الدورة الشهرية للرجل !!
حين تكون المرأة تحت الدورة الشهرية، فإن ثمة تغيرات نفسية تظهر عليها، وبالتالي فإنها تحتاج إلى تعامل خاص من قبل الأخر وفهم وضعها النفسي ومن ثم التعامل معها بنمط وسلوك مغاير عن المعتاد، ومحاولة التجاوز عنها وعذرها حين يصدر منها ردود فعل مغايرة عن شخصيتها، ولذلك من المفترض على كل رجل أن يدرك هذه النقطة أثناء تعامله مع الأنثى وألا يشتاط غضباً أثناء تقلباتها المزاجية والنفسية، وكثير من الدرسات تشير إلى أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق تحدث أثناء الدورة الشهرية للمرأة، والسبب هو الحالة المزاجية المتكدرة لديها وردود فعل الرجل القوية أثناء الخصام، لذلك يحتاج الرجل أن يغير من تعامله ويلجأ للهدوء والتفهم حين تكون المرأة في وضع دورتها .
لكن ثمة شيء ربما لم ينتبه إليه الكثيرون وهو ما أسميه بالدورة الشهرية للرجل، نعم الرجل تأتيه دوره شهرية وإن اختلف الأمر عن المرأة من ناحية التغييرات أو الاستجابات البيولوجية، إلا أن الحالة النفسية هي حالة مماثلة للغاية، فالرجل تأتيه دورات يتكدر فيها المزاج وينشغل البال ويحتاج إلى أن يتفهمه الطرف الأخر بدقة، وفي بعض الأحيان تكون دورة الرجل أكثر فتكاً وتعباً من المرأة، فالأمر لايقتصر على الحالة المزاجية فحسب إنما يتبعها أو يجاريها القلق الحالي والهم المستقبلي، فعلى سبيل المثال حين تأتي الرجل الدورة المزاجية فهو في الوقت نفسه محاصر ومحمل بأثقال كثيرة كالمسؤولية الملقاة على عاتقه في إدارة العائلة والتربية والمصروف الشهري وشراء حاجيات العائلة وغير ذلك من الإلتزمات، أضف إلى ذلك القلق للبحث عن استقرار الأساسيات وهي البيت المُلك أو السكن الذي يضمن مستقبله ومستقبل أبناءه، محاولة تنمية الدخل المادي، سداد المتطلبات كالفواتير والأجارات وغير ذلك من مسؤوليات قد تعجل في اشتغال الرأس شيبا، وهذا مايجعله أكثر سوءً وتعباً وشعوراً من المرأة .
لذلك فإن المرأة الواعية والشريكة المخلصة هي من تتفهم تلك الدورة التي يمر فيها الرجل وتلك الحالة والتقلب المزاجي الذي يعاني منه، وبالتالي في نظري أن عليها أن تحاول ألا تدخل معه في سجالات أو محاورات عنيفه حين تأتيه دورته، والرجل سيمر بسلام خلال تجاوزه لتلك الحالة النفسية والمزاجية، وربما هي في الغالب لا تتجاوز الثلاث أيام ( بناء على ملاحظاتي )، وحين يتخطاها فإنه سيكون انساناً لطيفاً ساكناً هادئاً متعقلاً، إن أفضل الحلول في نظري هي أن تدع المرأة الرجل دون طرح حلول فعليها أن تدعه وشأنه، فحالته المزاجية كالمخدر يبدأ قوياً وينسل تدريجياً إلى أن ينتهي، فهو لا تجدي معه محاولات العلاج بل قد تزيده توتراً، إنه لايريد الكثير من الكلام ولا المزيد من تناول موضوعات مختلفة للحوار، إن الرجل بحاجة لأن يصمت أثناء حالته ليعيد توازنه، وعلاجه الفعّال هو (الصمت). فتلك هي الدورة الشهرية للرجل، وهي ليس بالضرورة أن تكون شهرية ربما تكون كل شهرين أو أكثر أو أقل من شهر، كلٌ على حسب شخصيته .