الحب هو أجمل سوء تقدير بين الرجل والمرأة.."
فيكتور هوجو .. قائل هذا .. شاعر وقصاص .. ونظنه استخدم موهبته الثانية في هذا القول.. فوصف الحب من الخارج وهو يراقب الأحباب.. كما يصف أبطال القصص حين يرى الأحداث.. ولم يصفه وهو واقع في أتونه .. كما يفعل الشاعر حين يعشق.. فهذا لا يسميه سوء تقدير .. لأن الأمر حين يتعلق به يكون هو التقدير السليم تماماً.. ولولا هذا لم يقتنع به أصلاً..
المشاهد من الخارج يؤمن بذلك القول، وحين يكون متفائلاً واسع الأفق مثل (هوجو) نفسه يعتبر ذلك (التقدير الخاطئ) هو أجمل ما يمكن .. فالرجل يرى في المرأة التي يحبها من المحاسن .. ما ليس فيها في الواقع .. والمرأة تسبغ على الرجل الذي تحبه صفاتا رائعة ليست فيه فعلاً . هذا سوء تقدير.. ولكنه أجمل سوء تقدير لأنه يقود إلى الحب .. والحب فوق أنه جميل ممتع .. لذيذ.. رغم عذابه .. فإنه أيضاً نافع جداً للناس على مختلف المستويات وبالتالي فإن قيامه على (سوء التقدير) امر مرحب به تماماً، ويحسن ألا يُنبَّه العاشقين إليه، وحتى لو نبهوا فلا خوف.. لن يصدِّقوا..! منطق العاشق هو:
يا ربِّ لا تحرمني حُبها أبداً
ويرحمُ الله عبداً قال آمينا
__________________
[CENTER]مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ
بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي
فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي
قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاء[/CENTER]