منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-01-2019, 08:55 PM
  #40
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

هـ - استشهاد حارثة بن سراقة:
259 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع؟. فقال: (ويحك -أوهبلت- أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس) (1).
و- عوف بن الحارث وسؤاله: ما يضحك الرب من عبده:
260 - قال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة: "أن عوف بن مالك وهو الحارث بن عفراء، قال: يا رسول الله، ما يضحك الرب من عبده؟ قال: (غمسه يده في العدو حاسرًا)، فنزع درعًا كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل" (2).
ز - شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
261 - من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"قال: لقد رأيتنا يوم بدر، ونحن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أقربنا من العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا" (3).
262 - ومن حديث أنس رضي الله عنه قال: "فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يقومن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ...) فذكر الحديث وفيه قصة عمير بن الحمام (4).
حـ - مشاركة الملائكة يوم بدر:
263 - من حديث ابن عباس قال: "بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم. فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيًا، فنظر إليه فهذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة) (5).
264 - ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضًا قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: (هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب) (6).
265 - من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا، فقال العباس: يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله فقال: (اسكت فقد أيدك الله بملك كريم) (7).
266 - ومن حديث أبي داود المازني: قال: "إني لأتبع رجلًا من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أنه قتله غيري" (8).
267 - ومن حديث البراء قال: "جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره، فقال العباس، يا رسول الله ليس هذا من أسرني، أسرني رجل في القوم أنزع من هيئته كذا وكذا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قد آزرك الله بملك كريم) (9).
268 - ومن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر يوم بدر (مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال، أو يكون في الصف) (10).
قال الحافظ في الفتح: "قال الشيخ تقي الدين السبكي:
"سئلت عن الحكمة في قتال الملائكة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أن جبريل قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه؟
فقلت: وقع ذلك لإرادة أن يكون الفعل للنبي وأصحابه، وتكون الملائكة مددًا على عادة مدد الجيوش، رعاية لصورة الأسباب وسنتها التي أجراها الله تعالى في عباده، والله تعالى هو فاعل الجميع والله أعلم" (11).
ط - قتال سعد بن أبي وقاص:
269 - من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "كان سعد يقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، قتال الفارس والراجل" (12).
ك - شدة بأس علي بن أبي طالب يوم بدر:
270 - من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كنت على بئر فكنت يوم بدر أميح وأمتح منه، فجاءت ريح شديدة، ثم جاءت ريح شديدة، فلم أر ريحًا أشد منها إلا التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح شديدة، فكانت الأولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -، والثانية إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبي - صلى الله عليه وسلم -، والثالثة جبريل في ألف من الملائكة، وكان أبو بكر عن يمينه، وكنت عن يساره، فلما هزم الله الكفار حملني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرسه، فلما استويت عليه حمل بي، فصرت على عنقه فدعوت الله فثبتني عليه، فطعنت برمحي حتى بلغ الدم إبطي" (13).
ل - الريح العقيم التي أرسلت على المشركين يوم بدر:
271 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أخذتهم ريح عقيم يوم بدر" (14).
م - قذف قتلى أئمة الكفر في القليب:
272 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن أبي طلحة رضي الله عنه: "أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش، فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث: أمر براحلته فشدت عليها رحلها، ثم مشى واتبعه أصحابه وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفى الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: (يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا).
قال: فقال: عمر يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها.
فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم).
قال قتادة: "أحياهم الله حتى أسمعهم قوله، توبيخًا وتصغيرًا ونقيمة وحسرة وندمًا" (15).
273 - من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على قليب بدر فقال: (هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟) ثم قال: (إنهم الآن يسمعون)، فذكر لعائشة، فقالت: إنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق). ثم قرأت {إنك لا تسمع الموتى} حتى قرأتْ الآية .. (16).
274 - ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك قتلى بدر ثلاثًا، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال: (يا أبا جهل بن هشام! يا أمية بن خلف! يا عتبة بن ربيعة! يا شيبة بن ربيعة! أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا) فسمع عمر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله كيف يسمعوا وأنَّى يجيبوا وقد جيفوا قال: (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا) ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدرًا" (17).
ولمن أراد التوسع في هذه المسألة والآراء المعروضة فيها فليراجع فتح الباري وأقوال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في تعليقه على حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق وقول ابن كثير رحمه الله في التفسير: (3/ 438) فإن في ذلك فائدة جيدة والله أعلم.
.................................................. .........................................
(1) أخرجه البخاري في المغازي باب فضل من شهد بدرًا حديث رقم: 3982.
(2) أخرجه ابن هشام في السيرة: 1/ 627 - 628 والبيهقي في السنن: 6/ 99 - 100، الطبري في التاريخ: 2/ 448 - 449 من طريق ابن إسحاق وصرح ابن إسحاق بالتحديث فسنده حسن ولكنه مرسل.
(3) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 86، وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -: ص: 57، من طريق وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب به، وهذا إسناد صحيح فقد صحح الشيخان رواية إسرائيل عن جده، وانظر مجمع الزوائد: 9/ 12، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند: 2/ 228، ويشهد له حديث البراء عند مسلم: 1776، الجهاد باب في غزوة حنين.
(4) انظر تخريج الحديث: 252، فإنه قطعة منه.
* خطم: الخطم الأثر على الأنف. حيزوم: اسم الفرس الذي يركبه الملك.
(5) أخرجه مسلم في الجهاد باب الإمداد بالملائكة من حديث عمر الذي حدثه ابن عمر رقم: 1763. انظر شرح مسلم للنووي: 12/ 85 - 86.
(6) رواه البخاري في المغازي باب فضل من شهد بدرًا رقم: 3995.
(7) تقدم تخريجه حديث رقم: 248.
(8) أخرجه ابن هشام: 1/ 633، وأحمد في المسند: 5/ 450 من طريق ابن إسحاق حدثني أبي إسحاق بن يسار عن رجال من بني مازن عن أبي داود المازني وسنده حسن -والبيهقي في الدلائل: 3/ 56، والطبري في التاريخ: 2/ 451.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 6/ 83، رواه أحمد وفيه رجل لم يسم.
(9) قال الهيثمي: 6/ 85، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(10) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 82، رواه أحمد بنحوه والبزار واللفظ له ورجالهما رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى" كشف الأستار رقم: 1467، 1762، أحمد: 1/ 147، أبو يعلى رقم: 340، الحاكم: 3/ 134، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والحديت بإسناده صحيح.
(11) فتح الباري: 7/ 313، في التعليق على حديث رقم: 3995.
(12) كشف الأستار: 1768 - 1769، وكان الهيثمي في المجمع: 6/ 82، رواه البزار بإسنادين أحدهما متصل والآخر مرسل ورجالهما ثقات.
* متح الدلو جذبها متسقيا لها.
(13) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 77، رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(14) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 78 رواه البزار ورجاله ثقات، وانظر كشف الأستار رقم: 1782.
(15) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبي جهل حديث رقم: 3976، مسلم في الجنة باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه رقم: 2874 - 2875، والنسائي: 4/ 109 - 110، وأحمد في المسند: 3/ 104 - 182 من طريق حميد به.
الركى: البئر.
(16) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبي جهل حديث رقم: 3980 - 3981، النسائي: 4/ 111، أحمد في المسند: 2/ 131، ورجال أحمد رجال الصحيح كما قال الهيثمي في المجمع: 6/ 91.
(17) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها رقم: 2874، وأحمد في المسند: 3/ 287.
* جيفوا: أنتنوا وصاروا جيفًا.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس