منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2019, 08:49 PM
  #49
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

21 - تصحيح الشعارات حتى في أحلك المواطن:
366 - من حديث عقبة مولى جابر بن عتيك الأنصاري رضي الله عنه قال: "شهدت أحدًا مع مولاي، فضربت رجلًا من المشركين، فلما قتلته، قلت: خذها مني وأنا الرجل الفارسي، فبلغت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ألا قال: خذها وأنا الرجل الأنصاري، فإن مولى القوم من أنفسهم) " (1).
22 - قتال الملائكة دفاعًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
367 - من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "رأيت رجلين عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويساره يوم أحد عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد" (2).
23 - تغشية النعاس المسلمين يوم أحد:
368 - من حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: "غشينا ونحن في مصافنا يوم أحد، حدَّث أنه فيمن غشيه النعاس يومئذ قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط من يدي فآخذه، والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هم إلا أنفسهم أجبن قوم وأرعبه، وأخذله للحق" وهذا اللفظ للترمذي (3).
وفي لفظ آخر لأبي طلحة قال: "رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر، وما منهم يومئذ أحد إلا يميل تحت حجفته من النعاس، فذلك قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} (4) ".
369 - من حديث الزبير رضي الله عنه قال: "لقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد حين اشتد علينا الخوف، وأرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا وذقنه -أو قال- ذقنه في صدره، فوالله إني لأسمع كالحلم قول معتب بن قشير "لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا" فحفظتها، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا}، إلى قوله: {مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} لقول معتب بن قشير، قال: {لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} حتى بلغ {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (5) ".
24 - الحرب خدعة:
370 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد وصرنا إلى الشعب كنت أول من عرفته فقلت: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فأشار إلى بيده أن اسكت، ثم ألبسني لامته، ولبس لأمتي، فلقد ضربت حتى جرحت عشرين جراحة أو قال بضعة وعشرين جرحًا كل من يضربني يحسبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (6).
25 - ظن علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رفع:
371 - من حديث علي رضي الله عنه قال: "لما انجلى الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد نظرت إلى القتلى فلم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم، فقلت: والله ما كان ليفر وما أراه في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فما فيَّ خير من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي، ثم حملته على القوم فأفرجوا لي، فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم" (7).
26 - فخر أبي سفيان بعد المعركة:
372 - من حديث البراء رضي الله عنه قال: "جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلًا -عبد الله بن جبير قال: ووضعهم موضعًا، وقال: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، إن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم)، قال: فهزموهم.
قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل وقد بدت سوقهن وخلاخلهن- رافعات ثيابهن فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة، أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنظرون؟
قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: إنا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذلك الذي يدعوهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أخراهم، فلم يبق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير اثني عشر رجلًا، فأصابوا منا سبعين رجلًا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيرًا، وسبعين قتيلًا.
فقال أبو سفيان: أفي القوم محمَّد؟ أفي القوم محمَّد؟ أفي القوم محمَّد؟ ثلاثًا، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ ثم أقبل على أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم، فما ملك عمر نفسه أن قال: كذبت والله يا عدو الله إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك، فقال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها، ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز: أعل هبل. أعل هبل.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا تجيبونه؟) قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: (قولوا الله أعلى وأجل)، قال: أن العزى لنا ولا عزى لكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا تجيبونه؟) قالوا: يا رسول الله وما نقول؟ قال: (قولوا الله مولانا ولا مولى لكم) (8) ".
27 - رواية ابن عباس في أحد:
373 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما نصر الله تبارك وتعالى في موطن كما نصر في يوم أحد فقال (ابن عتبة) فأنكرنا ذلك، فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالى، إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- يقول في يوم أحد: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}، يقول ابن عباس والحس القتل {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} -إلى قوله- {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، عني بهذا الرماة، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضع ثم قال: (احموا ظهورنا فإن رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا).
فلما غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعًا، فدخلوا العسكر ينتهبون، وقد التقت صفوف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهم كذا وشبك بين أصابع يديه والتبسوا، فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضرب بعضهم بعضًا والتبسوا، وقتل من المسلمين ناس كثير.
وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أول النهار، حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة، وجال المسلمون جولة نحو الجبل، ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغار، وإنما كانوا تحت المهراس (9) وصاح الشيطان: قتل محمَّد فلم يشك فيه أنه حق، فما زلنا كذلك نشك أنه قد قتل حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السعدين (10) نعرفه بتكفئه إذا مشى، قالوا: ففرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا.
قال: فرقى نحونا وهو يقول: (اشتد غضب الله على قوم دمّوا وجه رسوله)، قال ويقول مرة أخرى: (اللهم أنه ليس لهم أن يعلونا) حتى انتهى إلينا فمكث ساعة فهذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل: اعل هبل مرتين يعني آلهته، أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟
فقال عمر: يا رسول الله ألا أجيبه؟ قال: بلى، قال: فلما قال: اعل هبل، قال عمر: الله أعلى وأجل، قال: فقال أبو سفيان يا ابن الخطاب إنه قد أنعمت عينها فعاد عنها أو فعال عنها، فقال: أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أبو بكر، وهذا أنا عمر.
قال: فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، الأيام دول وإن الحرب سجال (11) قال: فقال عمر: لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، قال: إنكم لتزعمون ذلك، لقد خبنا إذا وخسرنا، ثم قال أبو سفيان: أما إنكم سوف تجدون في قتلاكم مثلًا (12) ولم يكن ذاك عن رأي سراتنا (13) قال: ثم أدركته حمية الجاهلية قال: فقال: أما إنه قد كان ذاك ولم نكرهه" (14).
.................................................. .........
(1) أخرجه أحمد في المسند: 5/ 295، أبو داود في الأدب: 5123، باب في العصبية، وابن ماجه في الجهاد باب النية في القتال: 2784، وإسناده حسن وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 115، رواه أبو يعلى ورجاله ثقات، وانظر المطالب العالية رقم: 4324.
(2) أخرجه البخاري في اللباس باب الثياب البيض رقم: 5826، وفي المغازي باب قوله تعالى {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ} رقم: 4054، مسلم في الفضائل باب قتال جبريل وميكائيل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد رقم: 2306، وأحمد في المسند: 1/ 171، 177.
(3) أخرجه البخاري في المغازي باب ثم أنزل عليكم من بعد الغم نعاسًا رقم: 4068، والترمذي في سننه كتاب تفسير سورة آل عمران رقم: 3008، وقال حديث حسن صحيح وأحمد في المسند: 4/ 29.
(4) أخرجه الترمذي في تفسير القرآن باب ومن تفسير آل عمران رقم: 3007، وقال حديث حسن صحيح.
(5) المطالب العالية رقم: 4315، ونسبه إلى إسحاق بن راهويه وسكت عليه البوصيري وإسناده جيد، وقال الترمذي معلقًا على إسناده في تخريج الحديث السابق: 3007 وجاء في حديث الزبير وقال حديث حسن صحيح.
(6) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 112، رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجال الأوسط ثقات، ورواه أبو نعيم في الدلائل: 2/ 482 من طريق ابن إسحاق وقد صرح عنده بالسماع وسنده متصل، فالحديث صحيح.
* لامته: درعه.
(7) المطالب العالية: 4323، قال البوصيري رواه أبو يعلى برقم: 546، بإسناد حسن، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 6/ 112 فيه محمَّد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره" وإسناده حسن كما قال البوصيري والله أعلم.
(8) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة أحد رقم: 4043، وأبو داود في الجهاد باب في الكمناء رقم: 2662، وأحمد في المسند: 4/ 293، أبو داود الطيالسي رقم: 2345، 2/ 98 - 99.
(9) المهراس: ماء بجبل أحد دفن بجواره حمزة عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(10) السعدين: مكانان في ذاك الموضع والله أعلم.
(11) سجال: أي مرة لنا ومرة علينا.
(12) مثل: أنكل بالقتل بجدع الأنف أو قطع الأذن.
(13) السراة: الأشراف والكبراء.
(14) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 287، 288، 463، والحاكم في المستدرك: 2/ 296، 297 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس