منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ملف شامل عن الأمراض المنقولة جنسياً
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-2004, 07:26 AM
  #1
OnlyAbdullah
عضو متألق وموسوعي
 الصورة الرمزية OnlyAbdullah
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 414
OnlyAbdullah غير متصل  
icon42 ملف شامل عن الأمراض المنقولة جنسياً

تجلب كلمة الزهري و السيلان رعباً حقيقياً لمن يشك بإصابته بأي منهما . ولكن انتشار جائحة الإيدز ( AIDS ) أو متلازمة عوز لمناعة المكتسب بهذا الشكل الكاسح وامتدادها على بقعة كبيرة جداً من الكرة الأرضية ،حمل إلينا جميعاً ذعراً جديداً أمر وأدهى . وأجبر كبريات الأوساط الصحية العالمية على لفت الانتباه مرة أخرى إلى أهمية الأمراض التناسلية و الأمراض النقولة جنسياً بحيث أصبح الإلمام بهوية هذه الأمراض وآلية تأثيرها وخطورتها حاجة صحية ملحة . فقد دلت الإحصاءات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية بأن هناك أكثر من 21 مليون شخص يحملون فيروس الإيدز . وهناك أكثر من مليون شخص مصابون ويعانون فعلاً من شرور هذا المرض . وأنه مع مرور كل دقيقة واحدة يلتقط خمسة أشخاص جدد عدوى الإيدز . وأنه قد مات بسبب هذا المرض أكثر من 4 مليون شخص حتى الآن . وأمام هذه الإحصاءات المرعبة، لا يكفي التخويف وحده ، فالإعدام لم يمنع القتل و الجريمة. ولابد إذاً من حملة تثقيفية شاملة تكرس وعياً صحياً علمياً ودقيقاً بكل هذه الأمراض بحيث يصبح هذا الوعي ذاتياً وعفوياً ونابعاً من داخل الناس وحاجتهم لحياة صحية . وليس حالة طارئة عابرة تلتهب في مناسبة محددة لتخمد بعد مرور هذه المناسبة . وسنقدم في هذا الملف لمحة تاريخية للأمراض النقولة جنسياً ثم تصنيفاً موجزاً لها وأخيراً سنقدم وصفاً علمياً مختصراً لأهم الأمراض النقولة جنسياً وكيفية الوقاية منها وعلاجها .

لمحة تاريخية :

لاشك في أن الأمراض الجنسية قديمة قدم وجود الإنسان نفسه . لكن التاريخ المكتوب عن هذه الأمراض يضيع في غياهب الزمن . ومن الصعب تعقب شذراته بدقة . فالحضارات السابقة للديانات السماوية قد عانت من بعض هذه الأمراض دون شك ، لكن الإشارات الأولى الملتقطة حول هذه الموضوع ظهرت لاحقاً . ففي العهد القديم للكتاب المقدس وفي سفر اللاوين نجد الإشارة التالية: (( وكل رجل مصاب بسيلان من قضيبه هو نجس بالتالي )) الجزء الخامس الآية الثالثة. وقبل السيد المسيح بخمسة قرون ونصف وصف أبو قراط القرحات الزهرية وصفاً لا يختلف كثيراً عن فهمنا لها اليوم . كما أن أرسطو وأفلاطون أشارا أيضاً بوضوح إلى السيلان البني. ويبدو أن السيلان هو أقدم هذه الأمراض ، لكن النابتات الزهرية التي تدعى اليوم بالورم القنبطي كانت واسعة الانتشار في الحضارة الإغريقية و الرومانية بسبب اللواطة آنذاك . ولقد دلت بعض الأبحاث الحديثة على أن المصريين القدماء قد عانوا من هذا المرض لاسيما في مصر العليا.كما قد ورد ذكر هذا المرض في التوراة.



في عام 1493 عاد كولومبس إلى إسبانيا بعد اكتشافه لأمريكا . وبعد شهرين من عودته أصيب بعض بحارته باندفاعات جلدية سميت في ذلك الوقت بالحصبة الهندية . وبعد ذلك تطورت حالات زهرية نموذجية في برشلونة ثم اجتاح الوباء أوربا. ولكن بعض الشخصيات العلمية الدانمركية برأت كولومبس وبحارته من جريرة جلب هذا المرض معه من الأرض الجديدة . فقد اعترف أحد النبلاء في عام 1507 بإصابته بمرض الزهري وأشار إلى أن الدانمركيون يعرفون أن هذا الداء يشيع في أوساطهم حتى قبل سفر كولومبس إلى العالم الجديد بمدة طويلة . علاوة على ذلك فقد تمت حديثاً دراسة هيكل عظمي لسيدة أوروبية متوفاة قبل رحيل كولومبس إلى أمريكا بنصف قرن . وبينت تلك الدراسة أن الجمجمة وعظام الأطراف تحمل آذيات مكتسبة تنطبق على آذيات الزهري في طوره الثالث.

وعلى أي حال فقد ثبت بأن الزهري قد بدأ يجتاح أوروبا بدءاً من عام 1494 . ففي عام 1496 حل الزهري في جنيف وفي عام 1497 لم يبقى بلد في أوروبا لم تسجل فيه حالات للإصابة بهذا المرض . وفي عام 1498 لوحظت حالات في الصين وأمريكيا الشمالية . ولم تمض خمس سنوات بعد ذلك حتى غطى وجود هذا المرض كافة أنحاء الكرة الأرضية .

أما تسمية المرض بالزهري فقد جاءت من الإغريقية ومن كلمتين الأولى Cochon ومعناها الرقاد و الثانية Amour وتعني الحب وبالتالي فقد كانت تسمية الزهري تعني ((رقاد الحب)). ولكن جراحاً إيطالياً اسمه فراسكاتور هو الذي أعطى في عام 1530 هذا المرض اسمه الحقيقة في قصيدة تعليمية أسمها : (( Syphilis, Sive Morbus Gallicus )). وهناك أسطورة شاعرية حول التسمية انتشرت في جزيرة أطلس ، تشير إلى أن شاباً راعياً اسمه سيفيلوس تمرد على إله الشمس يوماً واقترح إيقاف تقديم القرابين له . فعاقبه إله الشمس بإرسال أشعة انتقام أصابت جسده فطفح جلده بالبثور ومن ثم عم الداء سائر سكان أطلس.

وقد بدأت معالجة الزهري بالشعوزات و السحر واستخدام طقوس ورعيه مثل الصيام و الصدقات سعياً لاسترضاء السماء . ثم استخدم مغلي خشب شجر الغياك Gaiac (وهو شجر أمريكي من فصيلة القديسيات ) بأن الهنود الحمر في أمريكا كانوا يستعملونه ويلاحظ عليهم مظاهر شفاء خارجي إثر استعماله . وبعد ذلك بمدة طويلة استخدم الزئبق على نطاق واسع بكل أشكاله . وقد كان مريض الزهري يعامل كمجرم يستحق العقاب إذ يتعرض المريض أولاً للجلد حتى يفقد الميل للفجور وبعد ذلك يخضع لعملية فصد لدمه ، ثم تجرى عليه عملية تطهير خارجي فحمام وبعد ذلك تطهير جديد . بعد ذلك يحق له الاعتراف بخطيئته و الندم على فعلها ثم أخيراً يتلقى العلاج وهو عبارة عن دلك بالزئبق .

لم يعزل العامل المسبب لمرض الزهري (اللولبيات الشاحبة) إلا في عام 1905 على يد ( Chaudinn ). وكانت البشرية بحاجة إلى أربعين سنة أخرى للكشف عن علاج ناجع للزهري أي باكتشاف الصادات الحيوية من زمرة البنسلين وأقرانه . ثم تطورت بعد ذلك أساليب الوقاية من المرض وتجنب حدوثه .

على الرغم من أن هذه اللمحة التاريخية قد ركزت أساساً على تاريخ مرض الزهري ، إلا أن الأمراض التناسلية الأخرى عد مرت بأطوار مشابهة دون شك مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض هذه الأمراض حديث جداً وله تاريخه الخاص كمرض متلازمة نقص المناعة المكتسب مثلاً.