.. أيّ شيء إلا العيال ..
يقدّر الله أمر الانفصال بين زوجين .. فيكون الطلاق البائن .. فيبقى الأولاد كضحية لا يفرقهم الطلاق .. ولا
تشتمل عليهم الصفقة .. فهم لم يطلقوا من اسم الأبّ .. ولم يطلقوا من حوزة الأمّ .. .. إن نظرت للواقع فهم ـ غالباً ـ عصافير تطير لا تنزل في مكان إلا وهي خائفة .. ولا تصعد إلى سماء إلا وهي مرعبة .. حياتهم كسائر مسافر .. لا يضع رحله .. في أول اليوم راحل وفي آخره للنوم نازل .. فهم سنوات في حوزة الأم .. وحياة مع الأبّ ولكن في حوزة الثانية .. نظرات الناس لهم تجول بين نظرة استضعاف .. أو نظرة استنقاص .. هم للحزن و الفقد أقرب ..
وإن تفكّرت في مآلهم ومستقبلهم .. لا يسعك إلا أن تزفر آهات وتعلّق الأمل بالله وحده أن يُحسن عاقبتهم ويرعاهم بعينه وفضله ..
ربما أتى هنا من يجادل في مبالغتي .. أو النظرة التشاؤمية .. وربما ردد ( الناس فيها خير ) .. ولعل من يقول هذا يتصل أو يزور بعض المكاتب الأسرية .. أو المواقع المتخصصة ليعرف الحقيقة بنظرة واقعية ..
والفائدة من كتابة هذا هنا .. أن يفكّر كل زوجين تفكيراً عميقاً واسعاً قبل السقوط في وحل الطلاق ....