تزوجت وأنا في السادسة عشر من عمري ولله الحمد

عودتني أمي منذ شهور زواجي الأولى أن لا أشتكي لها مهما حدث من زوجي أو أهل زوجي

كنت كلما بدأت أشتكي لها تسكتني مباشرة بتوجيهاتها بأن أكون عاقلة وأصبر

وإذا حدث ان أخبرتها بمن اساء إليّ فإنها تطلب مني أن أبدأ الصفح مع يقينها بأني لست المخطئة



وكبرت وكبر معي تحملي لكثرة غياب زوجي وسهره دون شكوى لأهلي ...وإذا إنفجرت أمام أهلي على زوجي في الهاتف حملوني الخطأ ووقفوا ضدي


وكانت تخبرني أمي بان أصبر وسيتغير زوجي

كل تلك الأمور عودتني أن أتحمل ........وأسكت ولا أخبرهم بالرغم من علمهم بأني لست المخطئة

ولم أفكر يوماً من الأيام أن أترك بيتي إذا غضبت لإني أعتبرها مجازفة لا تؤمن عقباها ولا أحبذ تلك الفكرة أبدا





ومضت سنوات طويلة عشت فيها كحال أي بيت ترفرف عليه السعادة ولكن لابد من ملح الحياة وهي المشاكل التي كانت بفضل الله تحل فيما بيننا بهدوء بسبب عدم خروجها من جدران البيت


وبعد عشرة طويلة حدثت طامة كبرى زلزلت حياتي ....وبالرغم من ذلك لم اشأ أن أخبر أهلي كما تعودت

ولكن أراد الله أن يعرفوا .......وعرفوا........ولكن........كأنهم لم يعرفوا فلم ينبسوا ببنت شفهة ولم يحركوا ساكناً




أكبر زوجي موقف أهلي وأزددت في عينه حباً وتقديراً وإحتراماً ولله الحمد مع إعترافه بخطأه وندمه أشد الندم


ومرت الأيام التي نثرت أوراق النسيان على حياتنا لتصفو من جديد





وفي إحد المرات غضبت من سوء تصرف من زوجي كنت قد حذرته عدة مرات من عدم تكراره وفي لحظة غضبه يكررها

وفي كل مرة يعتذر وبشدة

وفي أخر إعتذار أخبرته بإن هذه المرة الأخيرة ولو حدث وكررها فسأترك البيت

ووعدني بأنه لن يكررها


ومرة أخرى كررها فغضبت وعندها قررت أن أنفذ ما حذرته منه

وكنت خائفة ولكني قاومت نفسي وذهبت لبيت أهلي




في المساء جاء إلى بيت أهلي....(وكل هذا وأهلي لايعرفون أني أتيت غاضبة بل أخبرتهم أني أريد ان أبات عندهم )



وعندما جاء ظنوا أهلي أنه أتى زائراً

وعندما أراد الخروج طلب منهم أن يطلبوا مني أن أخرج لنعود للبيت

طبعاً وضعني في موقف صعب

فهاهو والدي يناديني لأخرج ....وانا أتظاهر بالموافقة وأتهرب

ووالدي يطيل النداء وأنا مرعوبة

وأتت والدتي تطلب مني الخروج فبكيت وقلت لها لن أذهب للبيت

وهنا أتى صوتي والدي وقد إشتد به الغضب لتأخري بأن أخرج ووجدني أبكي

وقلت لن أذهب

وهنا طلب مني بهدوء أبي الذي خلفه إعصار بأن ألبس العباءة وأخرج

ولبست العباءة ونزلت الدرج وزوجي هناك ينتظرني وعيوني كلها دموع


فقال زوجي : إسمع يا عم أريد منك أن تسمع المشكلة وتحكم بيننا ومن المخطيء فينا

فرد والدي بدون أن يسمع كلمة : بل هي المخطئة وستخرج معك للبيت

وقال زوجي بل : إسمع وإذا كنت أنا المخطيء فسأعتذر وأقبل رأسها

فهنا ثار أبي : وقال بل هي المخطئة وهي من ستقبل رأسك

وهنا دفعني والدي دفعاً وهو يصرخ : هيا قبلي رأسه

وأنا كل نظرات الغضب والسخط أوجهها لزوجي بدون أن يراني والدي

وزوجي عندما رأني بهذا الوضع المحزن قال : بل أنا من سأقبل رأسها

فهاج والدي وقال : لا هي من ستقبل رأسك ودفع راسي لأقبله

وقبلت رأسه وكلي غضب ودموعي تجري ثم خرجت مسرعة للسيارة





طبعاً حرمت بعد هذا الموقف أن أفكر ولو تفكير في ترك بيتي مرة أخرى.










فهل برأيكم تصرف أهلي خطأ؟؟؟؟








































بالطبــــــــــــع لا


بل تصرفهم تصرف صحيح أشكر الله أن وهبني والدين بحكمتهما ورجاحة عقلهما













هل تظنون زوجي أصبح بعدها يتكبر عليّ ويفعل بي مايشاء لعلمه بإن أهلي لن يفعلوا له شيئاً؟؟؟










لا على العكــــــس لم يكرر فعلته مرة أخرى و أصبح يحترمني أكثر وأكثر وأكبر في عينه أنا وأهلي أكثر وأكثر حتى إنه يردد بأنه لم يرى لأهلي مثيل






طبعاً هذه ردة فعل الزوج الكريم والطيب الخصال .....على الرغم انه لايخلو بيت من المشاكل مهما كان

أما الرجل اللئيم فهو من سيذل زوجته بموقف أهلها

(لإن الكريم إذا أكرمته ملكته,,,واللئيم إن أكرمته تمردا))






على النقيض من موقف أبي إليكم موقف أب من عائلتنا:





فلم يمر على الزوجان إلا عدة أسابيع لم تتجاوز الثلاث أشهر إلا وهما مطلقان




لماذا؟؟؟


بسبب مشاكل تافهة كالتي تحدث في بداية كل حياة زوجية

ولكن الزوجة تعودت أن تشتكي لأهلها وأبوها يتدخل بينهما

في أخر مشكلة تافهة والتي قصمت ظهر البعير طلب منها والدها الرجوع لبيت أهلها من الرغم من أن زوجها كان في نفس اللحظة يريد أن يعتذر لها ويخرج معها ليقيما في فندق لمراضاتها

ولكن والدها أصر أن تعود لبيته ظناً منه أن زوج إبنته سيجري خلفها


ورفضت صلح زوجها وذهبت لبيت أهلها


وتلفظ والد الزوجة على الزوج بكلام أغضبه وشاركته إبنته التي هي زوجته التلفظ بكلام سخيف لإنها تجرأت عندما رأت والدها يساندها



هنا غضب الزوج وبشدة وشعر بكره شديد نحوها بعد أن كان يحبها وأختارها بنفسه

وتركها عند أهلها





وحاول والدها بشتى الطرق أن يعيد زوج إبنته ولكن الزوج رفض رفضاً قاطعاً كل المحاولات ورمى عليها يمين الطلاق وطلاق بائن


وعض الوالد اصابع الندم على تدخله وهدم بيت إبنته (الوحيدة) على مشاكل تااااافهة وحملت لقب مطلقة وهي مازالت عروس







هذا هو الفرق بين تصرف والدي ...وتصرف والدها...........وإني لأحمد الله أن رزقني أب واعي عاقل علمنا كيف نحافظ على أسرار بيوتنا فما يحدث عند أهل زوجي هو من أسرارهم التي لاأفشيها عند أهلي
ومايحدث عند أهلي هي أسرار أهلي التي لاأفشيها عند أهل زوجي





فياأيتها الزوجة إحرصي على كتمان مابينك وبين زوجك فهو كالشرارة إن أحطتيها إنطفأت وإن عرضتيها للخارج كبرت وأشتعلت وأحرقت ماحولها



وبهذا يصبح البيت سعيداً ويتودد الزوجان لبعضهما أكثر وأكثر وتزدهر حياتهم ورداً وفلاً ونرجسا





أم جمانة