تشويه السمعة بين الزوجين والمطلقين
من الملاحظات المقيتة البغيضة التي تحصل في الحياة الزوجية السارية بين أيّ زوجين أو التي انتهت بالانفصال بينهما أن يقوم الزوجان/ الطليقان أو أحدهما بتشويه سمعة الآخر في المجتمع. وكم قد سمعت كثيراً من هذا ما بين مفترية على زوجها بالزور والكذب وهو ممن يُشهد له بالخير بين الناس، وما بين زوج يحكي عن زوجته بعض الألفاظ مثل الغبية، الجاهلة، ومنهم ومنهن من يحكي عن أسرار غرفة نومه.. الخ. وكم عرفت ورأيت من الرجال الصابرين والزوجات الصابرات ما الله به عليم.. فهناك قصص يشيب لها الرأس وتدمع لها العين.
ويقوم التشويه والإفشاء عن طريق وسائل مختلفة منها:
1) يقوم أحد الأطراف بإفشاء أسرار وعيوب الآخر للناس.
2) يقوم أحد الأطراف بالافتراء والكذب على الطرف الآخر من أجل تشويه سمعته في المجتمع.
ومن خلال تحليلي وتأملي النفسي والاجتماعي البسيط وجدتُ أنّ لهذا الأمر علل وأسباب منها:
1) هذا الإفشاء أو التشويه المتعمد يقع تحت طائلة الصراع والتوتر والضغط النفسي الذي يعيشه هذا الطرف الذي يقوم بهذا الفعل المشين.
2) الإحساس بأنه/ بأنها يشعر بالارتياح عندما يتكلم عن الطرف الآخر، ويخفف من كمية الحمل النفسي عليه.
3) هذا الأمر يحكي عن كمية الغيظ عند هذا الطرف تجاه الطرف الآخر مما يدفع للانتقام والتشفّي.
4) دليل على ضعف الشخصية وعدم قدرتها على المواجهة وحل المشكلات.
5) دليل على رغبة باطنية خفية في إصلاح الأمر بينهما بعض الأحيان.
6) الرغبة في تشويه سمعة الطرف الآخر لمنع زواجه/ زواجها.
7) الرغبة بالظهور بمظهر الضحية، وأنّ الطرف الآخر فيه من العيوب ما تنوء بحمله الجبال.
8) محاولة الشعور برغبة الانتصار على الطرف الآخر.
علاوة على ذلك يمكننا ملاحظة أنّ البيوت التي تكون أسرارها متداولة على ألسن الناس هي بيوتٌ تفقد احترامها في المجتمع وإن تظاهر الناس بحب الرغبة لسماع أخبارهم.
ومن المعلوم بداهة الحكم الشرعي في هذا الجانب حيث ورد فيه تغليظ شديد بدءً من دخول هذا الطرف تحت طائلة "إن من أشر الناس يوم القيامة..." إضافة إلى حتمية وجود الغيبة والنميمة في هذا المنزلق الخطر بين الزوجين أو المطلقين والوعيد الشديد فيهما.
لهذا يجب التحذير والتنبيه الشديد لهذا الأمر البشع الذي ينخر في الحياة الزوجية أو حياة المطلقين، وعليه فيمكنني تقديم بعض الاقتراحات لعل الله ينفع بها:
أ- يجب على طرفيْ الحياة الزوجية أو المطلقين ردع نفسهما عن الحديث عن الطرف الآخر بما يسوء.
ب- تذكير النفس بالحكم الشرعي.
ت- تذكير النفس بالعيب والعار لإخراج مثل هذه الأقوال.
ث- تذكير النفس بأن الرزق عند الله.
ج- تذكير النفس أنه لا يخلو إنسان من عيب. وكما قيل من فتّش عن العيوب وجدها.
ح- تذكير النفس بأن الدوائر تدور على الباغي ومن ثمّ قد يقصم الله من تكلم بسوء أو كذب أو افتراء أو بهتان عن الطرف الآخر.
خ- الصبر والطلب من الله أن يعوض بخير.
د- سؤال النفس الدائم: ماذا لو اكتشف زوجي/ زوجتي أو طليقي/ طليقتي ما أفعله وما أقوله ضده/ ضدها؟ كيف أقابله أو أقابلها؟ ماذا أدافع عن نفسي أمام الله؟
أقف هنا وأترك للأعضاء والعضوات إبداء آرائهم وآرائهن والله الموفق.
:::
كتب هذا أخوكم في الله/ حاتم بن أحمد
مدينة الرياض
4/11/1433 هـ
مع ملاحظة أنني لا أسمح لأي إنسان بنقل هذا الموضوع لأي منتدى آخر، وأجعل هذا في ذمته.
التعديل الأخير تم بواسطة البليغ ; 20-09-2012 الساعة 11:15 AM
20-09-2012, 11:13 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري