قرأت قبل قليل مشاركة في أحد المنتديات عن موضوع مشابه وأعجبني كلام الكاتب فنقلت لكم بعضه، وأرجو النظر فيه على الرغم من طوله :
(( ما موقف الزوجة من الزوج الناشز ؟
إن الزوجة لا تملك في هذه الحالة إلا الوسيلة الأولى وهي النصح والموعظة وليس لها أن تلجأ إلى الوسيلة الثانية أو الثالثة الخاصة بالهجر في المضاجع و الضرب
وقد يبدو في هذا عدم مساواة ظاهريا، أما الحقيقة فهي أن المرأة لا يمكن أن تضرب الرجل ثم تشعر باحترامها له بعد تسوية الأمور بينهما،
هذا من ناحية المرأة أما من ناحية الرجل فإن الرجل الذي جُبل بفطرته على عنف الذكورة لا يحتمل أن تضربه من هي أضعف منه جسديا، وقد يطيش صوابه لهذه الفعلة فينقض على زوجته ضربا وركلا ثم قد لا يفلتها إلا وهي محطمة أو مشوهة.
لذلك فإن الزوج الناشز أو المسيء يجب أن يلقى عقابه لكن دون أن تعرّض الزوجة نفسها إلى خطر محدق، ولا يكون ذلك إلا بشكواه إلى القاضي
كي ينتصر لها وينزل بزوجها الناشز العقوبة المناسبة، وقد لا تقف العقوبة عند الضرب بل قد تتعداها إلى السجن وغيره؛ وهذا هو منهج الشريعة الإسلامية في إنزال العقوبات على مستحقيها،
إذن فحق تأديب الزوج لزوجته يقابله حق الزوجة في تأديب زوجها، بأن تطلب من القاضي ذلك
إذا لم يعاملها زوجها بالمعروف وحسب مذهب مالك رحمه الله فإن على القاضي أن يعظه، فإذا لم ينفع الوعظ حكم القاضي للزوجة بالنفقة، ولا يأمر له بالطاعة وقتا مناسبا، وذلك لتأديبه، وهو مقابل الهجر في المضاجع. فإذا لم يُجدِ ذلك في الزوج حكم عليه بالضرب بالعصا
أما أن تنقلب الأوضاع ونجد أن المرأة هي التي تضرب الزوج لمجرد وجود اختلاف بينهما أو مشاكل فإن هذا ينذر بشرور جسيمة ، ووبال يحدق ببصره في المجتمع الإسلامي ، وينذر بميلاد أجيال لا تقدر للأب حق قدره ولا لصورة رب الأسرة مقامها المطلوب
وإذا ما ضربت الزوجة زوجها فإن لهذا أسباب يستطيع العقل أن يحددها في نقاط :-
1- مرض الزوجة النفسي وتعرضها لخبرات سيئة في الطفولة جعلتها تعتقد أن المرأة هي الأقوى من الرجل وخولت لها القدرة على مد يدها على الرجل من أجل تأديبه واصلاحه
2- مرض الزوج النفسي ، فما من رجل سوي يقبل أن ترتفع يد زوجته عليه وتضربه من أجل مشكلة عائلية أو اختلاف بينهما
3- اختلال معادلة القوامة من الرجل على المرأة ، فشروط القوامة أن يستطيع الرجل الإنفاق على بيته وأن يقوم بجميع المسئوليات المادية تجاهه ، فإذا ما اختلت هذه المعادلة وأصبحت المرأة هي التي تتولى مسئوليات الإنفاق المادي على الأسرة فحينئذ ستشعر بأنها ندا للرجل بل وأعلى منه شأنا وهنا نتوقع أن يتم تبادل الأدوار بينهما فنجد الزوجة هي التي تنفق وتضرب عند الاختلاف والرجل هو الذي يُضرب ، وكل هذا دليل على وجود شروخ نفسية لديهما معا
ويوجد آثار مدمرة لهذه الظاهرة لو حدثت بانتشار في المجتمع الاسلامي
منها تربية أجيال غير قادرة على فهم مكانة الرجل في المجتمع والأسرة بصفة عامة
وسنتوقع عندها أن الأسر التي ستتكون من رجال ونساء تربوا في ظل هذه المعتقدات غير قادرين على بناء مجتمع سوي غير مريض ، فسوف يتم تبادل للآدوار بين الرجل والنساء ولن تتكون حياة طبيعية في ظل هذا التبادل لأنه مخالف لفطرة الله التي فطر الناس عليها)) اهـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأمر آخر ..
من قال بأن ضرب الرجال للنساء مندوحاً أو شجاعة أو مدعاة للفخر ؟؟ على العكس من ذلك فلعلكم تعلمون أنه لما نـهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرب النساء جاء عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ذئرن النساء على أزواجهن ، فرخّص في ضربهن ، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ، ليس أولئك بخياركم . رواه أبو داود وغيره .
ومعنى ( ذئرن ) : أي اجترأن .
أسمعتم " ليس أولئك بخياركم "
فالأمر وإن كان مباحاً لكنه ليس الحل الأول والعدول عنه إلى ما سواه أفضل ويكفينا أن نعلم أنه لم يُنقل عن رسول الله أو يُذكر أنه ضرب امرأة من نسائه على كثرتهن وكثرة غيرتهن .
قالت عائشة رضي الله عنها : ما ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نِيلَ منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل . رواه مسلم .
فلا تظن الأخوات أن الرفض القاطع لضرب الزوجة زوجها هو من قبيل الظلم وعدم الحيادية لكن الأمر كما لعله وضح بعض الشيء من النقل الذي نقلته آنفاً أكبر من هذا ... الأمر إن حدث ينذر فعلا بخراب البيوت وبما قد يجاوز ذلك حتى.. فلنتأمل