منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-2019, 09:09 PM
  #50
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

28 - دور المسلمات في أحد:
وقد سبق من حديث أنس في دفاع أبي طلحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانظره هناك وقد جاء أيضًا:
374 - من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال ثعلبة بن أبي مالك: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطًا بين نساء من نساء أهل المدينة، فبقي منها مرط جيد، فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين: "أعط هذا بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي عندك -يريدون أم كلثوم بنت علي، فقال عمر: أم سليط أحق منها، وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد" (1). تزفر : تخيط
29 - ثناء النبي على ربه ودعاؤه بعد انتهاء المعركة:
375 - من حديث عبيد الله بن رفاعة الزرقي رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (استووا حتى أثني على ربي، فصاروا خلفه صفوفًا فقال: اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مبعد لما قربت،اللهم ابسط علينا من بركاتك، ورحمتك، وفضلك، ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم الغلبة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، وشر ما منعت منا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم زجرك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتو الكتاب، إله الحق) (2).
376 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول يوم أحد (اللهم إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض) " (3).
30 - ردوا القتلى إلى مضاجعهم:
377 - من حديث جابر رضي الله عنه قال: "إن قتلى أحد حملوا من مكانهم فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن ردوا القتلى إلى مضاجعها) (4) ".
378 - وقد جاء عنه بلفظ آخر فقال: "استشهد أبي بأحد، فأرسلتني أخواتي إليه بناضح (5) لهن، فقلن: اذهب فاحتمل أباك على هذا الجمل فادفنه في مقبرة بني سلمة، قال: فجئته وأعوان لي، فبلغ ذلك نبي الله وهو جالس بأحد فدعاني وقال: (والذي نفسي بيده لا يدفن إلا مع إخوته فدفن مع أصحابه بأحد) (6) ".
31 - صلاة النبي على شهداء أحد:
379 - من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: (إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها)، قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (7).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (والخلاف في الصلاة على قتيل معركة الكفار مشهور، قال الترمذي: (قال بعضهم يصلى على الشهيد وهو قول الكوفيين وإسحق، وقال بعضهم لا يصلى عليه وهو قول المدنيين والشافعي وأحمد، وقال الشافعي في الأم: (جاءت الأخبار كأنها عيان من وجوه متواترة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل على قتلى أحد، وما روي أنه صلى عليهم وكبر على حمزة سبعين تكبيرة لا يصح، وقد كان ينبغي لمن عارض بذلك هذه الأحاديث الصحيحة أن يستحي على نفسه" انتهى، ثم إن الخلاف في ذلك في منع الصلاة عليهم على الأصح عند الشافعية، وفي وجه أن الخلاف في الاستحباب وهو المنقول عن الحنابلة.
قال الماوردي عن أحمد: الصلاة على الشهيد أجود، وإن لم يصلوا عليه أجزأ، وقال الطحاوي: "معنى صلاته - صلى الله عليه وسلم - عليهم لا يخلو من ثلاثة معان: إما أن يكون ناسخًا لما تقدم من ترك الصلاة عليهم، أو يكون من سنتهم أن لا يصلي عليهم إلا بعد هذه المدة المذكورة، أو تكون الصلاة عليهم جائزة بخلاف غيرهم فإنها واجبة، وأيها كان فقد ثبت بصلاته عليهم الصلاة على الشهداء، ثم كان الكلام بين المختلفين في عصرنا، إنما هو في الصلاة عليهم قبل دفنهم، وإذا ثبتت الصلاة عليهم بعد الدفن كانت قبل الدفن أولى" انتهى (8).
وقد وردت الأحاديث والسنن الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدل على الصلاة على الشهداء، أورد بعضها هنا:
380 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمزة بن عبد المطلب وقد جدع ومثل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها تركته حتى تأكله العافية (9)، حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع، فكفنه في نمرة، وكانت إذا خمرت رأسه بدت رجلاه، وإذا خمرت رجلاه بدا رأسه، فخمر رأسه، ولم يصل على أحد من الشهداء غيره" (10).
381 - من حديث عبد الله بن الزبير قال: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر يوم أحد بحمزة فسجي ببردة، ثم صلى عليه، فكبر تسع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى يصفون، ويصلي عليهم، وعليه معهم" (11).
وقد جاء من حديث ابن عباس (12) وغيره انظرها في التعليق، ولا يعارض هذان الحديثان وشواهدهما بحديث جابر بأنه لم يصل على شهداء أحد لأنه ناف، والمثبت مقدم على النافي، نفي هذين الحديثين وشواهدهما ثبتت مشروعية الصلاة على الشهداء لا على سبيل الإيجاب؛ لأن كثيرًا من الصحابة استشهدوا يوم بدر، ولم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة عليهم، ولو فعل ذلك لنقل إلينا، فدل ذلك على أن الصلاة عليهم غير واجبة، ولذلك قال ابن القيم: "والصواب في المسألة أنه مخير بين الصلاة عليهم وتركها، لمجيء الآثار بكل واحد من الأمرين، وهذا إحدى الروايات عن الإِمام أحمد، وهو الأليق بأصوله ومذهبه" (13).
32 - طريقة دفن الشهداء في أحد وتقديم الأحفظ للقرآن:
382 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: (أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟) فإذا أشير له إلى أحد قدمه في اللحد، وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة) وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم ولم يغسلوا" (14).
383 - حديث هشام بن عامر رضي الله عنه قال: "شكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجراحات يوم أحد فقال: (احفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، وقدموا أكثرهم قرآنًا) فمات أبي فقدم بين رجلين" (15).
384 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: " ... وكثرت القتلى وقلت الثياب، قال: وكان يجمع الثلاثة والاثنين في قبر واحد، ويسأل أيهم أكثر قرآنًا فيقدم في اللحد، وكفن الرجلين والثلاثة في الثوب الواحد" (16).
.................................................. .................................................. ......
(1)أخرجه البخاري في المغازي باب ذكر أم سليط رقم: 4071.
(2) أخرجه أحمد في المسند: 3/ 414، والحاكم في المستدرك: 1/ 507، 3/ 23، 24، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وقد وافق الذهبي الحاكم في موطن على التصحيح، وقال في موطن آخر: والحديث مع نظافة إسناده منكر -والحديث صحيح فقط فيه عبيد بن رفاعة لم يخرج له الشيخان، وليس لقول الذهبي في تعليله وجه.
وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 121، 122 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب استجاب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو رقم: 1743.
(4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 308، أبو داود في الجنائز باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض: 3165، والنسائي في الجنائز باب أين يدفن الشهيد: 4/ 79، والترمذي في الجهاد باب ما جاء في دفن الشهداء: 1717، وابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم: 1516، وقال الترمذي حسن صحيح وصححه ابن حبان: 196، وسنده صحيح.
(5) الناضح: البعير الذي يحمل الماء يسقي الزرع.
(6) انظر التخريج في الحديث السابق، وقال الشيخ الساعاتي: 8/ 150 أخرجه الأربعة وغيرهم وصححه الترمذي.
(7) أخرجه البخاري في الجنائز باب الصلاة على الشهيد رقم: 1344، وفي المغازي باب غزوة أحد رقم: 4042، وله أطراف أرقام: 3596، 4085، 6426، 6590، مسلم في صحيحه في الفضائل باب إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - رقم: 2296، وأبو داود رقم: 3223، 3224، والنسائي: 4/ 61، 62 أحمد: 4/ 149، 153، 154، البيهقي: 4/ 14.
(8) فتح الباري على صحيح البخاري: 3/ 210 - 211، في التعليق على حديث عقبة بن عامر المذكور آنفًا، وانظر قول الطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/ 504.
(9) العافية: السباع والطير التي تقع على الجيف فتأكلها.
(10) أخرجه أبو داود حديث رقم: 3137، وأحمد في المسند: 3/ 128، والبيهقي في السنن: 4/ 10، 11، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/ 502 - 503، والحاكم في المستدرك: 1/ 365، وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ورواه ابن أبي شيبة في المصنف: 14/ 391، 392، وقال النووي في المجموع: 5/ 265، وعزاه لأبي داود وحده وقال: إسناده حسن أو صحيح.
(11) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/ 503، وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث.
(12) أخرجه الحاكم: 3/ 198، والحديث حسن الإسناد، وابن ماجه في الجنائز. باب ما جاء في الصلاة على الشهيد رقم: 1513، وهناك شواهد من حديث ابن مسعود، أخرجه أحمد في المسند: 1/ 463، وسنده حسن، ومن حديث شداد بن الهاد وأخرجه النسائي: 4/ 506 والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/ 506 البيهقي: 4/ 15، 16، وسنده صحيح الحاكم: 3/ 595 - 596، وصححه ووافقه الذهبي.
(13) تهذيب السنن: 4/ 295.
(14) أخرجه البخاري في الجنائز باب الصلاة علي الشهداء رقم: 1343، وفي المغازي باب من قتل من المسلمين يوم أحد رقم: 4079 وجاء بأرقام: 1347،1346،1345، 1348، 1353، الترمذي في الجنائز باب ما جاء في ترك الصلاة على الشهيد: 1036، وأبو داود في الجنائز في الشهيد يغسل: 3138 والنسائي في الجنائز باب ترك الصلاة عليهم: 4/ 62، وابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في الصلاة على الشهيد: 1514، وأحمد في المسند: 5/ 431.
(15) أخرجه الترمذي في الجهاد باب دفن الشهيد رقم: 1713 وقال حديث حسن صحيح وأبو داود في الجنائز باب تعميق القبر: 3215، والنسائي في الجنائز باب ما يستحب في توسيع القبر: 4/ 18، وابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في حفر القبر: 1560 والحديث إسناده صحيح.
(16) سبق تخريجه حديث رقم: 389.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس