ومن سخرية القدر...أن وجدنا في نظريات فرويد القائلة أن في كبت الغريزة الجنسية هي السبب في إعلاء قيمة هذه الغريزة على حساب عاطفة إنسانية راقية كالحب، مما أدى إلى الخلط بين الحب والجنس, ومن ثم إلى ارتباط الكلمتين بعضهما مع بعض فأصبحت كل علاقات الحب آثمةً حتى لو كانت صداقةً؛ وهذا ما يقرره العالم النفسي أنتوني ستور في كتابه "الاعتكاف عودة إلى الذات" عندما يحلّل الفاجعة التي مُني بها الشاعر "الفرد تنيسون" عند موت صديقه "آرثر كالاهام" فيقول:«كانت صداقتهما حميميةً وعاطفيةً جداً, ولكنها لم تكن مشوبةً بالجنسية المثلية لا ظاهراً ولا باطناً. ولقد كانت الأجيال فيما قبل فرويد أفضل حظاً من أجيالنا, ذلك أنهم كانوا قادرين بحرية أن يعبروا عن "الحب" نحو شخص من نفس الجنس أو من الجنس الآخر دون أن يكون ذلك معناه ضمناً أن كل حب يكون حباً جنسياً بالضرورة من حيث أصله
حاول فرويد في معظم نظرياته أن يقرن الحب بصلة مباشرة بالجنس..غير أني أعتقد انه في نظري...أن الحب والعشق والهيام درجات تدفع حتما الي تكامل الروح والجسد
__________________
[CENTER]مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ
بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي
فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي
قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاء[/CENTER]