منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-2018, 01:41 PM
  #32
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

المبحث السادس عشر: غزوة بواط
207 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
"سرنا مع رسول - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بطن بواط، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح يعقبه منا الخمسة والستة والسبعة، فدار عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن، فقال له: شأ لعنك الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من هذا اللاعن بعيره) فقال: أنا يا رسول الله. قال: (أنزل عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم) (1).
وهي على رأس ثلاثة عشر شهرًا من مهاجره.
المبحث السابع عشر: غزوة العشيرة
208 - عن أبي إسحاق قال: "كنت إلى جنب زيد بن أرقم، فقيل له: كم غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة؟ قال: تسع عشرة، قال: كم غزوت أنت معه؟ قال سبع عشرة. قلت فأيهم كان أول؟ قال: العشير أو العشيرة، فذكرت ذلك لقتادة فقال العشيرة" (2).
وعند الإمام أحمد لفظ آخر" عن أبي إسحاق قال: سألت زيد بن أرقم رضي الله عنه كم غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تسع عشرة غزوة وغزوت معه سبع عشرة وسبقني بغزوتين" (3).
قال الحافظ في الفتح: 7/ 280 - 281: كذا قال، ومراده الغزوات التي خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها بنفسه سواء قاتل أو لم يقاتل، لكن روى أبو يعلى من طريق أبي الزبير عن جابر أن عدد الغزوات إحدى وعشرون، وأصله في مسلم: 1813، فعلى هذا ففات زيد بن أرقم ذكر ثنتين منها ولعلهما الأبواء وبواط، وكأن ذلك خقي عليه لصغره، ويؤيد ما قلته ما وقع عند مسلم بلفظ "قلت ما أول غزوة غزاها؟ قال: ذات العشير أو العشيرة" والعشيرة كما تقدم هي الثالثة.
وأما قول ابن التين: يحمل قول زيد بن أرقم على أن العشيرة أول ما غزا هو أي زيد بن أرقم، والتقدير: فقلت: ما أول غزوة غزاها أي وأنت معه؟ قال: العشير فهو محتمل أيضًا، ويكون قد خفي عليه ثنتان مما بعد ذلك، أو عد الغزوتين واحدة، فقد قال موسى بن عقبة: قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه في ثمان: بدر، ثم أحد ثم الأحزاب، ثم المصطلق، ثم خيبر، ثم مكة، ثم حنين، ثم الطائف وأهمل غزوة قريظة لأنه ضمها إلى الأحزاب، فكونها كانت في إثرها وأفردها غيره لوقوعها منفردة بعد هزيمة الأحزاب، وكذا وقع لغيره عن الطائف وحنين واحدة لتقاربهما، فيجتمع على هذا أقوال زيد بن أرقم وقول جابر.
المبحث الثامن عشر: سرية عبد الله بن جحش
209 - عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه: "عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه بعث رهطًا وبعث عليهم أبا عبيدة فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلس، فبعث عليهم عبد الله بن جحش مكانه، وكتب له كتابًا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا، وقال: (لا تكرهن أحدًا من أصحابك على المسير معك).
فلما، قرأ الكتاب، استرجع وقال: سمعًا وطاعة لله ولرسوله، فخبرهم الخبر، وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام، فأنزل الله -عزَّ وجلَّ - {يسألونك عن الشهر الحرام} الآية، فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا وزرًا فليس لهم أجر فأنزل الله -عزَّ وجلَّ- {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم} (4).
المبحث التاسع عشر: حادثة تحويل القبلة
210 - من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده -أو قال أخواله- من الأنصار، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه، فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مكة، فداروا -كما هم- قبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك".
قال زهير، حدثنا إسحاق عن البراء في حديثه هذا أنه : مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا، فلم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم} (5).
211 - ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله {وما كان الله ليضيع إيمانكم} الآية" (6).
212 - ومن حديث أنس قال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي نحو بيت المقدس، فنزلت: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام} (7) فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة: فنادى ألا إن القبلة قد حولت. فمالوا كما هم نحو القبلة" (8).
213 - ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه الليلة، وقد أمر أن يستقبل القبلة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة" (9).
.................................................. .................
(1) أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق باب حديث جابر الطويل رقم: 3009.
* بطن بواط: قال القاضي رحمه الله قال أهل اللغة وهو بالضم وهي رواية أكثر المحدثين، وهو جبل من جبال جهينة، الناضح: البعير الذي يستقى عليه. يعقبه: يركبه. التلدن: التوقف التلكأ. شأ: كلمة زجر للبعير.
(2) أخرجه البخاري في كتاب المغازي: باب غزوة العشيرة أو العسيرة: رقم: 3949، ومسلم: 1254 في الجهاد والسيرة باب غزاوات النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(3) الفتح الرباني: 21/ 22 وقال الساعاتي أخرجه الشيخان وغيرهما.
(4) أخرجه البيهقي: 9/ 11 - 12 والطبري في التفسير: 2/ 349 - 350، وأبو يعلى: 1534 والطبراني في الكبير: 1670، وقال البيهقي: سنده صحيح إن كان الحضرمي هو ابن لاحق.
وذكره الهيثمي في مجمع الزواند: 6/ 198، وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وقد جاء من حديث سعد بن أبي وقاص أخرجه ابن أبي شيبة: 14/ 351 وأحمد في المسند كما في الفتح الرباني: 21/ 25 - 26، وقال أبو زرعة: فيه زياد بن علاقة لم يسمع من سعد بن أبي وقاص شيئًا كما في المراسيل: 57 فيكون سند أحمد منقطعًا، وأخرجه البيهقي في الدلائل: 3/ 17 - 21 مرة من طريق ابن إسحاق مرسلًا عن عروة وقد صرح بالسماع، ومرة عن الزهري مرسلًا عن عروة أيضًا وأخرجه في السنن: 9/ 55 - 59 وابن سعد في الطبقات: 2/ 10 - 11.
(5) أخرجه البخاري في الإيمان باب الصلاة من الإيمان حديث رقم: 40، وجاء بأرقام: 399، 4486، 4492، 7252، الترمذي حديث: 2962 وقال حسن صحيح، ابن ماجه: 1010، أحمد: 4/ 274 أبو داود والطيالسي: 1/ 85، مسلم في الصحيح كتاب المساجد باب تحويل القبلة رقم: 525.
(6) أخرجه الترمذي في كتاب التفسير باب ومن سورة البقرة حديث: 2964، وقال حسن صحيح، الطيالسي: 1944، والحاكم: 2/ 269، وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
(7) سورة البقرة: 144.
(8) أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة رقم: 527.
(9) أخرجه مسلم في كتاب المساجد باب تحويل القبلة رقم: 526، قلت: والظاهر أن القول والتحويل قد تكرر من عده رجال كما جاء من مجموع هذه الأحاديث
.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس