الغالية جدا...
هل تعلمين لماذا أسميتك بالغالية جدا لانك لمست جرحا نزف كثيرا كثيرا! لا يعلمه أكثر من كتب الردود! فاكثرهم لم يمر بهذه التجربة المريرة!
قالوا اصبري وأحبي زوجك وظنوا انها حبوب تشترى من الصيدلية! او طهو طعام!
ظنوا ان معاناتك مجرد (رفس للنعمة! وغرور! ومراهقة صبياينة! ) ولم يقدروا ألمها! ولا ألومهم فالذي جربوا هذا العذاب قليل!
كل حرف رسميته عن علاقتك بزوجك أعرفه بل وأعرف من تفاصيل العذاب أكثر مما كتبتي! مشاعرك حين تتهيئين لزوجك ومشاعرك حين استقباله... وبكاء دورات المياة! وساعات البكاء الطويلة وحديث الزميلات والأهل! وعن ليلة الزفاف والشوق بعد السفر ووو الخ!
أعرف شعور المغصوب على الطعام فكيف على ما هو أصعب!
كيف والجميع حولك يتمتع ويتحدث عن لهفة وحب وانت تتعجبين عما يتحثون؟! تنظرين الى الموت وتتساءلين هل سيكون رحمة؟!
غاليتي لست أجد كثيرا لأكتبه فدموعي التي تفاعلت معك وأعادت شريطا مر بذاكرتي يشتت ذهني لأجمع لك أفضل ما أملك!
ولكن أقاوم لأكتب لك شيئا يسيرا..
نعم المعاناة مرة وصعبة! وليس حب الزوج -كما يشعر به من فقده- هو كمال الحياة وسعادتها فالسعادة لا علاقة لها بالظروف! هي تكتب في السماء! والكثيرون الذين رسموا من اختلال هذا العنصر (الحب) بين الزوجين مجرد طيف عابر من السهل التنازل عنه! وأن الحب مجرد كمالية يمكن ان نستمتع بدونها! .. لم يقدروا الموقف حسن تقديره!
والوضع هنا ليس عدم الحب بل البغض والكره والنفور!
لكن ليس حديثي موجها اليهم لأرسم لهم وجه المعاناة!
ولكن حديثي لكِ لقلبِ عانى وتألم وكاد ان ينال بمعاناته درجات الجنان! لكنه اخطأ الطريق!
لن أطيل فقد أحسن التوبة واختار طريق الهداية بعد ماذاق ألوان شقاء المعصية!
والحمد لله الذي فتح قلبك على طريق حياتك كلها ليس فقط مشكلة صديق الماسنجر وسابقوه... بل الحياة كلها!
اهتماماتك.....قراءتك وصلاتك وصلاتك بربك..........كلها معانِ أعظم من أن تكتب
لست أجد وصفا لها! لكن ما من صاحب مصيبة إلا وكانت له طاعة الله سلوى في مصيبته! باختلاف صورها وصنوفها..وكانت حياة الطاعة عالما من المتع والراحة نسأل الله أن لا يحرمنا إياها...
الغالية جدا...
لا أنصحك بأن تبحثي عن سعادة الحب حاليا... بل اتركي ذلك للزمن! اهتمي ببناء نفسك وتطويرها بعد ما أصابها..
فهمت منك أنك غير موظفة ولم تكملي تعليمك...... هل تملكين تصحيح ذلك حاليا؟! إن كان ممكنا فهو أفضل!
وجود وظيفة وعمل ودور خارج محيط الأسرة يخفف العبء النفسي كثيرا ويحرك المشاعر تجاه المنزل وأفرادها أكثر...
وإن لم يكن كذلك فابحثي لك عن ما يشغلك ... التحقي بدورات تحفيظ أو دروات حاسب وغيرها بناء قدراتك سيخلق لك عالما من السعادة والنجاح والفرح سيعوضك عن الكثير..
المنتديات الثقافية والتربوية المحافظة تمثل للكثيرين -وكنت منهم- بديلا نفسياعن العلاقات الأسرية
أبنائك بالطبع لا علاقة لهم بوالدهم .......بناؤهم نجاح لك وإهمالهم إثم وعقوبة... وأظن أنك قد اخترت طريقهم الآن فوفقك الله
ثقافتك... شدي على يديك بكثرة القراءة... عالم ممتع ورائع وجميل القراءة حياة كاملة نخرج بها عن عالم المحيطين! نستفيد منها لديننا ومتعتنا ودنيانا وآخرتنا لست أجد مسليا نافعا لك ولي وللجميع اكثر منها...
اما زوجك!
فتلك قصة أخرى!
أولا حبذا لو تحددي بالضبط عيوبه التي تنفرين منها... اكتبيها كلها ثم اقرأيها بتمعن....انظري الى ما يمكن معالجته..
ليس الشكل هو العائق كما قد كتبتِ... اتوقع أن ظروفا أخرى زادت من حجم النفور سجليها ابحثي أسبابها وادرسي هل يمكنك معالجتها؟!! وإن أدرت استشارة إخوتك هنا فنحن على استعداد...
كرهك الحالي له أمر طبيعي لانك اليوم قد وجهت نفسك اليه مجردة عن كل عالم ممتع آخر! ولكن مع الزمن سترين آثار ذلك التغير في صالحك لكن سيتطلب وقتا فلا تتعجلي...
اهتمي بتغيير زوجك للأفضل اعتبريه مجرد تلميذ أو ابن من أبنائك يحتاج للرعاية والاهتمام... عامليه طفل وسيكون لذلك أثر طيب في نفسك حين ترين نتائج تعاملك في شخصيته لست أدري ربما يختلف الوضع لكن الشعور بأنك صنعت إنسانا وغيرتِ في عالمه للأفضل شعور ممتع ممتع ممتع اكثر مما تتصورين!
لا تقارني محاولاتك الحالية بمحاولاتك السابقة! فقد كنتِ تتنقلين من شخص لآخر ومن متعة وإثارة لأخرى! فضلا عن العمر الذي يرتقي مع الخبرات والتجارب ثم وصولك الى نهاية حتمية ان لا سعادة فيما تبحثين عنه!
لكن اليوم تتحرق مشاعرك الطبيعية وتتحرك تبحث عن من يستثيرها ويشبعها فلا تجدين سوى زوجك! رغم عنك ستجدين نفسك تتقبلين وضعك القائم ومع الزمن تعتادينه فيصبح شيئا أساسيا في حياتك.. هذه أسوأ الظروف!
لكن ربما تكون الظروف أفضل فقد تنجحين في إخراج نفسك من كرهه! ثم تنجحين في إغارق نفسك في حياتك ومسوؤليتك دون ملل أو تأفف... ثم تنجحين في تغيير شخصية زوجك للنجاح... وتكتشفين فيه صفات لم تتوقعي أن تظهر بعد تلك السنين من العشرة! تتفاجئين بحمله لها! وتصفقين فرحة مسرورة باكتشافك لها ثم بكونها في زوجك دونا عن العالم! وستجدين لذة ذلك في قلبك!
الأمر ليس مستحيلا! صعب ربما! طويل الأمد ربما! منهك نفسيا وجسديا ربما! لكنه ليس مستحيلا!
وتذكري الكثيرات كرهن أزواجهن بسبب سوء سلوكهم من بداية حياتهم الزوجية! فلا وجودللحب ولا الاستقرار!! والكثيرات فقدن أزواجهن بعد سنوات قلائل من الزواج بطلاق أو ترمل! واضطررن إما تكرار الزواج بقلوب قد ملئت بحب سابق أو بقين بلا زوج ولا حب ولا سعادة! وأخريات يحرقهن الحب ولا يجدن متعته لمشاكلهم الزوجية العسيرة!
والكثيرات اللاتي فقدن مع فقد الحب الاستقرار والأمان! فأين انت منهن؟!
ألحّي في الدعاء....ليلا ونهارا صبحا ومساءا اجعلي الدعاء خلق لك في كل وقت ولحظة وستجدين النتائج خيالية!
ربما يكون للقضية أسباب أخرى كسحر وعين واكتشاف ذلك ليس صعبا فالأمر له علامات لكن ابحثي عنهاعلى ضوء واقعك اليوم فواقعك بالامس لا يمثل نموذجا خصبا للدراسة نظرا لأن أكثر ما قد تبحثين عنه ربما كنتِ ترينه بسبب واقعك وليس بسبب السحر او العين...
أؤكد لك أخرى لا تزيدي الضغط على نفسك بإكراهها على حبه بل دعي الحب يتولد بهدوء حتى يتعمق دون ضغط نفسي! سيكون الأثر أسهل وأفضل... دعي مشاعرك على مسارها... هي ستختار الصواب إذا توفر الجو المناسب...
ولكن حاولي ان لا تقفي عند عيوبه كثيرا... أقصد لا تفكري فيها كثيرا... كلما حصل ما يثيرها ابعدي فكرك قولي لنفسك نعم فيه أخطاء وانتهى الأمر! ستجدين أن مشاعر الكره تخف مع الزمن..
حاولي البحث عن نقاط مشتركة بينكما... موضوعات معينة ....... برامج الخ اقترحي عليه الاشتراك في مجالات معينة تدفعه للنجاح والتغير...
وتبقى يدك أهم يد تصنعه ناجحا متميزا!
أخيرا أدعو لك بالتوفيق والفرج العاجل وان تجدي في حياتك كل حلم تمنيتيه وكل حب طلبتيه على هدى من شرع الله
وفقك الله دنيا وآخرة..
اختك اتكاءة حرف!