منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - السعادة تناديكم .. تريدونها ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2006, 07:28 PM
  #1
سنون و منون
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية سنون و منون
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 2,519
سنون و منون غير متصل  
السعادة تناديكم .. تريدونها ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الناضجون والناضجات ، المنفصلون والمنفصلات والأرامل


السعادة
كلمة رنانة نرددها كل يوم بل كل ساعة ، ننشدها ونراقب أهلها المنعمين فيها

ولكننا لا نجدها واقعا محققا في حياتنا ، أو ربما ننعم به ساعة ونفقدها ساعات ، وفراقها

على القلب أصعب من نيلها .

عند أهل اللغة: هي ضد الشقاوة، فلان سعيد، أي ضد الشقي.

وأهل التربية وعلماء النفس: يقولون - بعبارة موجزة جميلة: هي ذلك الشعور المستمر بالغبطة، والطمأنينة، والأريحية،

والبهجة.


والشعور بالسعادة يا فضلاء محله القلب وإدراك أسبابها واستقرارها لا يكون إلا بالعقل

فهلا طردتم مشوشات الذهن كي يستقيم العقل ويتفكر في الأسطر اللاحقة ؟


إن للسعادة ثلاثة أركان :-


أولها : صلاح النفس



وصلاح النفس يكون بأمور

أ- بتقوى الله فيما نرى وفيما نسمع وفيما نتكلم به ، في المأكل والمشرب .

قال تعالى " ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "

طيب .. الكفار والفساق من المسلمين يسعدون وهم لا يتقون ؟

الجواب في قوله تعالى "أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات؟ بل لا يشعرون"
وقال "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" قال بعض الشراح: كلما أحدثوا ذنبا أحدث

لهم نعمة وهي في الحقيقة نقمة وقال تعالى "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم

أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون

فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين".


ب-بترويض النفس على الرضا

حتى تعلم أن كل ماهو من الله خير لها في دنياها وأخراها .

ج- الدعاء لمن هم في سعادة ممن نالوا مالم ننل .

وفي هذا كبح لجماح الحسد ، وكما قيل " لا يخلو جسد من حسد " إلا من عصم

الله من الأنبياء .

ولكن يختلفون الناس ، فمنهم من بمجرد تولد شعور الحسد يكويه بالمباركة والدعاء ، ومنهم من

يسترسل في ذلك الشعور ويقع في المحظور فيأكل حسده حسناته كما تأكل النار الحطب.

كما أن في الحسد سوء ادب مع الله وتأملوا قول الشاعر الفقيه :

ألا قل لمن بات لي حاسدا *** أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله **** كأنك لم ترضَ لي ما وهب
فكان جزاؤك أن خصني ****** وسد عليك طريق الطلب




ثانيها : صلاح حياتنا وسلوك السبيل الصحيح لعيشنا


وأعني بحياتك يا كريم ، هي كل ماهو خاص فيك ، ولا أعني ماهو مشترك بينك وبين من حولك

من أهلك وأصدقائك ، نعم قد يحاول الإنسان إصلاح من حوله وفي هذا خير عظيم لكن قد لا يتمكن ،

لكنه ليس معذورا امام ربه فيما يخص نفسه وذاته .

فكيف اصلح من حياتي التي تخصني .. ذلك يتاتى بأمور يا عاقل :


أ- أن أحاول ألا أرى ونسمع ونقول إلا خيرا وصالحا ، فلا ترى عيني ما يثير داخلي مما أنا في غنى عنه ،

ولا تسمع أذنك ما يحرك الألم بين جوانحك مما أنت في غنى عنه ، ولا يتلفظ لسانك

بما قد يمرض القلب ويغضب الرب ، فلا تكون رؤيتنا متجهة إلا لما فيه حياة للقلب وبهجة له وسرور ،

ولا تسمع آذاننا إلا القرآن العظيم وجميل الحديث والذكر وغيرها مما لا إثم فيه ونستأنس به ، ولا نتكلم

ونتلفظ إلا فيما هو صلاح لنا في الدنيا ويوم النشور ، ثم غذا وقعنا في المحظور وسنقع في محظور

فنلحقها فورا بالتوبة والإستغفار حتى تمحو أثر الشر الأسود من القلوب الذي خلفته المعصية والذي

هو جزء من أجزاء التعاسة والحزن .

وهنا نسال أنفسنا سؤالا حقا وصريحا .. هل حققنا صلاح حياتنا الخاصة فعلا عندما

تابعنا المسلسلات والأفلام وسمعنا الأغاني وتكلمنا بقبيح الأقوال ؟


سؤال تساله لنفسك بصمت وتجيب عليه في داخلك بصمت.


ب-مخالطة من هم حولنا في الخير والإبتعاد عنهم في الشر قدر الإمكان .

إذ لا يعني الصلاح العزلة ، بل نمارس حياتنا بشكل طبيعي مع من حولنا ونستمتع بذلك ،

والتنحي عنهم حال سلوكهم ما ليس من عاداتنا وأخلاقنا ولو كانوا أولي قربى ، وأنت في مخالطتك

لهم أو انعزالك عنهم " جنتك في قلبك " ، كما قد قال أحد السلف الصالح حينما سجنه

المخالفون له :ماذا يفعل أعدائي بي ؟أنا جنتي في قلبي اينما كنت .



ثالثها : صلاح الغاية والهدف


وهذه مقطوع أمرها ولا شك في صلاحها ، فلا غاية لكل مؤمن إلا الجنة ولا هدف له إلا رضا ربه ،

فهو يحاول بالعمل والرضا والصبر أن ينالها وليست بعزيزة على من يسر الله له أمرها وسهل له أسبابها ،

والجنة سلعة الله وسلعة الله غالية كما قد قال صلى الله عليه وسلم " ألا إن سلعة الله غالية

ألا إن سلعة الله الجنة
"

والدنيا ممر والآخرة مقر فخذوا من ممركم لمقركم ...

ولو عشقنا وأحببنا من أناس الدنيا إنسانا واحتاج اللقاء به إلى صبر لصبرنا سنينا ،

فما بالنا بربنا الذي هو حبيبنا إن شاء الله وجنته هديته ورحمته إلينا ، أفلا نصبر

ونتق وتفنى أرواحنا دون هذه الغايات الشريفة ؟



عذرا على الإطالة ياسادة

لكني لم أرد لكم إلا السعادة



أسعدكم الله ووفقكم وكتب لنا ولكم الخير أينما حللنا .
__________________
رب اغفرلي ولوالدي

سبحان الله بحمده

سبحان الله العظيم


عزيزي القارئ : إن كل ما أكتبه ليس لي فيه أدنى فضل .. بل الفضل لله

ثم لوالدي وأناس قد قرأت لهم أو تحدثت إليهم .. من أجل هذا ليس لك أن

تستأذنني في نقل ماتراه مناسبا وصالحا للنقل إلى أي منتدى وأي مكان

ومن غير أن تشير حتى إلى إسمي .. لكنني أتبرأ إلى الله إن كان فيما نقلت

أي زلل مني لم أدركه والله يغفر لنا ولك.