منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - إلى المتمنعة من زوجها (الاجزاء كاملة )
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-2007, 10:36 AM
  #14
علي العلي911
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 440
علي العلي911 غير متصل  
الجزء الثالث من كتاب : ( إلى المتمنعة من زوجها ) :
من المبررات التي تحاول بها الزوجة إقناع زوجها بالانصراف عنها حين يرغب في معاشرتها، قولها له: افترض نفسك مسافراً.. ! أو قولها : افترض أني في المحيض . أو قولها : صبرت سنوات في فترة العزوبة.. أ فتعجز عن أن تصبر أياماً الآن ؟!

وهذا التبرير الأخير ذكرني بقريب يعمل في بلد غير بلده، سافرت زوجته في الصيف إلى أهلها، وأطالت في مكثها ولم تعد إلى زوجها في الوقت الذي اتفق معها أن تعود فيه. فاتصل هاتفياً، وتحدث مع عمه ( والدها )، وجرى بينهما الحوار التالي :

- الزوج: متى حجزتم في الطائرة لـ"... " ( ذكر اسم زوجته ).
- العم: لم نحجز لها بعد.
- الزوج: ولكن الازدحام شديد يا عمي.. والناس كلهم يعودون في هذه الفترة.
العم: ولماذا العجلة.
الزوج: تدري عمي..
العم مقاطعاً: مكثت عندك عشرة أشهر.. فما يضير لو مكثت عند أهلها شهرين!
- الزوج: ولكن يا عمي.. الحياة العزوبية صعبة.. وأنت سيد العارفين بهذا.
العم: أنت لم تتزوج إلا بعد أن تجاوزت الثلاثين.. وما دمت قد صبرت السنوات الطوال دون زوجة.. أي صعوبة إذا غابت عنك زوجتك شهرين أو ثلاثة .
هكذا يمنع الأهل ابنتهم عن زوجها. وهكذا تتحجج الزوجة حين تأبى على زوجها. ولعل خير رد على تلك الدعوى هذا المثل الشائع: أعزب دهر. أرمل شهر .

إن اضطرار الرجل لحياة العزوبة، وصبره عليها، وإحساسه بأنه لا يملك هذا إلى أن يتزوج.. يجعله معتاداً هذه الحياة بعض الشيء، صابراً عليها إلى حد ما... أما حين يتزوج، وتملأ زوجته عليه البيت، وتصبح حياتها جزءاً من حياته وحياته جزءاً من حياتها، فإنه لشد ما يفتقدها إن غابت عنه.. حتى ولو ساعات معدودة .

وهذا ما يؤكده علم النفس الحديث، فالدكتور ستيفان فرينزو أستاذ النفس في جامعة ماركيت الأميركية يقول: إن الشائع بين الناس، وفي مختلف المجتمعات، أن الأعزب يتزوج وفي ظنه أنه يتخلص من الإحساس بالوحدة؛بينما وقع الشعور بالوحدة على المتزوج أقوى وأشد، ولهذا فإن المتزوج حين يبتعد عن زوجته، ولو لأيام قليلة، يحس بوحدة حادة، ويكون وقعها على نفسه أقسى وأصعب.

ويضيف: إن المتزوج لا يستطيع أن يتكيف مع الوحدة إن أجبر عليها.. بينما الأعزب يتكيف مع الحياة الاجتماعية إن وجد نفسه فيها.
وإذا عدنا إلى حجج الزوجة "افترض أنك مسافر" أو "افترض أنك ما زلت عزباً"... فإني أشبهها بحجج زوجة يطلب منها زوجها أن تعد له طعام الغداء فتقول له: "افترض نفسك في رمضان ))! ((لماذا لم تصم اليوم؟ )) ((شارك الفقراء والمساكين جوعهم))! لتبرر تقصيرها في إعداد الطعام له .

ولا شك في أنها تبريرات غير مقبولة، وغير منطقية، لأن معاناة الزوج ستكون أشد حين يشعر بالوحدة وهو مع زوجته التي تأبى عليه وتمتنع من الاستجابة إليه .

ونعود إلى الدكتور ستيفان فرينزو الذي يؤكد أن أصعب أنواع الوحدة وأقساها على القلب هي تلك التي يحس بها المرء وهو وسط أهله وأقاربه. يقول: إن انعدام جو التفاهم وتبادل الآراء والعواطف يترك المرء في مرارة الوحدة ولو أحاط به مئات من الناس بمعسول الكلام. إنها أقسى أشكال الوحدة .

أجل إنها علاقة سامية

أرجو أن تنظري إلى تلبيتك حاجة زوجك نظرة أبعد من كونها تلبية لشهوته. أن تنظري إليها على أنها وسيلة هامة لإعفافه، وغض بصره، والتزامه دينه،وإتقانه عمله .

ضعي في خاطرك مشهد زوجك وهو ينظر في هذه المرأة، ويحدق في تلك! بعد أن تكوني قد أبيت تلبيته ورفضت الاستجابة له .

وضعي في خاطرك مشهداً مقابلاً للمشهد السابق: زوجك وهو يغض بصره، ولا ينظر إلى من يصدفه في طريقه من النساء بعد أن تكوني قد استجبت له ولبيته !

ألا تكونين قد أسهمت في غض بصره في المشهد الثاني، وساعدته- ولو من غير قصد- على ذاك التحديق في النساء في المشهد الأول ؟!

وضعي في خاطرك مشهد زوجك وهو ثائر في عمله، متوتر الأعصاب، عرضة للخطأ والتقصير، لأنه أتى إلى عمله وهو ضائق بك لأنك قد رفضت دعوته ولم تلبي حاجته !

والمشهد المقابل: زوجك وهو هادئ الأعصاب، منشرح الصدر، مرتاح في عمله ؟ إنجازه فيه أكثر وعطاؤه فيه أفضل.
ألا تكونين قد شاركت في النتائج الإيجابية في الحال الثانية.. أو في النتائج السلبية في الحال الأولى ؟!

لقد وعد الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة التي تحسن تبعلها لزوجها(ولا شك في أن تلبيتها زوجها من حسن التبعل) بالأجر المماثل لكل ما يقوم به الزوج من عمل يؤجر عليه .

فإذا عف الرجل، وغض بصره، وأتقن عمله، ونال على هذا كله أجراً ومثوبة؛ فلا شك في أن للزوجة نصيباً مماثلاً من هذه المثوبة وذاك الأجر .

وعلى هذا؛ فإني أرجو من كل زوجة أن تضع في حسبانها هذا الأجر الذي تكسبه حين تلبي زوجها وتجيبه إلى حاجته

لننظر إلى تلبيتها زوجها نظرة أسمى؛ نظرة من يشارك في حفظ المجتمع، ويسهم في سلامة أركانه وحفظ بنيانه .
وهذا على العكس مما تحسبه الزوجة التي تأبى على زوجها، فهذه تحسب أنها تسمو بنفسها حين تنفر من معاشرة زوجها، وتهرب منها، وتبتعد عنها.. وهذا حسبان غير صحيح، وظن خاطئ، وليس من الإسلام في شيء .

لقد سما الإسلام بالعلاقة الجنسية في إطار الزواج، ووعد الزوجين بالثواب عليها .

فلتعلمي هذا كله، أختي الزوجة، وتتفهميه، لتغيري نظرتك وتصححيها إن كانت خاطئة.. تجاه تلبيتك حاجة زوجك الجنسية .

إن السمو لا يكون بكبت هذه الغريزة ؟ كما يفعل قساوسة ورهبان كثرت الأخبار التي تتحدث عن اعتداءاتهم الجنسية على نساء وأطفال؟ مؤكدين بهذا أنهم يخالفون الفطرة ويحاربونها .

فلتعلمي هذا كله، أختي الزوجة، وتتفهميه، لتغيري نظرتك وتصححيها إن كانت خاطئة.. تجاه تلبيتك حاجة زوجك الجنسية.

لا يقتصر على الليل وحده

هناك زوجات يأبين على أزواجهن في النهار؟ فهن يفضلن الليل، وحججهن في هذا الإباء مختلفة، وقد يرين أنه لا بأس من هذا الرفض، وأنه ليس في الإسلام ما يأمرهن بتلبية أزواجهن في النهار. وقد يفهمن من حديث رسول الله صلى عليه وسلم (( إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها.. لعنتها الملائكة حتى تصبح )) أن الأمر هنا قاصر على فترة المبيت .

غير أن الأحاديث الأخرى تؤكد أنه ليس هناك وقت محدد من ساعات الليل والنهار.. وإنما جاء التعبير في الحديث السابق ب "باتت " و"حتى تصبح " لأن هذا الوقت هو الأعم الأغلب .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد ( أي حاضر ) إلا بإذنه )) متفق عليه. ووقت الصيام معلوم، من الفجر إلى المغرب، أي أن ساعات الصيام هي ساعات النهار، فإذا رغب الزوج في أن يأتي زوجته فوجدها صائمة.. فقد تحتج عليه بأنها صائمة، وأن صومها لله أهم من شهوته! فتحرج زوجها بهذا .

ولو تأملنا الكلمة الأولى في الحديث الشريف "لا يحل " فسنجد أنها"يحرم " أي أنه يحرم على الزوجة أن تقوم بعبادة الصيام نفلاً إذا لم يأذن لها زوجها، أليس في هذا تأكيد على أن الزوجة مأمورة بتلبية زوجها في أي ساعة من ساعات الليل والنهار ؟

أليس فيه إغلاق لأي عذر تعتذر به الزوجة؟ لأن أي عذر تقدمه.. يبقى أقل شأناً من الصوم! فإذا كانت لا تمتلك أن تعتذر بالصوم وتحتج به، فالأولى أن لا تعتذر بغيره وتحتج به .

الحديث الآخر الذي يؤكد شمول ساعات الليل والنهار ما رواه مسلم في صحيحه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في نفسه.. فليعمد إلى امرأته فليواقعها.. فإن ذلك يرد من نفسه ". رواه مسلم . فهذا الحديث أيضاً يطلق الزمان ولا يحده بوقت معين. بل إنه يشير إلى ساعات النهار أكثر من ساعات المبيت والليل.. لأن رؤية الرجل امرأة أخرى إنما يكون- في الأغلب- في ساعات العمل ومخالطة الناس، وأكثر ما يكون هذا في النهار .