهر أغسطس ، تم عقد قراني على بنت أبن عمي ، بناءً على رغبة والدتي ووالدي ، ولا أخفيكم ورغبتي انا ، فهي تمتلك كل ما أريده في زوجة المستقبل ، وكنت أعتقد بأن اهم شيء في الزواج هو جمال المرأة وكل مادون ذلك يقوم الرجل بتقويمة ، وكون أن الفتاة صغيرة بالسن ، قادتني نفسي إلى الموافقة فوراً ، ولكني أشترطت أن لايتم الزواج إلا بعد تخرجي وتوظيفي ، ووافقوا أيضاً أهل الفتاة.
أنا شخص ملتزم ولايوجد لي أي سلوكيات أخلاقية كـ أن أكون على علاقات مع النساء وغيره ، كل الذي أعرفة هو أهلي ودراستي وحلمي الذي اود تحقيقه .
وفي يوم من الأيام أتتني رسالة "غزل" ، ف شكرت صاحب الرسالة وقلت له من معي (في رسالة أيضاً) قال لي أخاف أن أقول لك من انا وتغضب !! فقلت له لن أغضب إن شاء الله ، فقالت لي أنا فلانة ألا وهي زوجتي.
تعجبت كثيراً ، وأنصدمت من هذه الجرأة ، فأنا رجل ولا أقوى أن أقوم بهذه الفعلة أبداً ، فقلت لها وماذا تريدين ؟ قالت لا أريدك ان تفهمني بشكل خاطئ أنا اود التعرف عليك لكي أعرف ماذا تحب وماذا تكرة لأمهد لحياتي معك بشكل افضل ، وأنا أسمع بك كثيراً ، وعن حسن خلقك ورجولتك "ووسامتك" !!
فتعجبت أكثر أيضاً من إسترسالها بالكلام ، لا أحب الجرأة أبداً وخصوصاً لدى الفتاة ، فجلست أفكر ملياً فيما فعلته ، وبدأت أشك في سلوكها ، ولكن قلت في نفسي لربما بأني اتوهم كل هذا وعدم خبرتي في الحياة هي من جعلتني أشك ، وهي تشجعت لأنها أصبحت زوجتي !!
فأحببت أن أتعارف عليها وأعطيها فرصة في مبتغاها وهي معرفتي ، لاسيما بأنها زوجتي ، وقلت لها ولكن يوجد لدي شرط ، وقالت ماهو ، قلت أن تقولي على الاقل لوالدتك بأننا نتراسل ، فقالت سأخبرها ، وأخبرتها بالفعل.
تراسلنا كثيراً ، وما أن أتى مايسمى بالواتس آب ، بتنا قريبين جداً من بعضنا ، كنت أعاني منها في امور الجهالة ومايسببة صغر السن ، وقلت في نفسي بأنني سوف أحسن منها عندما تأتيني إلى بيتي ، وما أن أختلطنا في بعضنا أكثر إلا وبدأت أحس في كذبها الكثير ، والله كذب لم اره في حياتي ، وانا لا أحاول كشفة ، ولكن هي من تكشف نفسها لضعف ذاكرتها.
قلت لا بأس الكذب داء ودواءه الصبر والوعض والنصيحة ، فجاهدت نفسي معها كثيراً ، ووعدتني بعدم الكذب علي ، ولكن أستمر الكذب ، إلى أن ضربت كذبها عرض الحائط ، وصرت لا ابالي إن كذبت أو إن صدقت ، كنت أرحم فيها صغر سنها وجهالتها .
ومع الأيام أتاني ماكنت أخشاه من جرأتها وما كنت أشك بهِ ، ففي ذلك اليوم أستيقظت من نومي ووجدت ماكميته 24 رسالة واتس أب ، ففتحت الرسالة ، إلا وفي اخرها إعتذارات وتقول سامحني ووووالخ ، فما أن صعدت إلى اولها ، ووجدت بأنها اخطأت في إرسال رسالة تود إرسالها إلى أحدى صديقاتها ولكنها أتتني أنا بالخطأ.
وكان مفادها (بأني أنا الآن متزوجة وقولي لفلان (الرجل) بأني لا اريدة ومابيننا أنتهى ، فقصم ظهري نصفين من ما قرأته ، وجلست مصدوماً كثيراً ، وضاقت بي الكون كلة ، وقلت لها بأن مابيننا لابد من أن ينتهي ، دون فضائح ، ونريد أن نبلوره بأنكِ أنتي لاتريدينني ، ولكي مني كل الستر.
ف قالت لي بأنها كانت في سن مراهقة وغباء وبأنها في حالة ضعف ، وبأن كل بني ادم يخطئ ، وأنها تريد فرصة ، وبأنها نادمة ، فرحمتها جداً ، وقلت لها بأني أكره أن أسامحك ، ولكن أعطيني فرصة للإستخارة ، ولكن قبل الإستخارة قولي لي ما تم بهذه العلاقة؟؟
قالت لي هي مجرد مكالمات كانت مدتها شهرين ، ولم يتم فيها أي شيء سوى المكالمات ، فقلت لها هل هذا الكلام نابع من صدق ؟ قالت نعم وغلضت الأيمان ، فقلت لها إذاً دعي الإستخارة تحول بيني وبينك !!
وبما أنني ليس لي علاقات سابقة مع النساء ، وكون انها اول من تعرفت علية ، والله أحببتها برغم كل عيوبها ، وإن قلتوا لي ماسبب حبك ، أقول لكم لا أدري ، ولكنه هو الحب إن أراد أن يدخل قلب أحد يدخل حتى دون أن يطرق الأبواب !!
أستخرت كثيراً ، وأستشرت شيوخ دين ، وقرأت كثيراً عن التسامح ، وأحببت أن أعطيها فرصة وأرحمها ، لعل الله يرحمني برحمتها ، فقلت لها بأني سامحتها على أن تكون فعلاً نادمة وتائبة من هذا الطريق ، وأن تقطع الطريق على كل صديقات السوء وأن يتم تغير شريحتها ، فوافقت على هذا كلة ، وهذا ماجعلني أرتاح نفسياً لتفاعلها لما أمرت.
وتحولت علاقتنا بعد أن كانت رسائل إلى محادثات تلفونية ، ولا أخفيكم بأن الفتاة التمس منها الجرأة دائماً ، فأنا على حياءٍ منها ، وهي على جرأة ، فـ قلت لها ذات مرة ماهذه الجرأة في الحديث ؟؟ فقالت بأنها لاتقصد وتتعذر.
أستمرت العلاقة بيننا وبدأت في التعلق بها ، أعرف بأنكم تقولون ما الذي يعلقك بها ، والله لا اعرف ولا ادري ، ولكن قلبي ليس ملكي ماذا افعل !!
مرت الأيام وأجد من يحادثني من رقم غريب بالواتس آب وعند سؤالي عن ما يحادثني ، قالت بأنها فاعلة خير ، وبأنها تود تحذيري من زوجتي ، وبأنها كانت على علاقة بأحدهم وبأنها قابلته ، وأعطتني الأدلة ثم حذرتني وذهبت ، أحاول الإتصال بها ولكنها لاترد علي.
صدمت أكثر مما قالته عنها ، وبدأت أثور غيظاً وعصبيتاً ، ولكن أريد أن أحكم العقل ، ولا أريد أن أظلمها ، وقلت في نفسي أريد التحقق من هذا الشيء بنفسي وبطريقة ذكية ، لعلها تكون حسودة تود التفريق بيني وبين زوجتي.
للإيضاح إلى الآن نحن في فترة الملكة ، ولم ندخل على بعضنا ، وأنا لازلت في مصر ، أتخرج شهر يناير القادم.
فأتصلت على زوجتي وتحدثت معها بشكل طبيعي ، وبدأت أقول لها بأني أود الحديث معها في موضوع ، وقالت لي تفضل ، فقلت لها بأني عرفت الشخص الذي كانت تعرفة وأسمة فلان ، ف أرتعبت ، وقلت لها عرفت أيضاً بأنكِ قد قمتي بمقابلتهِ ، فحاولت الإنكار ، وما أن أعطيتها الأمان وقلت لها سأسامحك مهما كانت الأسباب أعترفت بأنها قابلته!!
أنا الآن لا أريدها زوجتاً ، ومجروح منها كثيراً ، وفي حالة إنهيار كامل ، بالرغم من أني أحبها ، ولكن لا أستطيع الإستمرار ، والله لا أستطيع ، كل ما اتذكر بأنها قابلته أتخيل ما الذي تم بينهم وأتمزق أكثر من داخلي .
أتصلت عليها وكنت في حالةٍ هستيرية ، وقلت لها بأنها لاتخاف الله ، وبأنكِ غير متربية ، ولا اريد الإكمال معكِ ، و كانت تبكي كثيراً ، ولاتعرف بماذا تبرر ، فقلت لها بأن للأسف والدتك لم تربيكِ كما تربي الأمهات بناتها ، فتعالت أصوات بكيها إلى أن سمعتها أمها ، وأتتها وأخذت منها السماعة ، وقلت لها بأني لا أريدكم ولا أريد القرب منكم ، فقالت لي ما الاسباب قلت لها دعيها تقول لكِ هي ما الأسباب ، ولكن دعوني وشأني ، وأنظروا كيف تريدون الطلاق ، وضعوا فيني ماتضعون المهم ان يكون طلب الطلاق منكم وليس مني.
عرفت الأم من الفتاة كل شيء ، وأتصلت علي وقالت لي في البداية وبأنكسار بأنها طفله ولاتعي ماتفعله ، فقلت لها كيف أنها تكون طفله وهي في الـ 20 من عمرها ، وقلت لها كل الذي تقولينه لا أستصيغه ، لا اريدكم هل تفهمين لا أريدكم.
كل هذا الهم احمله في قلبي ، ولا اجد من أفضفض له ، الموضوع أصعب من أن تقوله حتى لأخيك ، تعبت وأنهرت ، وأنا مقبل على الأمتحانات النهائية ، وهذا الموضوع لايفارقني ، حتى صلواتي بدأت في إهمالها ، صرت أنام كثيراً ، لكي أرتاح ، أحس أن قلبي يريد الخروج من صدري .
ماذنبي انا من هذا كله ، أعيش في سلام تام مع نفسي وأخلاقي ، وتأتيني واحدة بهذه الأخلاق ، يارب رحمتك يارب العالمين ، والله بأني أتمزق.
دموعي تغلبني وانا أكتب الآن ، سأكتفي بالتوقف هنا .
اعتذر عن الإطالة سامحوني.