وهذا رد زوجي اليك
وهذا رد زوجي اتمنى ان تقرايه رغم قسوته:
الاخت العزيزة وقبل اي سلام وخير الكلام ان شهادتك تصلح لئن تعلق على الحائط فقط وهذا واضح جدا من خلال تفكيرك الضيق الذي انحسر داخل قفص وهم كرسي الشهادة الذي صنع منك ( مغرورة تحصيل دراسي) لا تثقيف وتعليم والشهادة سمو للنفس الانسانية قبل ان تكون فوارق طبقية
واليك هذه القصة الحقيقية التي عشت تفاصيلها عن قرب في قطر عربي مجاور لبلدي ولصديق لي اسمه بسام، ولست هنا قاصدا تجريحه او النيل من شخصه، بقدر ما اريد ان اوصل لك الالم الذي يعيشه الآن بسبب الوحدة القاتلة التي رمته نتائجها على شواطيء الياس والحرمان، كان بسام هذا مهووسا بعناوين الشهادات فكان يحب كلمة بروفيسور، وكانوا يسمونه بالاعدادية البروفيسور لانه كان يلبس نظارات طبية وهو ليس ضعيف البصر طبعا، والنظارات بيضاء فقط، وكان يمسك قلم الرصاص بيده ويضع رجل على الاخرى، ويعمل حاله يدخن، وهذه القصة عرفتها من شقيقه الاكبر ودرس بسام وحصل على دبلوم في علوم الاتصالات ، وبعد تخرجه اقترن بفتاة الاحلام ابنة خاله ( ن ) خريجة الثانوية ، في شهر العسل صارحها بامنيته القادمة بانه يود ان يدخل المعهد العالي لعلوم الكمبيوتر ، وهو ثلاث سنوات دراسة والرابعة تطبيق عملي في المنشآت والمرافق الحيوية المهمة، ومنح شهادة دبلوم بتفوق وامتياز، وقد كانت هذه الزوجة خير معين لتوفير وتحضير المصادر وفي هذه الفترة رزقهم الله سبحانه بطفل ذكر ( ف ) ، ولكنه كان وطيلة هذه الفترة قد نسي واجباته الزوجية وكان حلمه الاكبر ان يؤسس شركة كمبيوتر، وحسب تعبيره عملاقة ، فجائه احدهم واخبره بان هناك فرصة ذهبية للدراسة في كندا، في كلية متطورة في جامعة تورنتو ، واخبره بانه مساء يستطيع العمل في شركة كبرى، لا اطيل عليك طلبت ابنة خاله الطلاق لانها ضحت بخمس سنوات من عمرها لينال الشهادة الثانية في ظن منها بان هذا طموح له حدود ، ووافق هو فورا دون ان يرف له جفن، وسافر وعاد عام 1999 واخبرته والدته بان يلبي رغبتها في الزواج فورا، وفي هذه الفترة قد عين استاذا محاضرا في احد الكليات المرموقة ، وتمت الخطوبة وبعد ستة اشهر طلبت الخطيبة الانفصال معلنة امام الجميع بان الحجر والشجر فهما مشاعري ، وهذا الرجل يفكر بتبديل براويز الشهادات المعلقة على الحائط ، وفي عام 2000 تمت خطوبته لامراة رائعة بكل المواصفات كما وصفها من حولها، وباعترافه هو فانها ستكون سيدة المستقبل، وفي نهاية عام 2001 جاءت هذه الامراة الى والدته لتقول لها : خالة على ابنك ان يتزوج مكتب فيه كمبيوتر وعشرون شهادة معلقة على الحائط، ووضعت الدبلة بيد الوالدة، وقبلتها من جبينها وبقي بسام وحيدا ولا احد من عوائل المدينة سيجرا على تزويجه من بناته .
انا هنا لست ضد الشهادة ، لكني ضد من يجعل الشهادة سلما يستصغر به شريك عمره الذي ممكن ان يكون هو الجامعة الكبرى التي ستمنح شهادة الحب الاكبر.