السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاتة....
تبدأبلسان بطلها حيث قال: أؤكد ان حياتي قد تغيرت تماما، بعد أن استطعت العمل في هذة الصيدليه،فهي لم توفر لي فقط العمل الجيد،والدخل المضمون، ولكنها اهدتني ايضا الزوجه الصالحة،وبدون اي نفقات ماليه.
بدأت حكايتي عندما اقتربت-مع كثر قضاء اوقات العمل صباحا ومساء الطويلة-مع المدير المسئول عن الصيدلية،وصاحبها في الوقت ذاته،ولاحظت أنه حلو اللسان وهادئ الطباع، والإبتسامه لاتفارقه ويحب المزاح فأرتاحت نفسي للتعامل معه، وكنت معه على سجيتي، وكأنني اتعامل مع صديق العمر وليس رئيسى في العمل.
ولا انسى اليوم الذي سألني فيه-بصدق- عن اسباب عدم زواجي،فقلت له ضاحكا:لا يوجد غير هذا السبب الوحيد،و أشرت الى حافظه نقودي.. وفهم ما قصدت أن أقوله و أستطردت قائلا:على الأقل امامي عشر سنوات من الأشغال الشاقه؛حتى استطيع ان ادبر عش الزوجية.واعني بذلك شقه صغيره،ولا أقصد المفهوم الرومنسي لكلمه العش، فضلا عن اعباء التأثيث. وانهيت كلامي بأن قلت:سامحك الله يا دكتور لقد جددت لي احزاني..فنظرا إليَََ مليا ، وقال بغموض لم اعهده فيه،ولم أفهمه-وقتئذ-:من يدري.. ربما اكون قد فتحت أبواب الافراح..انتظر، وسترى. ونظرت اليه، ولم أستوعب شيئا..ثم تركنى، ومضى.
والحقيقة أنني تعجبت من كلامه،ثم نسيت الموقف،حتى فوجئت به بعد مضي بضعه أسابيع يسألني ثانيه -عن الزواج،قائلا:هل ما زلت أعزب يا دكتور؟، فضحكت قائلا: نعم و اعتقد ان الامر سيطول بي مع العزوبيه الاجباريه،فقاطني بجدية قائلا : هل تفكر أو توافق -بمعنى أدق- على الزواج من فتاه تكبرك في العمر؟.ووجدتني أجيب ببساطة-وبدون تردد- :لايهم فارق العمر، المهم ان تكون فتاه طيبة، وعلى خلق،و(عايزه تعيش)، ولكن أين توجد هذه الفتاه؟. كما لا تنسى أنني لا امتلك شيئا من نفقات الزواج.
وللمره الثانيه يسكت طويلا، ثم يتركني و يمضي ، ويطول إنشغالي بالتفكير في الامر، دون جدوى إلى ان جاء -بعد ايام- ليسألني عن رايى في فتاة جاءت إلى لتطلب مني تركيب دواء خاص لتساقط الشعر، فدهشت لأنه علم بذلك، ولم يكن موجودا بالصيدليه وقتئذ!. وبا لرغم من ذلك ..رحتأخبره برايى فيها.. فقد كان فتاه مهذبه، ويبدو انها بنت حلال وذات شخصية مريحة ، فقد سألتني بعض الاسئله عن أفضل الشامبوهات للشعر، وغير ذلك من المواضيع الخاصه بذلك، وكانت مستمعه جيدة.وقد نا قشتني في بعض المعلومات.. أى انها كانت ذكيه، ولم ترضى بدور المتلقي فقط. ومما ساعدني على ذلك .. أنها جاءت في فتره الصباح الباكر، حيثيقل الاقبال على الصيدلية، ويكون هناك متسع من الوقت ، يسمح بالحديث مع الزبائن ، فضلا عن انها تتمتع بوجه صبوح ، ولا تكثر من مساحيق التجميل, و ترتدى ملابس محتشمه، فقاطعني قائلا:هل لا حظت كل ذلك.. وكونت هذه الانطباعات في مده لم تتجاوز عشرين دقيقة؟ فأفقت من إستغراقي...و قاطعته-بدوري- قائلا : من حقي ان اعرف كيف وصلت اليك هذه المعلومات، ولماذا كل هذه الاسئله؟ فألقى الي بالمفاجأه، وأخبرني أتها شقيقته ، وقد حدثها عني، وكيف انني رجل طيب واراعي الله في عملي، ومثلى سيكون افضل زوج لها ؛ فأستنكرت ذلك..لأنها تكبرني بسبع سنوات كاملة، واخبرها بأنني لا ارفض المبدأ، فتشبثت بموقفها ، وقالت: وماذا اذا رفض هو الزواج مني بشكل خاص؟.هذا امر لا احتمله، بعد ان رفضت-لسنوات طوال - الزواج من الكثيرين،لأسباب كنت اعتقد انها مقبوله و منطقيه. وبعد مرور الوقت .. تأكدت انني كنت اغالي في طلباتي، وتوقعاتي من الزواج، ولا كنه النصيب و (المكتوب)!.
و استطرد قائلا : وبذلت مجهودا كبيرا كي أقنعها بأن تأتي إليك لتراك على الطبيعه، وبدون أى(رتوش) .. ومن يدرى.. ربما لا ترضى هي، و ينتهي الموقف بدون ان اخسرك... فأنا حريص عليك، ليس كزميل في العمل فقط، ولكن كانسان جيد في زمن عزت فيه الرجال... وجاءت و تحاورت معك، ولا حظت إعجابها بك، وكذلك فرحت بإعجابك بها، وقديما قال المثل العامي( اخطب لبنتك ولا تخطب لإبنك ) وهي شقيقتي الصغرى،وفى مكانه إبنتى، لذا.. لا اشعر بأي حرج وانا اطلب منك ان تتزوجها.ولا داعي للقلق..فلديها شقة مؤثثة، تحتوي على الكماليات، وليس مطلوبا منك إلا الانتقال اليها ومعك حقيبه ملابسك.. انني اضاف مؤكدا:هذا في حاله موافقتك ، مع الاخذ في الإعتبار انني اضع امامك شرطا واحدا واحدا قبل اتمام الزواج.. وأبتلعت أنفاسي مبهورا ، و انا اسأله : ماهو؟، فقال : ان تحسن معاملتها، وان تراعي الله فيها و الا تكون من الاغبياء الذين اذا جائتهم (النعمه) بدون مجهود ؛ فرطوا فيها في اقرب فرصة،ولم يدركوا قيمتها الحقيقيه.
وساد الصمت فتره...وقطعته بقولي :هل من الممكن ان تحدد لي موعدا في المنزل لزيارتكم، وللتقدم لخطبه شقيقتك؟.مع قبول احترامي و محبتي و تعهدي.. ليس بالرعايه اللائقه فقط و لكن بأن ابذل قصارى جهدي ،لأنكم عائله محترمة، وانا الذي يسعدني الزواج من انسانه راقيه و مهذبة. و أضفت: بل وجميله ايضا، فضحك قائلا :لا تغازل شقيقتي امامي ، فلم تصبح زوجتك بعد، فضحكت بدوري وقلت: ولكن ستكون كذلك بإذن الله، وفي اقرب وقت.
وهذا ما حدث فعلا .. فقد اخبرت اهلي ، وعارضوا في بادىء الامر وقد تصوروا أنني قد طمعت في الامكانيات الماديه. وأقسم أنه لم يكن السبب الأساسي و إن كان احدها بدون شك ، فقد كانت انسانه تجلب الراحة الى اقصى حد، وكأنني أعرفها منذ سنوات طوال..
وتزوجنا وتعمدت ان ادللها ، حتى لا تشعر بفارق السن.. وقابلت هي ذلك بروح عذبه، وجعلتني احس أنها الزوجه و الام والسكن . مرت السنوات .....وأنجبنا الابناء وفرحنا بهم واعتنت بهم عنايه فائقه، ولم تنساني في وسط زحام مسؤلياتها .. فكنت دائما اشعر أنني ( اول فرحتها ).
ومن آن لآخر اجد احد الاصدقاء يداعبني قائلا هل لاتريد الزواج من شابه صغيره تشعر معها بشبابك؟. فأستنكر السؤال و اطلب من الله ان يحفظ لي زوجتي و ام الاولاد، فيرد الصديق مستطردا: لا تخف... لن اقول لها شيئا..
ولا اجد ما اقوله ..فلن يفهمني عندما اعلن له ما يدور بداخلي إنها -فعلا- إمرأه رائعه و تطيعني و تمنحني الاحساس برجولتي وتحفظني في مالي و ابنائي وتحرص على الاهتمام بمظهرها داخل وخارج البيت، ومنزلنا في غايه الاناقة والفخامه ايضا ، اما ابنائي فهم متفوقون، فما أريد اكثر من ذلك؟....هل اترك كل هذا الحنان و الاحتواء العاطفي سعيا وراء نزوه ، أو جريا وراء شابه صغيرة لا تستطيع بذل العطاء و إنما تتوقع الاخذ المتواصل.. وكأنه الثمن الطبيعي لصغر سنها، ولجمالها الآخاذ؟.
وأعود الى منزلي، وأستمتع بالكثير مما تقدمه زوجتي.. و أحاول إسعادها، و أتمنى من الله الا يحرمني من عطائها.. فلا حياه لي بدون هذهخ المرأه المعطاءه.
منقول
ارجوا ان تنال إعجابكم..
أختكم بهاء الاحمد..ز