بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وبه نستعين والصلاة على النبي الامين

---

الصراحة وبكل صدق لا اعلم من اين ابدا
كيف اسرد الحكاية وارويها وانا لا اعلم كيف بدات
كل الاشياء كانت على ما يرام
متزوج منذ سنتين ولدي طفلة عمرها سنة والحمد لله
وحالي من افضل الاحوال
الله تبارك وتعالى قنعني بزوجتي ورضيت بها شريكة لحياتي
وعشت معها رفيقة لدربي
فمن كل جنبات قلبي اعشقها
اعشق عينيها

تلك العيون الساحرة
مستدقة الملامح
ليس في الدنيا شي اجمل منها
ولا امتع من النظر اليها

تلك العيون التي اسرتني ايام طويلة
اذهبت عني التعب كلما نظرت اليها
فيها انسي وراحة بالي

لم اصدق ان تلك العيون تنفث بالشرر
نعم وا اسفاه

عرجت الى عشنا الجميل
واذا بي ارى عيناها ملآ بالغضب
تطالعني بكل جبروت فيها

يا زوجتي عمري الان 25 ربيعا
وقاتلت في حياتي الكثير
من اعداء وحاقدين
ومهاوشات تحدث لي في الطريق
من اشخاص يقال عنهم ...تربية شوارع
ولكن لم اشعر بكل ذلك الغيظ في عين اي منهم

كيف انتي يا زوجتي الحبيبة
ملأت عينيك الطيبة الطاهرة بكل هذا الغضب
نظرت اليها وانا خايف من ما قد يؤول اليه الامر
فاذا بي اقترب واذا بطارق يطرق
لم يعرف من الادب شيئا
طرق باب قلبي قبل اذني

(((طلقني)))

---

منذ شهرين تقريبا
ادخل ابي المستشفى
وانا الذي كنت اذهب به لمراجعة الاطباء
اولهم شخص مرض الوالد "بالسرطان الخبيث" والحمد لله
وبعد مراجعة اكثر من طبيب
شخص بانه ورم حميد في مراحله المتقدمة

وبحكم اني اعمل في المجال الطبي
واعرف الكثير مما تعنيه هذه الجملة
فقد تركت كل شي وصرت اهتم بابي
الى ان اجرت له عملية الاستئصال
وتماثل للشفاء

واراد الله بحكمته ان تتعب امي
وذهبنا بها الى الطبيبة
فاذا هي الاخرى لديها كتل ورمية متعددة
انهارت نفسيتي
فامي قبل 10 سنوات اصيبت بسرطان الاثدي الخبيث
والان المخاوف في ان تكون هذه الكتل خبيثة
فالاحتمالية كبيرة

وانا من بين اخوتي كان الاطباء يخبرونني
بمدى خطورة الموضوع
بحكم انني اكثر استيعابا من اي واحد منهم

والحمد لله على كل حال

---

بعد خروجهم من غرفة العمليات وعودتهم الى البيت بنعمة الله
اصبحت امر في حالة نفسية صعبة
لم ادرك نفسي فيها
كنت احب ان اكون في بيت امي وابي مع اخوتي
احبهم واحسست في لحظة من اللحظات برغبة جميلة
ان امضي اكثر وقت ممكن معهم
فلست ادري من عمرهمقدتبقى
(اطال الله في عمرهم)

وهذا ما حصل
كنت اترك زوجتي في شقتنا واصعد الى شقى اهلي
لامكث معهم
نعم لم اكن في حالة خدمة وجلوس عند اقدامهم
ولكن الجمعه مع اخوتي واللعب مع الصغار منهم ترسم الفرحة في اعين والداي

شيئا فشيئا ومن دون ان احس اصبحت تتضايق مني حبيبتي
قالت لي مرات لا تتركني
اجلس معي
ولكن لم اكن ادرك
فوضع اهلي سلبني عقلي

كنت لا اعود الا في وقت النوم
وفي الصباح كل منا مشغول بدوامه وعمله
هكذا الى ان جاء ذلك اليوم الذي فجرت فيه ما في قلبها
ورمت بكل الذكريات الجميلة
في الوقت الذي ضعفت قوتي
واحتجت الى من يساندني
الى شخص اتكأ عليه الى ترحل ازمتي

فوجئت بالشخص الحبيب المقرب الى قلبي
يرميني ويتخلى عني
لا يا زوجتي ما كان هذا عشمي

لا الومك فقد تبين لى اني كنت مجافيكي
ولكن رغما عني
ولو بيدي ان اترك الدنيا وما فيها
واهرول الى حضنك الدافئ
اختبئ بين ذراعيكي
اسبح في فضاء عينيك

والحمد لله على كل حال

((الرجاء انتظار تتمة الموضوع))

---

الان ادركت كم ان زوجتي تحبني
كم سعت ان اكون بجانبها
لا تريد لاحد ان يشاركها فيني
تريدني لها وحدها
ياله من معنى جميل
ومشاعر رائعة منك يا زوجتي

اعذريني فقد خانك التعبير
الأنك تحبيني واردتيني لك وحدك تطلبين الطلاق؟
شيطان بل مارد سول لنا هذا

اللهم انا نعوذ بك من شر انفسنا والشيطان

---

تركت البيت ولم اشا ان ادخل في جدال معها
الى ان تهدا
مر يوم اخر ولا زلت ارى الغضب في عينيها

سمعتها تتحدث الى زميلاتها عن مذاكرة جماعية
فاتفقت معهم ان تكون في بيت ابيها
فاخبرتني برغبتها في الذهاب الى اهلها
لم اتردد لحظة
لكي تذهب وتبتعد عن الجو المشحون
ونتجنب النقاش في فترة الغضب

حملت معها ذهبها وبعضا من اغراضها
لم اعلق
وفي نفسي اقول
ان شاء الله يومين او ثلاثة وتهدا نفسيتها
وتعود المياه الى مجاريها

---

لم تتعدى الفترة التي منحتها لنفسي حتى اكلمها
الا وباهلها يتصلون
"نريد طلاق ابنتنا"

تشابكت الخيوط
وتعقدت الامور
وخرج الموضوع من بيني وبين زوجتي
واصبح من يحرك الدمى اناس اخر
هذا يصيح نعم ظلموكي
واخرى تعلق ما فيهم خير ولا نريده زوجا لكي

استعنت بالله وتحدثت مع خالها ووعدني وطيب خاطري
ولكن لم يات بنتيجة
والتفاصيل كثيرة ومحزنة
من اغلاط حدثت من كلا الطرفين
حاولي اهلي التدخل في الموضوع
ولكن يابى الشيطان الا ان يفرق

رفعت دعواها في المحكمة بطلب الخلع
واحتكمنا الى لجنة الاصلاح ولكنها ابت
ومع هذا كله انا ما زلت اريدها زوجة لي

ليس عنادا او عدم رغبة في اعطاءها مرادها
او تعذيبا لها بين اروقة المحاكم
او تعليقا لها سنينا من الالم
والله اعلم بنيتي وصدقي
ولكن ليقيني التام انها تحبني ولكن نغص العيش ظرف او اخر
كنا على وداد تام
كل منا متفهم للاخر
لم نكن نتشاجر الا نادرا

مشكلتنا الوحيدة
اننا وقت الزعل لا نستطيع ان نحصر ذلك الزعل بيننا
فدائما ما ينشر الغسيل
وتتصعد الامور ثم تهدا في اخر الامر
بعد ان تكونتركت جروحا في اطراف خارجية
اما انا وزوجتي فنعود اجمل وافضل
وكلها في السنتين مرتين كبرت المشكلة ثم حلت
ولكن هذه المرة الموضوع اصبح مخيفا
فعواقبه قد تكون صارمة وقاسية
فقد الصبر من بعض الناس

---

وفي انتظارنا لجلسة المحكمة
وبصدفة لا بل بقدر من الله اكتشفت ان امام المسجد
ما هو الا دكتور ومتخصص في علاج المشكلات الزوجية
فلك اتردد
اخبرته بالامر ولم يقصر معي

ذهبنا الى بيت اهل زوجتي
وتحدثنا معهم ودخلت زوجتي
والمفاجئة انها اتت موافقة على العودة ولكن لديها بعض الشروط

الحمد لله زال الشر
ودحض الشيطان في داره
زالت الغمة وفرجت الكربة

وافقت على شروطها كلها
الا شرط واحد ليس في استطاعتي
واقتنع الدكتور ""العنصر المحايد"" في القضية
واقتنع ابوها وخالها بان هذا الشرط ليس بمقدوري

خرجنا من عندهم وانا فرح سعيد
ارتاح قلبي
ورقت دموعي من الفرح

وفي انتظار ان يكلمها اهلها ويقنعوها ان هذا الشرط يمكن ان تتنازل عنه
حتى يمكن للحياة ان تستمر وبضمانات اخرى

---

تررن تررن

اذا بهاتفي الجوال يرن
واذا بالمتصل ابو زوجتي
وقبل موعد المحكمة بيوم

""الحمد لله اكيد اتصل يقول بلاشي نروح المحكمة بكرة""

واذا به يطلب مني امرا انا لا دخل لي فيه
ندمت انني لم اقل له
"يا عمي ارجوك لا تدخلني في هذا الموضوع"

فبدلا من ذلك قلت له
"طيب حاضر بس خليني ارجع البيت واشوف لك الموضوع"

لم استطع ان انفذ ما اراد
فاذا به ينطق كلاما جللا
تحدث عن امي انها هي السبب في مشاكلنا
قلت له بالادب ما يصح هذا الكلام منك
وزاد امك هي التي تتحكم في البيت
وانا احاول ان اقاطعه لكن دون فائدة
حتى تكلم على ابي
"اصلا ابوك ما عنده كلمة, ابوك ضعيف شخصية"

عندها لم اتمكن من ضبط انفعالي
وخرجت من فمي كلمات لا اذكر معظمها
وعندما قلت له : ما اسمح لك تغلط على ابويا
رد قائلا : انا ما غلطت على ابوك

عندها زادت حدة كلماتي
وليتها لم تكن
وبالفعل لم اكن انا من يتحدث
لم اتخيل اني انطق بهذه الكلمات الجارحة

انتهت المكالمة
انتهت كل المحاولات

منذ ان خرجت زوجتي من البيت
وانا اتمناها ان تعود اليه
اليوم قبل بكرة
ثلاثة اشهر وانا احاول معها
جربت كل الطرق
باللين والشدة
والرخاء والعطاء
بالاعراض والمواجهة

الى ان توصلنا الى حل نتيجته استمرار الحياة بيني وبينها
بغض النظر عن ما كان مشروط

ولكن لحظة شيطان وغضب عادت لتفرق
رعونة شبابي ونصرتي لاهلي وسرعة انفعالي لتوتر اعصابي
جعلتي اخسر ما بنيته في 3 اشهر

---

مر يوم اثنان وثلاثة
ادركت خلالها ان ردت فعلي كان مبالغ فيها
وانه ما كان يجب ان يحدث اي من ذلك
ولكن الحمد لله على كل حال

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
ظلمت نفسي وزوجتي وابنتي بهذا التصرف

قررت الاعتذار وبالفعل
اتصلت وقدمت اعتذاري
قوبل بالجفاء والانفة
" احنا اللي بيننا انتهى ما بقي الا المحكمة "
كلام ابو زوجتي لي
الان بدا الموضوع ياخذ منحنى اخر

الا وانه يريد الانتصار لنفسه
فكرامته لا تسمح له بان يعيد ابنته لي

---

احب ان اقول
في خلال الثلاثة اشهر التي مضت
وفي احدى المكالمات مع عمي تطاول علي بالسب والاهانة
من غير ما سبب واغلق الهاتف في وجهي
ومع ذلك اعتذرت له وانا لست بمخطا

وهو اعترف لنا بانه هو الغلطان
واني لم ارتكب معه اي خطا

فان كنتم ترون اني اخطات في المرة الاخيرة
فما بالكم بتلك

---

انا لا اقلل من احترام والد زوجتي
فمهما كان هو رجل كبير والتقدير واجب علي
هو جد لابنتي رغما عني
وما دفعني للاعتذار له الا كل هذه الاعتبارات
اعتذرت وانا الجاني والمجني عليه

لم اشا ان ارضخ لاحتقاره لامي وابي
فلم يربيني اهلي حتى اسمع الاهانة عليهم واسكت
ولم اشا ان انافق معه ايضا

هل لاني اريد منه ابنته يعني هذا ان اذل من نفسي واهلي
اعود واعترف ان طريقة ردي خاطئة
ومن منا لا يخطا

وليس الرجل بالذي لا يخطا
ولكن الرجل من اذا اخطا اعترف بخطاه

فانا اعترفت وزدت الاعتراف اعتذارا

---

الان والجلسة القادمة بعد اسبوعين
اريد ان ابرا ذمتي
امام الله
وامام ضميري الذي يعذبني
وامام ابنتي ان كبرت وسالت يوما لم انفصلت عن امي

ان كان والد زوجتي يصر على رايه
وان كانت زوجتي تنتصر لابوها

فانا قد سمعت ان عوائل وصلت بينهم المشكلة الى حد التطاول بالايادي
والصفع بالكفوف والاهانة امام الناس

ومع ذلك استمرت زوجاتهم
فالمشاكل درجات

فلسنا في عالم مثالي
والمثالية مطلوبة ولكنها غير موجودة
وهذا ليس تبريرا للخطا
وانما اشارة الى وجود اصل العفو والحلم
وكلما كبر حجم الغلط
كلما كبر معه اجر الصفح والغفران
---

واخيرا لست اريد منكم حلا او طريقة
وانما سطرت هذه الكلمات لتبقى مدى الحياة شاهدة علي
وتبقى لزوجتي في يوم من الايام

زوجتي التي ما زلت احبها
واريدها معي لنكمل ما بداناه من مشوار
بالرغم من كل الظروف والمشاكل القاسية
الا اني مستعد للتضحية
مستعد لان ابد صفحة جديدة كما يقولون
اريد ان اكون زوجا صالحا
وابا حنونا
وصديقا محبا
اريد ان احيا مع زوجتي لاقدم لها السعادة التي حرمنا منها فترة طويلة
لاعوض لها ما مضى

يا روضة قلبي تركت مكانك خاليا
وانا ارعاه واجهزه لك
ما كان من تقصير وخطا استبدلته بحب
وتمسك ورغبة وعشق ابدي

حقا اني احبك ولا افرق بين نفسي وبينك
ملكتيني حتى ادق عروقي
فاستئصالك يعني موتي المحقق



واخيرا اطلب منكم الدعاء لي في ظهر الغيب
اللهم انا عبادك الضعفاء وانت ارحم الراحمين
يا مفرج الهموم ويا كاشف الغموم
يا الله
انا وزوجتي نحتاجك في اشد ظروفنا
فكن معنا يا الله
انصرنا على نفسنا والشيطان
الهنا لا يرد امرك
ان قضيت شيئا ان تقول له كن فيكون
بيدك الامر كله
حبب قلوبنا وحننها لبعض
يا رب ما ينقص من ملكك شي
امتحنتنا فصبرنا
ابتليتنا فتوكلنا عليك
امرتنا فدعونا
وعدتنا فرجونا
اللهم يا من تجيب الدعوة
انت القائل ادعوني استجب لكم
اللهم فلا اريد مالا ولا ملكا
وانما زوجة صالحةابعدها الشيطان عني فردها بعظمتك
وقدرني ان ابر بها وباهلها
وان نحيا تحت ظل رحمتك يا رب العالمين
وصلي اللهم على نبينا محمد

امـــــــــــــين



-------------

والحمد لله رب العالمين